تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وانظر هناك ـ مشكوراـ إلى البيت الذي يليه لتعرف أيضا مدى الإشكال الذي فيه.

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 12:38 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حياكما الله أخوي الكريمين ابن القاضي وابن قدامة.

بارك الله فيك أستاذنا الكريم.

لكن لا زال الإشكال قائما، لبُعْد أن يكون القسم استعطافا، وذلك لأمرين:

1ـ القسم الاستعطافي يكون بالباء خاصة.

2ـ لا يعرف القسم إن كان للاستعطاف أم لا، إلا بذكر جملة الجواب الإنشائية للدلالة على الاستعطاف، نحو: بالله هل قائم زيد، بربك هل ضممت إليك ليلى ... ، بعيشك يا سلمى اذكري ذا صبابة ...

فإن لم تذكر فالأصل في جملة جواب القسم أن تكون خبرية.

والله أعلم وهو الموفق.

1 - أما كون القسم الاستعطافي بالباء خاصة، فصحيح؛ ولكن حال ذكر حرف القسم. أي لا يكون حرف القسم الاستعطافي الواو أو التاء. فإن لم يذكر حرف القسم صراحة فلا بأس. أي أن ذكر الباء ليس بواجب. وله صور منها على سبيل المثال:

* مع الباء: رقيَّ بعمركم لا تهجرينا ... ومنينا المنى ثم امطلينا

*فإن حذفت الباء نصبت عمرا على نزع الخافض أو تعدي فعل القسم إلى المصدر

نحو: عمرَكَ اللهَ أما تعرفني ... أنا حراث المنايا في الفزع

و: عمرَكِ اللهَ ساعة حدثينا ... وذرينا من قول من يؤذينا

أو أدخلت لام القسم ورفعت المصدر على الابتداء

نحو: لعمرُك لا أتبعتَ ما فات بالأسى ... ورأي أمير المؤمنين جميل

لعمرك هل يجري على خاطر امرئ ... وجود أخي فضل يشابه ذا الفضلا

* وقد يؤتي بفعل من المصدر عمر

نحو: عمرتك الله إلا ما ذكرت لنا ... هل كنت جارتنا أيام ذي سلم

وقد يؤتى بغير (عمر) ومشتقاته

تقول: قعيدك الله، وقعدك الله، ونشدك الله، وسألتك الله، وذكرتك الله .....

* قعيدك ألا تسمعيني ملامة ... ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا

وقد جمع عروة بن الورد بين قعيدك وعمرك الله:

قعيدك عمر الله هل تعلمينني ... كريما إذا اسود الأنامل أزهرا

2 - قد يحذف الجواب الاستعطافي وغير الاستعطافي لدلالة الكلام عليه؛ إما لسبق ما يدل على الجواب، أو لقرينة عقلية أو لفظية في السياق.

نحو: * ألكني إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا

أي عمرك الله ألكني إليها

ونحو البيت المطروح، أي: لعمر الله من يشري خلدا بفناء؟

بل قد لا يحتاج القسم الاستعطافي إلى جواب بخلاف القسم الحقيقي (غير الاستعطافي).

ولعل من ذلك قول الشاعر: إذا قلت يوما نوليني تبسمت ... وقالت: لعمر الله، لو أنه اقتصد.

وقد يحتمل الجواب أن يكون أحد شيئين أو أكثر

كأن يقول لك قائل:

قل لي لعمر الله يابن القاضي ... هل بهجة الإقبال كالإعراض؟

فالجواب قد يكون محذوفا دل عليه جملة الطلب قبله: أي لعمر الله قل لي

أو يكون الجواب جملة الاستفهام بعده.

هذا والله أعلم.

وأكرر تهنئتي بالوليد المبارك إن شاء الله، (واعمل حسابي في العقيقة)

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 05:17 م]ـ

وأكرر شكري لحضرتكم، والعقيقة في موعدها، وحضرتكم وحضرة الأستاذ ابن قدامة أحق من يدعى إليها.

بوركتما.

ـ[أبو مالك الغنائمى]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 06:05 م]ـ

فوائد لاتحصى بارك الله فيكم أساتذتى الأجلاء

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 11:19 م]ـ

قرأت اليوم كلاما جميلا للحافظ ابن حجر في الفتح ذكرني بهذا الموضوع فأحببت أن أشارككم بنقله

عنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي وَأَنَا بِمَكَّةَ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا قَالَ يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفْرَاءَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ قَالَ لَا قُلْتُ فَالشَّطْرُ قَالَ لَا قُلْتُ الثُّلُثُ قَالَ فَالثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِي تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَكَ فَيَنْتَفِعَ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا ابْنَةٌ

قَوْله: (إِنَّك أَنْ تَدَع)

بِفَتْحِ " أَنْ " عَلَى التَّعْلِيل وَبِكَسْرِهَا عَلَى الشَّرْطِيَّة، قَالَ النَّوَوِيّ: هُمَا صَحِيحَانِ صُورِيَّانِ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: لَا مَعْنَى لِلشَّرْطِ هُنَا لِأَنَّهُ يَصِير لَا جَوَاب لَهُ وَيَبْقَى " خَيْر " لَا رَافِع لَهُ. وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: سَمِعْنَاهُ مِنْ رُوَاة الْحَدِيث بِالْكَسْرِ، وَأَنْكَرَهُ شَيْخنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد - يَعْنِي اِبْن الْخَشَّاب - وَقَالَ: لَا يَجُوز الْكَسْر لِأَنَّهُ لَا جَوَاب لَهُ لِخُلُوِّ لَفْظ " خَيْر " مِنْ الْفَاء وَغَيْرهَا مِمَّا اُشْتُرِطَ فِي الْجَوَاب، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا مَانِع مِنْ تَقْدِيره وَقَالَ اِبْن مَالِك: جَزَاء الشَّرْط قَوْله: " خَيْر " أَيْ فَهُوَ خَيْر، حَذْف الْفَاء جَائِز وَهُوَ كَقِرَاءَةِ طَاوُسٍ: " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْيَتَامَى قُلْ أصلح لَهُمْ خَيْر " قَالَ: وَمَنْ خَصَّ ذَلِكَ بِالشِّعْرِ بَعُدَ عَنْ التَّحْقِيق، وَضَيَّقَ حَيْثُ لَا تَضْيِيق، لِأَنَّهُ كَثِير فِي الشِّعْر قَلِيل فِي غَيْره، وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ فِي الشِّعْر فِيمَا أَنْشَدَهُ سِيبَوَيْهِ: مَنْ يَفْعَل الْحَسَنَات اللَّه يَشْكُرهَا أَيْ فَاَللَّه يَشْكُرهَا، وَإِلَى الرَّدّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ خَاصّ بِالشِّعْرِ قَالَ: وَنَظِيره قَوْله فِي حَدِيث اللُّقَطَة " فَإِنْ جَاءَ صَاحِبهَا وَإِلَّا اِسْتَمْتِعْ بِهَا " بِحَذْفِ الْفَاء، وَقَوْله فِي حَدِيث اللِّعَان " الْبَيِّنَة وَإِلَّا حَدّ فِي ظَهْرك ". اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير