[سؤال عن كلام الشيخ الفوزان]
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[01 - 06 - 2010, 06:28 م]ـ
السلام عليكم:
قرأت في كتاب دليل السالك للشيخ عبد الله الفوزان ما نصه: يجوز حذف فعل الشرط بشرط أن يكون فعل الشرط ماضيًا, نحو: أنت ظالم إن فعلت, فإنْ لم يَكُنْ فعْلُ الشرْطِ مَاضِياً، بأنْ كانَ مُضَارِعاً، لم يَصِحَّ حَذْفُ جُملةِ الجوابِ، إلاَّ إِنْ سَدَّ مَسَدَّها جُملةٌ أُخْرَى بعدَها؛ كقولِهِ تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ}، فقولُهُ: (فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ) ليسَ هوَ الجوابَ، بلْ هوَ دليلُ الجوابِ؛ لأنَّ الجوابَ يَكُونُ مُسَبَّباً عن الشرْطِ، والأَجَلُ آتٍ سواءٌ وُجِدَ الرجاءُ أمْ لم يُوجَدْ، وتقديرُ الجوابِ المحذوفِ، واللَّهُ أعلَمُ: فلْيُبَادِرْ إلى العمَلِ الصالحِ.
السؤال: كلامه هنا يُشير بأنه يجوز أن يحذف الجواب وفعل الشرط مضارعا بشرط أن تسد جملة مسد الجواب, لكن الظاهر أمامي أن فعل الشرط في الآية ماض وهو الفعل (كان) فكيف يقول أن فعل الشرط هنا مضارعا؟ أرجو التوضيح بارك الله فيكم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[01 - 06 - 2010, 08:57 م]ـ
مرحبا بك أخي محمدا
في البدء أود الإشارة إلى سهو لا أدري أمنك هو أم من المؤلف؟ وهو (يجوز حذف فعل الشرط بشرط أن يكون فعل الشرط ماضيًا ... ) إذ المقصود هنا حذف الجواب لا الشرط، ولعلك تراجع النص الأساس للتحقق من ذلك.
وأما الاستشهاد بالآية فلعل الشيخ قد استشهد بالآية على الجزء الأخير مما قال فقط، أي (سد الجملة مسد الجواب المحذوف)، بمعنى أن الآية تصلح شاهدا على سد الجملة مسد الجواب المحذوف بغض النظر عن كون فعل الشرط ماضيا أو مضارعا، ولو أنه استشهد بشاهدٍ فعلُ الشرط فيه مضارع والجملة سادة مسد الجواب نحو (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) لكان الاستشهاد على المسألة بشقيها، وهذا أحسن وأدل على المراد.
تحياتي ومودتي.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[01 - 06 - 2010, 11:20 م]ـ
وفقك الله أخي علي المعشي, ولا عدمنا فوائدك, أسأل الله أن يفتح في وجهك أبواب الخير, أما عن السهو الذي ذكرتَ فهو مني وليس من المؤلف ...
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليك بأسئلتي: لكن هناك سؤال لطالما أتعبني فلم أجد له إجابة, أتمنى أجد عندك ما يفيدني وينور طريقي, سؤالي هو: قرأت كثيرًا وطويلا في اسم الجنس وعلم الجنس فلم أستطع أن أضبط الفرق بينهما, فهلا وضحت لنا الفرق بينهما مع توضيح ذلك بالأمثلة, وأرجو إرشادنا إلى أفضل الكتب في ذلك .. حفظك الله ودمت موفقًا أستاذنا الغالي ..
ـ[علي المعشي]ــــــــ[03 - 06 - 2010, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز محمدا
للعلماء غير قول في التفريق بين اسم الجنس وعلم الجنس، وإنما كان ضابط التفريق غامضا بعض الشيء لأنه ضابط غير محسوس وإنما هو معتمد على أساس عملية عقلية داخلية، ولعل أحسن الأقوال ذلك الرأي الذي يقول إن اسم الجنس موضوع للدلالة على حقيقة مجردة دون قيد الحضور الذهني، بمعنى أنك إذا قلت لي: (رأيت أسدا) فإن كلمة (أسد) تدل بنفسها دلالة مباشرة على حقيقة ذلك الحيوان المعروف دون الحاجة إلى استدعاء الصورة الكامنة في العقل الباطن لفرد من أفراد هذا الجنس.
أما علم الجنس فهو موضوع للدلالة على حقيقة مقيدة بالحضور الذهني، بمعنى أنك لو قلت لي (هذا أسامة مقبلا) فإن كلمة (أسامة) في الأصل لا تدل بنفسها على حقيقة الأسد إلا مع حضور صورة ذهنية متخيلة لأحد أفراد الجنس يتم استدعاؤها وتخيلها للحظات خاطفة ومن ثم تنسحب على بقية الأفراد، ومن هنا يظهر أن الفرق بينهما دقيق جدا يرتكز أساسا على كيفية استقبال الحقيقة وإدراكها، ثم إن علم الجنس نكرة من حيث المعنى معرفة من حيث اللفظ فتجري عليه أحكام المعرفة كمجيء الحال منه ونعته بالمعرفة وينطبق عليه ما ينطبق على مدخول أل الجنسية.
هذا ولعلك ترجع إلى كتاب (النحو الوافي) ففيه بيان لهذه المسألة، وذلك في أول الكتاب في معرض كلامه على بعض المصطلحات النحوية كالكلم والقول والاسم والفعل والحرف ... إلخ.
تحياتي ومودتي.