تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فر خوفا من الأسد]

ـ[الحطيئة]ــــــــ[21 - 06 - 2010, 01:11 م]ـ

في قولنا: فرَّ خوفا من الأسد

نعلمُ أن "خوفا" تُعرَبُ مفعولا لأجله , أي أن فرارَه كان بسببِ خوفِه من الأسد.

فهل في قولنا: فرَّ على خوفٍ من الأسد , ما يدل على أن دافعَ الفرارِ هو الخوفُ من الأسد؟؟

أم أنها تَدلُ على أنه فَرَّ و صَاحَبَ فرارَه الخوفُ من الأسد , و لَمْ تَدلَّ على أن الفرارَ قد كان بسببِ خوفِه من الأسد؟

أم أنها تدل على غير ما فهمت؟؟

أفيدوني بارك الله فيكم

ـ[الحطيئة]ــــــــ[22 - 06 - 2010, 01:46 م]ـ

هل مِنْ مجيبٍ فأشكرَه؟؟؟؟

ـ[الحطيئة]ــــــــ[23 - 06 - 2010, 03:57 م]ـ

رحم الله أبا الطيب إذ قال:

أهم بشيء والليالي كأنها ... تطاردني عن فعله وأطارد

وحيداً من الخلان في كل بلدة .. إذا عظم المطلوب قل المساعد

أما و قد عز المجيب لأجيبن نفسي بنفسي كاتبا:

حياك الله أخي الحطيئة , آسف على تأخري في الرد و ذلك أنني كنت أنتظر غيري ممن

هو أعلم مني كي يرد فلما طالت المدة , أبيت إلا أن أجيبك خوفا من هجائك , علِّي أكفي غيري بجوابي هجاءك!

قد تتبعت أساليب العرب في هذا فظهر لي أنهم

يضعون "على" موضع "مع" و شاهد ذلك قوله تعالى: {على خوف من فرعون} , فقد قال ابن عاشور: و "على" بمعنى (مع) مثل وآتى المال على حبه أي آمنوا مع خوفهم، وهي ظرف مستقر في موضع الحال من (ذرية)، أي في حال خوفهم المتمكن منهم. وهذا ثناء عليهم بأنهم آمنوا ولم يصدهم عن الإيمان خَوفهم من فرعون. انتهى

فعلى هذا - أخي الحطيئة - يكون مثالك فر على خوف من الأسد , على معنى: فر خائفا من الأسد أو , فر حال كونه خائفا من الأسد

و كقول المتنبي:

قبّلتها ودموعي مزج أدمعها ... وقبّلتني على خوف فماً لفم

أي: و قبلتني خائفة فما لفم

و لعل الذي تريده - أخي الحطيئة - هو ما جاء مسبوقا ب"من" لا بـ"على" و هو الذي يدل على المفعول لأجله كقول ابن المعتز:

وجاءني في قميص الليل مستتراً ... يستعجل الخطو من خوفٍ ومن حذر

أي: يستعجل الخطو خوفا و حذَرا

و كقول عنترة:

وصاحبِ ناديته فغَمْغما ... يُريدُ لَبيك وما تكلَّما

قد صار من خوف الكلام أَعْجما

و كقول أبي تمام:

أطلتَ روعكَ حتى صرتَ لي غرضاً .... قَدْ يُقْدِمُ العَيْرُ مِنْ ذُعْر على الأسَدِ

"و لعلي أن أعود إن وجدت جديدا "

و الله أعلم

ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[23 - 06 - 2010, 04:59 م]ـ

بارك الله فيك، ها قد ساعدك الفصيح على البحث والدراسة، وقد أثريت الفصيح بما أفدت.

ـ[صَاحِبَةُ الْصَّمْتِ]ــــــــ[23 - 06 - 2010, 05:10 م]ـ

أهم بشيء والليالي كأنها ... تطاردني عن فعله وأطارد

وحيداً من الخلان في كل بلدة .. إذا عظم المطلوب قل المساعد

يبدو لي تأخر مَنْ تأخر في الرد لِعلمهِ بما سوف تأتي بهِ

من جمال في الإجابة

أشكركم على هذه المشاركة الرائعة

وأتمنى لو تكون لكم عودة

والسلام

ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 06 - 2010, 09:22 م]ـ

رحم الله أبا الطيب إذ قال:

أهم بشيء والليالي كأنها ... تطاردني عن فعله وأطارد

وحيداً من الخلان في كل بلدة .. إذا عظم المطلوب قل المساعد

أما و قد عز المجيب لأجيبن نفسي بنفسي كاتبا:

حياك الله أخي الحطيئة , آسف على تأخري في الرد و ذلك أنني كنت أنتظر غيري ممن

هو أعلم مني كي يرد فلما طالت المدة , أبيت إلا أن أجيبك خوفا من هجائك , علِّي أكفي غيري بجوابي هجاءك!

قد تتبعت أساليب العرب في هذا فظهر لي أنهم

يضعون "على" موضع "مع" و شاهد ذلك قوله تعالى: {على خوف من فرعون} , فقد قال ابن عاشور: و "على" بمعنى (مع) مثل وآتى المال على حبه أي آمنوا مع خوفهم، وهي ظرف مستقر في موضع الحال من (ذرية)، أي في حال خوفهم المتمكن منهم. وهذا ثناء عليهم بأنهم آمنوا ولم يصدهم عن الإيمان خَوفهم من فرعون. انتهى

فعلى هذا - أخي الحطيئة - يكون مثالك فر على خوف من الأسد , على معنى: فر خائفا من الأسد أو , فر حال كونه خائفا من الأسد

و كقول المتنبي:

قبّلتها ودموعي مزج أدمعها ... وقبّلتني على خوف فماً لفم

أي: و قبلتني خائفة فما لفم

و لعل الذي تريده - أخي الحطيئة - هو ما جاء مسبوقا ب"من" لا بـ"على" و هو الذي يدل على المفعول لأجله كقول ابن المعتز:

وجاءني في قميص الليل مستتراً ... يستعجل الخطو من خوفٍ ومن حذر

أي: يستعجل الخطو خوفا و حذَرا

و كقول عنترة:

وصاحبِ ناديته فغَمْغما ... يُريدُ لَبيك وما تكلَّما

قد صار من خوف الكلام أَعْجما

و كقول أبي تمام:

أطلتَ روعكَ حتى صرتَ لي غرضاً .... قَدْ يُقْدِمُ العَيْرُ مِنْ ذُعْر على الأسَدِ

"و لعلي أن أعود إن وجدت جديدا "

و الله أعلم

أضحكَ الله سنك يا حطيئة، فقد ـ والله ـ أضحكتني سرورا بما رأيت من لطف أسلوبك وحسن جوابك وصوابه!

نعم هو ما تفضلتَ به، أي أن (على خوف) في مثالك للمصاحبة ولا تدل على أن الفرار بسبب الخوف، بدليل أنه بوسعك أن تقول في مثال آخر (دنوتُ من الأسد على خوف منه) فدنوك من الأسد ليس بسبب خوفك منه وإنما خوفك حالٌ مصاحبة لدنوك منه.

شكرا من الأعماق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير