["إذن"و"إذ" في اللغة العربية أ. أسامة منصور]
ـ[ابو يزن]ــــــــ[10 - 06 - 2010, 02:54 ص]ـ
إذن في اللغة العربية
"بناء، ومعنى، وعملا "
إعداد: أ. أسامة وجيه منصور
جامعة النجاح الوطنية
دراسات عليا
2009 - 2010
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ،
فإنه من المعروف لدينا أن اللغة العربية لغة عريقة بعلومها وعلمائها، وهي لغة متطورة مع الزمن، انبنت قواعدها على أيدي علماء لا يسعنا حين ذكرهم إلا أن نقف وقفة تقدير واحترام على الجهد العظيم الذي بذلوه لتصل اللغة متنوعة العلوم الى ما وصلت إليه.
ومن الجدير بذكره هنا أن اللغة العربية لم تصل الى ما وصلته من جراء اتفاق ثلة من العلماء على وضع قواعد لها، والسير عليها، بل إن من دواعي إثراء هذه اللغة اختلاف علمائها في ترسيخ قواعدها، مما فتح المجال أمام اللاحقين للتمحيص والتفحيص بين ثنايا كتب من سبقوهم، ومقارنة آرائهم واستنتاج الأنسب لبناء القاعدة الأسلم والسير عليها.
ومما اختلف فيه العلماء وكان محط نظر، وقضية تستوجب الوقوف عليها كلمة (إذن).
فقد اختلف في كتابتها وعملها وأشكل في معناها عبر العصور المختلفة وبين الكثير من النحويين؛ لذا عمدت إلى دراستها دراسة تقوم على الوقوف على آراء أشهر علماء النحو واللغة، وذلك بالرجوع إلى أُمَّات الكتب، وتبيان القول في (إذن) بناءً ومعنًى وعملاً، والكشف عن أوجه الخلاف القائمة فيها، ثم الخروج بنتيجة أرضى بها لنفسي أولا، ثم خروج هذه الفائدة إلى كل محتار في (إذن).
وهذه الدراسة (إذن بناء ومعنى وعملا) ليست بالموضوع البكر الذي لم يكتب فيه أحد، بل إن هناك دراسات تحدثت عنها في متونها، وجملة المصادر التي رجعت إليها في بحثي تناولت الموضوع بشكل أو بآخر، ولكن السبق في الموضوع هو إفرادها في الدراسة، وذلك عن طريق جمع أراء العلماء الكبار المختلفة، والعمل على تبيان الاختلاف والاتفاق فيها، ومن ثم الخروج بنتيجة اقنع بها متلقي هذا العمل.
وقد انبنى البحث من فصول ثلاث، الأول: دار حول بناء إذن في اللغة العربية واختلاف العلماء في كيفية كتابتها، ثم ترجيح رأي الباحث وبيان أسبابه.
أما الفصل الثاني فقد كان عن معنى إذن في اللغة العربية، وذلك من خلال الرجوع إلى معاجم وكتب نحوية تحدثت عن معناها وأجملتها داخل هذا الفصل مع إشارات مني على كل معنى ورد في أي كتاب.
وأخيرا الفصل الثالث، والذي انصب أكثر جهدي عليه وهو عمل إذن في اللغة العربية، وقد قمت باستقراء آراء عدد لا بأس به من كبار علماء النحو، حول عمل إذن في العربية ومواطن إلغائه, ثم خرجت بخلاصة عامة استنتجتها من تلك الآراء ولم تخلُ من ترجيح رأي على آخر، وكانت هذه الخلاصة رأيي في قضية عمل إذن في العربية، ثم كانت الخاتمة والتي فيها عرضت أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث، وأخيرا قائمة المصادر والمراجع التي كانت ميدان عملي في هذا البحث.
بناء إذن في اللغة العربية
من المعلوم أن إذن في اللغة العربية من الحروف المختلف في كتابتها، وفي عملها
وهذا الخلاف ليس وليد اللحظة، وإنما هو وليد فترة زمنية طويلة فقد اختلف القدماء كما المحدثون في كتابتها ولعلنا هنا لا سبيل لنا إلا أن نورد الآراء المختلفة لكبار العلماء في كتابة إذن في اللغة العربية، والخروج بنتيجة من وراء هذه الآراء.
ومن خلال الاطلاع على غير رأي لعلماء مختلفين ومن مدارس مختلفة، فقد رأيت أن هناك مذاهب أربعة لكتابة (إذن) في اللغة العربية أوردها على النحو الآتي:
الأول: ذهب الجمهور إلى أنّها تُكتب بالألف، وكذلك رُسمت في المصحف
ونُسب هذا القول إلى المازنيّ (1)، قال المرادي:"وفيه نظرٌ؛ لأنّه إذا كان يرى الوقف عليها بالنون كما نُقل عنه، فلا ينبغي أن يكتبها بالألف". (2)
قال المالقي:"وعلّةُ من كتبها بالألف في الحالتين أي من الوصل والوقف شَبَهُها بالأسماء المنقوصة، لكونها على ثلاثة أحرف بها، فصارت كالتنوين في مثل "دَماً ويداً" في حال النصب". (3) وقال الرماني:" وهو الاختيار عند البصريين". (4)
ومن حججهم في ذلك:
1 - أنّها تشبهُ النونَ الخفيفةَ والتنوينَ، في نحو: ? لَنَسْفَعاً بِالنّاصِية ?
¥