تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بوركت أستاذنا عطوان نعم يفتح أول الفعلين /خَفْن ونَمْن محل الشاهد قول الله تعالى: (وَقََرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (33) سورة الأحزاب.

بارك الله فيك، أخي أبا محمد.

لا شك أن الذي ذكره أستاذنا عطوان عويضة هو الصواب.

ولكن، لا شاهد إطلاقا في الآية الكريمة التي ذكرتها؛ لسببين:

* أولهما: أن أئمة القراءات العشر الصحيحة المعتمدة اختلفوا في هذه الكلمة؛ فقرأ ثلاثة منهم (نافع، وعاصم، وأبو جعفر): (وَقَرْنَ) بفتح القاف، وقرأ السبعة الباقون (ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخَلَف، ويعقوب): (وَقِرْنَ) بكسر القاف. فكلتا القراءتين قراءة صحيحة؛ ولا يجوز إنكار أيّ منهما.

* وثانيهما: أن حديثنا هنا عن الأفعال الجوفاء، من قبيل: (نام، ينام) و (خاف، يخاف) و (نال، ينال) و (شاء، يشاء) و (هاب، يهاب) ونحو ذلك. فهل الفعل هنا (قارَ، يَقارُ) حتى يصح الاستشهاد بالآية الكريمة؟

كلاّ. فالفعل هنا: (قَرَّ، يَقَرُّ [بفتح القاف] أو يَقِرُّ [بكسرها]).

فكان الأصل: (وَاقْرَرْنَ) بفتح الراء الأولى، أو (وَاقْرِرْنَ) بكسرها.

لكن، حُذِفت الراء الأولى تخفيفا، وأُُلقيت حركتها (الفتحة أو الكسرة) على القاف، فلما تحركت القاف استُغْنِيَ عن همزة الوصل؛ فصارت: (وَقَرْنَ) بفتح القاف، أو (وَقِرْنَ) بكسرها.

ونظير ذلك قوله تعالى: (وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً) [طه: 97]. فأصلها (ظَلَلْتَ)، من (ظَلَّ، يَظَلُّ)، لا من (ظالَ، يَظالُ).

جاء في لسان العرب (ق ر ر):

وقوله تعالى: (وَقَرْنَ) (وقِرْنَ)، هو كقولك: (ظَلْنَ) و (ظِلْنَ). فـ (قَرْنَ) على (أَقْرَرْنَ)، كـ (ظَلْنَ) على (أظْلَلْنَ)؛ و (قِرنَ) على (أَقْرَرنَ)، كـ (ظِلْنَ) على (أَظْلَلنَ).

وقال الفراء: (قِرْنَ في بيوتكنَّ)؛ هو من الوَقار.

وقرأَ عاصم وأَهل المدينة: (وقَرْن في بيوتكن)؛ قال: ولا يكون ذلك من الوَقار ... إلخ.

وصلى الله على سيدنا محمد.

ـ[أبومحمدع]ــــــــ[06 - 06 - 2010, 07:21 م]ـ

بارك الله فيك، أخي أبا محمد.

لا شك أن الذي ذكره أستاذنا عطوان عويضة هو الصواب.

ولكن، لا شاهد إطلاقا في الآية الكريمة التي ذكرتها؛ لسببين:

* أولهما: أن أئمة القراءات العشر الصحيحة المعتمدة اختلفوا في هذه الكلمة؛ فقرأ ثلاثة منهم (نافع، وعاصم، وأبو جعفر): (وَقَرْنَ) بفتح القاف، وقرأ السبعة الباقون (ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخَلَف، ويعقوب): (وَقِرْنَ) بكسر القاف. فكلتا القراءتين قراءة صحيحة؛ ولا يجوز إنكار أيّ منهما.

* وثانيهما: أن حديثنا هنا عن الأفعال الجوفاء، من قبيل: (نام، ينام) و (خاف، يخاف) و (نال، ينال) و (شاء، يشاء) و (هاب، يهاب) ونحو ذلك. فهل الفعل هنا (قارَ، يَقارُ) حتى يصح الاستشهاد بالآية الكريمة؟

كلاّ. فالفعل هنا: (قَرَّ، يَقَرُّ [بفتح القاف] أو يَقِرُّ [بكسرها]).

فكان الأصل: (وَاقْرَرْنَ) بفتح الراء الأولى، أو (وَاقْرِرْنَ) بكسرها.

لكن، حُذِفت الراء الأولى تخفيفا، وأُُلقيت حركتها (الفتحة أو الكسرة) على القاف، فلما تحركت القاف استُغْنِيَ عن همزة الوصل؛ فصارت: (وَقَرْنَ) بفتح القاف، أو (وَقِرْنَ) بكسرها.

ونظير ذلك قوله تعالى: (وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً) [طه: 97]. فأصلها (ظَلَلْتَ)، من (ظَلَّ، يَظَلُّ)، لا من (ظالَ، يَظالُ).

جاء في لسان العرب (ق ر ر):

وقوله تعالى: (وَقَرْنَ) (وقِرْنَ)، هو كقولك: (ظَلْنَ) و (ظِلْنَ). فـ (قَرْنَ) على (أَقْرَرْنَ)، كـ (ظَلْنَ) على (أظْلَلْنَ)؛ و (قِرنَ) على (أَقْرَرنَ)، كـ (ظِلْنَ) على (أَظْلَلنَ).

وقال الفراء: (قِرْنَ في بيوتكنَّ)؛ هو من الوَقار.

وقرأَ عاصم وأَهل المدينة: (وقَرْن في بيوتكن)؛ قال: ولا يكون ذلك من الوَقار ... إلخ.

وصلى الله على سيدنا محمد.

جزيت خيرا (سعيد). تميز في الطرح بوركت.

ـ[بعيد عن العرب]ــــــــ[06 - 06 - 2010, 08:46 م]ـ

السلام عليكم

هذا يعني أن الفعل خافا وخافوا و ناما وناموا تستعمل كفعل ماضي وكفعل أمر أيضا.

شكراً جزيلا , لم أتوقع هذا التجاوب السريع و هذا الشرح المفصل , الحمد لله الذي وفقني لأن أدخل هذا المنتدى وأستفيد من علومكم, فجزاكم الله جميعا أعظم الجزاء وجعله في موازين حسناتكم.

ـ[سعيد بنعياد]ــــــــ[06 - 06 - 2010, 09:17 م]ـ

السلام عليكم

هذا يعني أن الفعل خافا وخافوا و ناما وناموا تستعمل كفعل ماضي وكفعل أمر أيضا.

شكراً جزيلا , لم أتوقع هذا التجاوب السريع و هذا الشرح المفصل , الحمد لله الذي وفقني لأن أدخل هذا المنتدى وأستفيد من علومكم, فجزاكم الله جميعا أعظم الجزاء وجعله في موازين حسناتكم.

بارك الله فيك، أختي الكريمة.

ما ذكرتِه صحيح. وشاهده من القرآن الكريم:

* قوله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ، فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]. (خافُونِ) هنا: أصلها (خافوا + ني)، فالفعل هنا فعل أمر.

* وقوله تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ). (خافوا) هنا فعل ماض.

دمت بكل الخير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير