تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[دكتور مرعي سليم]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 12:46 ص]ـ

حقا ما وصلت إليه زهرة الزيزفون من أن المناط الأول لإعجاز القرآن الكريم هي بلاغته، و هذا ما قرره الأخ الأستاذ أحمد زغاري، و هذا ما عليه جمهور علماء السنة و الجماعة .. و هذا لا يمنع أن تكون ثمت جهات أخرى لإعجاز القرآن الكريم من الناحية العلمية و العقلية و الواقعية و التاريخية و العددية

لكن الوجه المعول عليه لدوامه عبر الأجيال المتعاقبة هو الإعجاز البلاغي بلا ريب

و القول هنا: كيف الطريق لبيان وجوه البلاغة في القرأن الكريم؟ و ما المراد بالبلاغة؟

هل هي تلك التي تحفظ و تدرس قواعدها في صفرف المدارس دون أن يعرف الدارس الغرض مما يدرس؟

أم أنها البلاغة الرحبة متسعة الآفاق التي تقوم على شتى علوم اللغة العربية مجتمعة من نحو و صرف و شعر و نثر و معايير نقدية عربية خالصة غير مشوبة برطانات غيرنا من أصحاب الآداب الأخرى التي لها ظروفها و ملابساتها و خصائصها التي تختلف شكلا و موضوعا عن خصائص و سمات أدبنا العربي بتراثه و معاصرته؟

هل البلاغة المعنية هي ما وصفها الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابيه (دلائل الإعجاز - و أسرار البلاغة) مما يسميه (نظرية النظم)؟

و ما تلك النظرية؟

هل هي تتبع معاني النحو فيما بين الكلم على حسب الأغراض التي يساق لها الكلام؟

و ما معنى ذلك؟

هل معناه ان كون المبتدإ مبتدأ له دلالة تختلف عنها لو كان ذات اللفظ فاعلا أو مفعولا - أو حالا

و أن التعريف له دلالة تختلف عن دلالة التنكير؟

و أن الذكر يعطي من المعاني ما لا يعطيه الحذف

و أن التقديم يفيد ما لا يفيده التأخير

و أن أساليب القصر تعطي ما لا تعطيه غيرها من الدلالات

و أن التصوير البياني له طرائق تعبيرية تختلف عن طرائق التعبير للمعاني الوضعية للكلمات

و ان المحسنات البديعية إذا لم تترك ظلالها على المعنى فإن وجودها لا يكون إلا عبئا على العبارة التخلص منه أفضل من الإبقاء على ما لا فائدة للمعاني منه

هل نظرية النظم متوقفة على تتبع معاني النحو وحده؟ أم تتبع معاني النحو و غيره من سائر الوسائل و السنن و الأسرار اللغوية؟

بإيجاز ماذا نعني بالبلاغة؟

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 03:23 ص]ـ

السلام عليكم

من جوار المسجد لنبوي أكتب إليكم

أستاذي الفاضل إن إعجاز القرآن يتجاوز الإعجاز اللغوي إلى إعجاز آخر لاأقول هذا مخالفة بل وصف لظاهرة تحدث الآن.

القرآن معجزة محمد:= لكل زمن ولكل قوم ولم يبرع قوم في علم من علوم الدنيا إلا أعجزهم القرآن في الذي أتقنوه.

سأبسط الكلام في بعض مظاهر الإعجاز الثابتة الراسخة وسأترك المظاهر المزعومة.

1 - الإعجاز في الإخبار عن المجهول

إن تفاصيل خلق الإنسان الدقيقة التي لا تظهر إلا عبر المجاهر المتطورة كان مجهولا حتى نصف القرن الماضي ولم يكتشف العلماء هذه التفاصيل إلا حديثا حيث كان يعتقد اليونان بأن الإنسان يخلق من دم الحيض فقط وأن ماء الرجل مجرد منشط أو خميرة تحفزه وبعد اكتشاف الحوين (الحيوان المنوي) اعتقد الناس أن الإنسان موجود داخله كإنسان صغير أو ما يدعى بـ (الإنسان القزم) وأنه يكبر شيئا فشيئا داخل الرحم بينما ظل المسلمون يرفضون هذه الظنون معتمدين على القرآن والسنة من تخليق الإنسان من خليط مخلط من سائلي الرجل والمرأة ثم انتقاله من خلق إلى خلق وأطوار خلقه وحين يكشف الغطاء يظهر الحق المسطر في القرآن.

2 - الإعجاز في الإخبار عن الغيب

هذا القسم يتحدث عن الغيب المطلق الذي لم يحدث ومظاهره كثيرة في القرآن منها:

الإخبار بانتصار الروم

الإخبار بالظفر بإحدى الطائفتين في بدر

3 - الإعجاز في انعدام المثل

أتى القرآن بنظام مختلف عما درج عليه العرب في شعرهم ونثرهم بأساليب جديدة ومحسنة عن أساليبهم القديمة ليحتل بذلك مرتبة النص الأعلى في العربية.

ومع ذلك يعلن التحدي بعجز الناس كل الناس ومعهم الجن أيضا على أن يأتوا بمثله رغم أنه بلغتهم وبأساليبهم وبحروفهم نفسها.

إن معرفة هذا التحدي تتجلى إذا ضربنا المثل بشعر هوميروس باعتباره النص الأعلى في لغة قومه إلا أن ابتداع نص مثله ليس مستحيلا بل ربما تجد نصوصا خيرا منه كذلك نصوص الأدب الإنجليزي إذا اعتبرنا نصوص شكسبير هي النص الأعلى مثلا فلن نجده مستحيلا إبداع مثلها أو خير منها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير