ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 09:23 م]ـ
والحقّ أنّ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النهاية في البيان والغاية في البرهان، حيث اجتمعت له صلى الله عليه وسلم أسباب الفصاحة، فكان بيانه أصدق بيان وأصفاه وأجمله وأحسنه ..
صدقت استاذي الفاضل , كيف لا و هو من أوتي جوامع الكلم .... !
أشكر مرورك الذي دفعني دفعة قوية للمواصلة في هذا الموضوع بإذن الله.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[25 - 03 - 2008, 07:30 م]ـ
عن أنس: r قال:
كنا عند رسول الله:= فضحك فقال:
- هل تدرون ممّا أضحك؟
- قال قلنا: الله و رسوله أعلم.
- قال: من مخاطبة العبد ربّه:
- يقول العبد: يارب! ألم تجرني من الظلم؟
- قال يقول: بلى.
- قال فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني.
- قال فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً , و بالكرام الكاتبين شهودا.
- قال: فيختم على فيه.
- فيقال لأركانه: انطقي.
- قال: فتنطق بأعماله.
- قال: ثم يخلى بينه و بين الكلام.
- قال فيقول: بعداً لكنّ و سحقاً فعنكنّ كنت أناضل.
حوار ممتع و مليء بالمفاجآت و فيه تصوير حال الناس يوم القيامة.
و يذكرنا هذا الحديث بآيتين من القرآن الكريم و هما:
قوله تعالى: ((اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون)) , و قوله جلّ و عزّ: ((و يوم يُحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون , حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم و أبصارهم و جلودهم بما كانوا يعملون)).
يذكر أنس: r أنّ هذا الحوار , هذه المفاجأة غير السارة التي فوجئ بها العبد أضحكت رسول الله:=.
و كان هذا العبد ظنّ أنّ مخاطبته على النحو الذي زينه في نفسه ستضمن له النجاة.
فهو الذي طلب ألا يكون شاهداً عليه إلا من نفسه , فقبل هذا الطلب و قال:
كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا. و ختم على فيه ثم طلب من أعضائه أن تتكلم , فنطقت معترفة بذنوبه و خطاياه كلها.
ثم يخلى بينه و بين الكلام فشرع يشتم أعضائه و يقول: بعداً لكنّ و سحقا , عنكنّ كنت أناضل حتى لا تُعذبنْ. و يستسلم لقضاء الله فيه.
مشهد حيّ قائماً على الحوار يصف أمراً غيبياً يكون يوم القيامة.
ـ[بثينة]ــــــــ[25 - 03 - 2008, 07:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي أنس و لا حرمك من الجنة.
دائما متألق.
زدنا من هذه الدرر و لا تحرمنا منها أخي.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 12:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا0
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[27 - 03 - 2008, 04:08 م]ـ
-عن أنس بن مالك: r عن رسول الله:= في حديث الإسراء قال:
(( ... ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ (1) اللؤلؤ و إذا ترابها المسك))
- و عن أبي موسى: r عن النبي:= قال:
((جنتان من فضة: آنيتهما و ما فيهما , و جنتان من ذهب: آنيتهما و ما فيهما , و ما بين القوم و بين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن))
- و عن أبي مسعود: r قال: قال رسول الله:=:
((لقيت إبراهيم:= ليلة أسري بي فقال:
يا محمد! أقرئ أمتك مني السلام , و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة , عذبة الماء , و أنّها قيعان , و أنّ غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر)).
(1) الجنابذ جمع جنبذة و هي القباب.
هذه الأحاديث الثلاثة تصف لنا أشياء من الجنة , فالقباب فيها لؤلؤ و ترابها المسك , و هي طيبة التربة عذبة الماء , و أرضها مستوية , و غراسها أذكار مأثورة جميلة.
هذه هي الغراس , فمن سارع إلى هذه الغراس وجد ثمرتها يوم القيامة و كانت له في الجنة.
و من هذه الأحاديث و غيرها نعلم أن الجنة ليست واحدة , بل هناك جنّات , و قد ذكر لنا رسول الله:= مجموعتين من الجنان , الأولى و تتألف من جنتين فضيتين هما و أوانيهما و جدرانهما و قصورهما , و كل ما فيها فضة.
و الثانية و تتألف من جنتين ذهبيتين , هما و أوانيهما و جدرانهما و قصورهما , و كل ما فيهما من ذهب.
و ليذهب خيالنا في تصور هذه الجنات ما يحلو له , فربما بدت في خيال انسان على وجه يخالف ما عند الآخرين , و لكنها -على أية حال- تبقى شيئاً جميلاً غريباً.
و واضح أنّ التنسيق سمة من سمات هذه الجنات , فإذا كانت الجنة من فضة فكل ما فيها من فضة , و كذلك عندما تكون ذهباً فإن كل ما فيها ينبغي أن يكون من الذهب.
و الجو الذي يسيطر على الصور في هذه الأحاديث جو الترف و البذخ و الرفاهية , فنحن نسمع الذهب و اللؤلؤ و الفضة و المسك.
و هناك جو زراعي واضح , فالتربة طيبة و الماء عذب و هي قيعان مستوية تصلح للزرع , و إنّ غراسها ميسورة الآن و ليست تكلف عناءً و لا جهداً و لا نفقة , إنها بضع اذكار جميلة.
و يفيض منها جو الحنان , فهو:= يحدثنا عن رؤيةٍ شاهدها بنفسه ليلة الإسراء , و يحمل لنا تحية أبينا إبراهيم و بشراه لنا و وصيّته إلينا.
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بأسوءِ ما عندنا
¥