ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 01:43 م]ـ
عن ابن عباس: r قال قال رسول الله:=:
((لمّا أصيب إخوانكم بأُحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر , ترد أنهار الجنة: تأكل من ثمارها و تأوي إلى قناديل ذهب معلقة في ظلّ العرش.
فلمّا وجدوا طيب مأكلهم و مشربهم و مقيلهم , قالوا:
من يبلّغ إخواننا عنّا أنّنا أحياءٌ في الجنة نُرزق؟ لئلا يزهدوا في الجهاد و لا ينكلوا عن الحرب؟
فقال الله سبحانه: أنا أبلغهم عنكم. فقال: فأنزل الله سبحانه و تعالى: ((ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا ..... ))
في هذه الرواية دليل على فضل الشهادة حيث إنّ الشهداء طلبوا أن يُبلّغ إخوانهم الذين ما زالوا في الحياة الدنيا عن تلك الحياة الرغيدة و العيشة السعيدة التي ينعمون بها و عن أنهم أحياء عند ربهم يُرزقون , رغبة منهم في أن يمضي إخوانهم على النهج الحق و الجهاد في سبيل الله , فيأتي التكفل الرباني من فوق سبع سماوات بإبلاغهم أن إخوانهم أحياء عند ربهم يرزقون , و ينزل في ذلك قرآن يُتلى إلى قيام الساعة.
و قد ورد في هذا الحديث أنّ القناديل ذهبية , و الأرواح في حواصل طير خضر ترد أنهار الجنة و أشجارها فتأكل و تشرب آمنة مطمأنة ..... نسأل الله أن يرزقنا الموت في سبيله.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[30 - 03 - 2008, 10:14 م]ـ
عن ابن مسعود: r قال:
كنا مع رسول الله:= في قبّة نحواً من أربعين فقال:
((أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟))
قلنا: نعم.
قال: ((أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟))
قلنا: نعم.
قال: ((و الذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة , و ذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة.
و ما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود , أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر)).
المسلمون بالنسبة إلى أهل الشرك قليلون جداً.
هذه الحقيقة ضرب لها رسول الله:= مثلاً يراه الناس كثيراً. ثور أسود غطى الشعر الأسود جسده كله و فيه شعرة بيضاء واحدة ... ما نسبتها إلى الشعرات السود! .... و هكذا المسلمون في الناس والكرام قليل.
و على الرغم من قلة المسلمين بالنسبة للآخرين إلا أنهم يكونون في الجنة نصفها.
و المثل واقعي منتزع من بيئة المخاطبين.
و الحوار أسلوب اتخذه الرسول:= لتقرير ما يريد أن يقرره , فقد تدرج معهم بالسؤال ((هل تريدون أن تكونوا ربع أهل الجنة)) , ثم ثلثهم ... ثم يُقسم الرسول:= بأنه يرجو أن يكون المسلمون نصف أهل الجنة.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 08:25 م]ـ
عن أسامة: r قال: سمعت رسول الله:= يقول:
((يؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار , فتندلق أقتاب بطنه (1) فيدور بها كما يدور الحمار بالرّحى , فيجتمع إليه أهل النار فيقولون:
يا فلان! مالك؟ ما أصابك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر؟ ... !
فيقول: بلى , قد كنت آمر بالمعروف و لا آتيه , و أنهى عن المنكر و آتيه))
(1) أي: تخرج أمعاء بطنه
منظر شنيع , و مشهد كئيب , رجلٌ كان في الدنيا يأمر بالمعروف و لكنّه لم يكن يأتيه , و كان ينهى عن المنكر و يأتيه.
يؤتى بهذا الرجل يوم القيامة , فيُلقى في النار كأنه قطعة حطب , فتندلق أمعاؤه فيدور بالنار كما يدور الحمار بالرحى.
و ليس هناك صورة تبلغ من الفظاعة و من إثارة التقزز من صورة الرجل الذي خرجت أمعاؤه من بطنه و هو يدور في النار كما يدور الحمار بالرحى.
و اختيار الحمار من بين أنواع الحيوانات يتناسب مع تحقير صورة هذا الرجل.
و يبدو أنّ عذابه كان أليماً و مثيراً للانتباه , مما جعل أهل النار يجتمعون عليه و ينادونه باسمه: يا فلان! مالك؟! و يُذكِّرونه بماضيه في الدنيا , حيث كان يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر.
فيبين السبب الذي جاء به إلى هذا العذاب في النار: ((قد كنت آمر بالمعروف و لا آتيه و أنهى عن المنكر و آتيه))
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[03 - 04 - 2008, 01:19 م]ـ
عن أبي ذر: r يرفعه للنبي:=:
((بشر الكانزين برَضَفٍ (1) يُحمى عليه في نار جهنم , فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغص (2) كتفيه , و يوضع على نغص كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه , يتزلزل))
و في رواية:
((بشر الكانزين بكيٍ في ظهورهم يخرج من جنوبهم , و بكيٍ من قِبَلِ أقفائهم يخرج من جباههم)).
(1) الرضف: الحجارة المحماة
(2) النّغص (بالضم و الفتح): غضروف الكتف
صورة تبرز الإيلام و التعذيب مع التهكم الساخر ... ما أشنع هذه البشارة!! التي تحتوي عقوبةً تقشعر لها الأبدان ...
عقوبة أولئك الكانزين أموالهم الذين يمنعون زكاتها .. إنهم سيعذبون بالحجارة التي يحمى عليها في نار جهنم , ثم توضع على ثديهم فتخرج من الخلف , ثم توضع من الخلف فتخرج من الأمام.
و الرواية الأخرى تذكر اتجاهاً آخر لسير الكي في أجسادهم , يبدأ من قبل أقفائهم و يخرج من جباههم.
و الصورة هنا كانت عن طريق الوصف المثير.
نسأل الله أن يحرم أجسادنا على النار ...... اللهمّ آمين
¥