ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 07:30 م]ـ
عن أبي سعيد الخدري: r قال قال رسول الله:=:
((سيخرج قوم من النار أُحرقوا فكانوا مثل الحمم (1) , و لا يزال أهل الجنة يرشّون عليهم الماء حتى ينبتوا كما ينبت الغثاء (2) في حميل السيل))
(1) الحمم: الفحم.
(2) الغثاء: ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد و الوسخ و غيره.
أهل النار قسمان:
قسم هم أهلها , و هؤلاء لا يموتون فيها و لا يحيون.
و قسم أصابتهم النار بذنوبهم , و لكن في قلوبهم إيمان مهما قل حتى و لو كان مثقال ذرة , فإنه لا يجعلهم من أهلها , فيُعذبون لخطاياهم عذاباً يصل بهم إلى درجة الموت لشدّته ... تحترق أجسامهم و تصبح كالفحم ...
و عندما يؤذن بالشفاعة فإنهم يؤتى بهم جماعات , فبٌثّوا على أنهار الجنة.
و لا يزال أهل الجنة يفيضون عليهم من الماء و يرشونهم فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل.
صورة بدويّة كثر ما يلقاها المرء في البادية , في أعقاب الأمطار نبات ينبت في حميل السيل و غثائه.
حتّى أن رجلاً لما سمع النبي:= يقول ذلك قال: كأنك كنت في البادية يا رسول الله.
فما أبلغه من وصف ... ! كيف لا و هو وصفٌ من أبلغ لسان على وجه الأرض , و الصورة من نفس بيئة المخاطبين.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[07 - 04 - 2008, 07:13 م]ـ
عن أبي هريرة: r قال: قال رسول الله:=:
((إنّ المدينة مشتبكة بالملائكة:
على كل نقب منها ملكان يحرسونها , لا يدخلها الطاعون و لا الدجّال , من أراد بها سؤء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء))
هذا الحديث يذكر لنا مهمة فريق من الملائكة الكرام , و هي حراسة المدينة المنورة , و يقرر لنا:= أنّ المدينة مشتبكة بالملائكة الذين يملؤون جوانبها , و أنه على كل طريق منها أو فجٍّ ملكان يحرسانها.
هذا الوصف لأمر غيبي صورة مبيِّنة مقرِّبة , و في النص صورة أخرى قائمة على التشبيه , فمن أراد أهلها بسوءٍ أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.
فهنيئاً لكم يا أهل طيبة , و نسأل الله أن يرزقنا زيارةً لمدينة حبيبنا:=.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 07:36 م]ـ
عن سلمان: r قال , قال رسول الله:=:
((لا تكوننّ -إن استطعت- أوّل من يدخل السوق و لا آخر من يخرج منها , فإنها معركة الشيطان و بها ينصب رايته)).
في السوق فساد!
كان ذلك في قديم الزمان , و ما يزال , و سيبقى , و إنّ نظرةً في واقع الأسواق اليوم تدلّ دلالة واضحة على هذه الحقيقة.
و قد عبر سيدنا:= عن هذا الفساد بأن السوق معركة الشيطان و بها ينصب رايته , غش و حلف ... و ظلم و كذب ... و خداع و تغرير ... و احتكار و خيانة ... و تطفيف للمكيال و الميزان ... و نظرات فاجرة و كلمات نابية و معاكسات فاضحة ... كل ذلك مما تحفل به الأسواق.
و الذي يحضر فيها أقصر مدة ممكنة هو المرء الذي يكون قد دفع عن نفسه أكبر قدر ممكن من الإثم و العذاب , و لذلك كان هذا الخطاب:
إن استطعت ألا تكون أول من يدخل السوق و لا آخر من يخرج منها فافعل.
ثم علل هذا بأنها هي معركة الشيطان ... و مما يتصل بالتناسق الفنّي في الصورة أن تُذكر مع المعركة راية , و الراية المنصوبة هنا راية الشيطان , و في ذلك إشارة إلى أنّ هذه المعركة لصالح الشيطان في أكثر الأحيان.
إذن نحن هنا أمام معركة تقوم , هي معركة الشيطان , و أمام راية تُنصب , هي راية الشيطان.
فالعاقل من يُجنب نفسه المكوث وسط هذه المعمعة مدّة طويلة , و هنا يبرز الغرض الديني.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 11:12 ص]ـ
عن حذيفة: r قال , قال رسول الله:=:
((تلقّت الملائكة روح رجل ممّن كان قبلكم
فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟
قال: لا.
قالوا: تذكر.
قال: كنت أداين الناس , فآمر فتياني أن يُنظروا المعسر و يتجوّزوا عن الموسر.
فقال الله عزّ و جلّ: تجوّزوا عنه)).
يبدو من خلال الحوار الحيّ الموجز في هذا النص أنّ الروح عندما تخرج من جسد صاحبها تتلقاها الملائكة , و إنها تتعرّض لمحاسبة.
و الحديث يعرض لنا قصة روح رجل من الأمم التي كانت قبلنا ... إنه رجل لم يعمل من الخير شيئاً , فلما مات تلقت الملائكة روحه و سألوه: أعملت من الخير شيئاً؟
و قد صدقهم في الجواب - و ليس له في ذاك اليوم إلا الصدق - , فقال: لا , و أعمال العباد مسجلة لا تضيع على صاحبها و لو نسيها , و هم ينظرون في سجله و يعرفون شيئاً لم يذكره هو , فقالوا: تذكّر. و شرع يتذكر ... فذكر أمراً أخبرهم به و قال: كن أداين الناس فأنظر المعسر و أتجوّز عن الموسر , فقال الله: تجوّزوا عنه.
لهذا الحديث علاقة بالروح و هي من عالم الغيب , و الصورة هنا قائمة على الوصف.
و في الحديث مكافأة من ينظر المعسرين و يتجاوز عن الناس و لا يكون قاسياَ في معاملته.
إنّ الله يحب الرجل السمح اللين في معاملته مع الناس.
¥