تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلى هذا القول فأولاد العم وأولاد العمة وأولاد الخال وأولاد

الخالة وأولادهم كل هؤلاء يدخلون تحت مسمى الأرحام.

وإن كان تتنوع كيفية وصلهم فهذا تجب صلته كل يوم وهذا كل

أسبوع وهذا كل شهر وهذا في المناسبات وهكذا.

كذلك يتنوع الموصول به فهذا يوصل بالمال وهذا يوصل

بالسلام وهذا يوصل بالمكالمة وهكذا.

وقد قيل إن القرابة إلى أربعة آباء فيشمل الأولاد وأولاد الأب وأولاد الجد وأولاد جد الأب.

(المغني 8/ 529).

خامساً: كيفية الصلة:

تحت هذا العنوان فقرتان:

الأولى: متى تكون الصلة.

الثانية: بم تكون الصلة.

أما الأولى: متى تكون الصلة:

فأقول:

يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, البعد النَسَبي والبعد المكاني.

فالرحم القريب نسباً كالوالد والأخ يختلف عن الرحم البعيد كابن

العم أو ابن الخال , كذلك الذي يسكن بحيك يختلف عن آخر

يسكن في حي آخر والذي يسكن في مدينتك يختلف عن الذي يسكن خارجها وهكذا.

وعلى كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد,

وليس هناك تحديد للزمن الذي يجب فيه الوصل فلا نستطيع أن

نقول يجب عليك أن تصل أخاك كل يوم أو كل يومين أو كل أسبوع

وعمك كل كذا إن كان في بلدك وكذا إن كان في غير بلدك.

أقول ليس هناك زمن يمكن تحديده وإنما يرجع في ذلك إلى العرف

بحيث يتعارف الناس على أن هذا الرحم يوصل في كذا

وكذا وهذا إن كان قريب المسكن فيوصل عند كذا وكذا.

ولكن كما قلت لك أيها الأخ رتب أرحامك على حسب القرب

منك وعليه فرتب صلتهم على هذا الأساس.

وأما الثانية: بم تكون الصلة:

تختلف الصلة بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل, فإذا كان الموصول

محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء, كما تختلف الصلة

بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الخال قد يختلف عما تصل به

أبناء عمك.

وعموماً الصلة يمكن أن تكون بما يلي:

1 - الزيارة: بأن تذهب إليهم في أماكنهم.

2 - الاستضافة: بأن تستضيفهم عندك في مكانك.

3 - تفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم: تسأل عن أحوالهم سواء

سألتهم عن طريق الهاتف أو بلغت سلامك وسؤالك

من ينقله إليهم , أو أرسلت ذلك عن طريق رسالة.

4 - إعطاؤهم من مالك سواء كان هذا الإعطاء صدقة إذا كان الموصول

محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً, وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة))

رواه النسائي واللفظ له والترمذي وحسنه.

5 - توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم.

6 - إنزالهم منازلهم التي يستحقونها وإعلاء شأنهم.

7 - مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم,

فمثلاً هذا تزوج أو رزق بمولود أو توظف أو غير ذلك تشاركه

الفرحة بهدية أو مقابلة تظهر فيها الفرح والسرور بفرحة أو مكالمة

تضمنها تبريكاتك وإظهار فرحك بما رزقوا, فإن مات لهم أحد أو

أصيبوا بمصيبة تواسيهم وتحاول أن تخفف عنهم وتذكرهم بالصبر

والأجر للصابرين, وتظهر لهم حزنك لما أصابهم.

8 - عيادة مرضاهم.

9 - إتباع جنائزهم.

10 - إجابة دعوتهم, إذا وجهوا لك الدعوة فلا تتخلف إلا لعذر.

11 - سلامة الصدر نحوهم فلا تحمل الحقد الدفين عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا.

12 - إصلاح ذات البين بينهم, فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض

بادرت بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم

13 - الدعاء لهم, وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد.

14 - دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب.

سادساً: فوائد صلة الرحم:

1 - صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة:

((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا

مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من

وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك))

رواه البخاري واللفظ له (5987) ومسلم (2554)

2 - صلة الرحم سبب لدخول الجنة في الحديث المتفق عليه

عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال صلى الله عليه وسلم:

((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم))

رواه البخاري (1396) ومسلم (13).

وعن عبدالله بن سلام قال قال صلى الله عليه وسلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير