تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما إضافات المسلمين إلى ميدان البحث العلمي التجريبي فقد سبقت الإشارة إليها، على أن أعظمها على الإطلاق، كان ما يتعلق بمناهج البحث الكلية لا مسائله الجزئية، فانتصار المسلمين للبحث الاستقرائي فرعا عن منطوق الكتاب العزيز الذي أمر بالتدبر والنظر، ذلك الانتصار قد سبق انتصار أوروبا له بقرون، فسبقها المسلمون في ميادين علمية شتى حتى شاء الله، عز وجل، بسنته الكونية النافذة في مداولة الأيام بين الدول والأمم، أن تصير الريادة في علوم الكون لأوروبا في ظل حالة الخمول والجمود التي انتابت العالم الإسلامي في أعصاره المتأخرة.

فضلا عن سبق العرب إلى وضع علم أصول الفقه، وهو، عند التأمل، بمنزلة المعايير العقلية الدقيقة التي يتحصل الدارس لها على ملكة عقلية في الاستنتاج والاستدلال، وهو علم، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، يدرس في الكليات العملية في ألمانيا، فيدرسه طلاب الهندسة لكونه وسيلة إلى تصحيح المفاهيم الكلية قبل الخوض في مسائل العلم الجزئية.

وأثره يتعدى إلى أي علم يعنى بتقرير قواتين كلية سواء أكانت شرائع، ولو وضعية، أم أخلاق ...... إلخ، فهو كما تقدم، علم معياري دقيق، يصح أن يطلق عليه لقب: أصول الفهم كما عني بتقرير ذلك بعض الفضلاء المعاصرين.

وقد اعترف بذلك بعض المنصفين من أبناء الحضارة الغربية كـ: "بريفولت"، الذي أشار إلى جهد اليونان في صياغة المذاهب والنظريات، ولكنهم لم يضعوا قواعد العلم التجريبي ولم يهتموا بأساليب البحث، ولا بالمناهج التفصيلية للعلم، وما يحتاج إليه من ملاحظات وتجارب، وأما ما يُدْعَى بالعلم فقد ظهر في أوروبا نتيجة لروح من البحث جديدة، وبطرق من الاستقصاء مستحدثة لطرق التجربة والملاحظة والمقاييس، ولتطور الرياضيات إلى صورة لم يعرفها اليونان. وهذه الروح وتلك المناهج العلمية أدخلها العرب المسلمون إلى العالم الأوروبي.

بتصرف من "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص106.

و "زيجريد هونكة" التي تقول في معرض بيان الطفرة العلمية التي حققها العقل العربي المؤيد بالوحي:

"إن هذه الطفرة العلمية الجبارة التي نهض بها أبناء الصحراء، ومن العدم، من أعجب النهضات العلمية الحقيقية في تاريخ العقل البشري ....... وإن الإنسان ليقف حائرا أمام هذه المعجزة العقلية الجبارة، هذه المعجزة العربية التي لا نظير لها والتي يحار الإنسان في تعليلها وتكييفها، إذ كيف كان من المستطاع أن شعبا لم يسبق له أن يلعب دورا أساسيا أو ثقافيا من قبل، يظهر بغتة إلى الوجود، ويسمع العالم صوته، ويملي عليه إرادته، ويفرض عليه تعاليمه ...... إن هذه المنزلة التي بلغها العرب من أبناء الصحراء لم تبلغها أخرى كانت أحسن حالا وأرفع مكانة". اهـ

بتصرف من "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص65.

وما ذلك إلا ببركة الرسالة الخاتمة التي غفلت عنها الكاتبة لدراستها الأمر من منظور مادي بحت، فالرسالة هي التي صيرت أولئك الأعراب سادة الدنيا برسم التوحيد الخالص.

وثقول في موضع آخر في إنصاف غير معهود من أبناء الغرب:

"نعم إن العرب هم مخترعو العلوم التطبيقية والوسائل التجريبية بكل ما تدل عليه هذه العبارة، والعرب هم المخترعون الحقيقيون للأبحاث التجريبية".

نقلا عن "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص106.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 08:59 ص]ـ

ومن مسائل هذا البحث:

بيان المدرسة الفلسفية التي تأثر بها عامة الفلاسفة الإسلاميين وهي المدرسة المشائية:

ويمثل هذا النمط من الفلسفة: الرواد من أمثال الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد في مرحلة تالية، وإن كان الأخير أحسن حالا بكثير من الأولين فعندهم من الضلال ما جعل الغزالي يحكم بتكفيرهم في "تهافت الفلاسفة".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير