تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثانيا: الأذن الوسطى: وهي قناة عظمية غضروفية بها غشاء الطبل، وتحتوى على ثلاث عظيمات: واحدة تتصل بغشاء الطبلة (تسمى المطرقة)، وأخرى تتصل بالأذن الداخلية (تسمى الركابة)، وثالثة بينهما (تسمى السندان). وكل واحدة متعلقة بالأخرى ومتمفصلة معها.

وعندما تصل ذبذبات الصوت من الخارج، يهتز غشاء الطبل، وبالتالي تهتز هذه العظيمات فتقوم بتسريح وتوصيل الصوت إلى الأذن الداخلية .... وهنا تحس بأن يدًا خفية تتحكم في كل هذه الأعمال، وتخضع لسنن معينة محكمة دقيقة إلى أبعد حدود الدقة. فلو كان الصوت القادم شديدا، فإنه يحدث تكييف غريب، ذلك أن هذه العظيمات تغير اتجاه تمفصلها بحيث يبقى الأذن الداخلية من الأذى إلى حد ما بمساعدة تقلص العضلتين الموجودتين في الأذن الداخلية .... فمن الذي ألهم هذه العظيمات الصماء- التي لا يزيد وزنها عن 55 ملجم أن تقوم بذلك؟ …. إنه الخبير العليم.

- وهناك نوع آخر تتجلى فيه عظمة الله وهو الجزء الصغير من الأذن الذي يربط مابين الأذن الوسطى وما بين البلعوم وذلك عن طريق قناة تسمى قناة ((أوستاش)) فلماذا وجدت هذه القناة؟

تحدث ظروف طارئة، ولولا وجود تلك القناة لتمزق غشاء الطبلة…. وهذا ما نلاحظه في حالات الرشح والتعرض للنزلات البردية، أو قيادة السيارة لفترة طويلة أو ركوب الطائرة، حيث نشعر بأن السمع يتناقص تدريجيا مع شيء من الألم الخفيف ولكن عندما نقوم بعملية البلع أو التثاؤب نشعر في الحال كأن الأذن قد فتحت وبدأنا نسمع بشكل طبيعي .... فما الذي حدث؟

إن عملية البلع هذه تؤدى إلى تقلص عضلة خاصة، تفتح فوهة هذه القناة فيدخل منها الهواء فيتعادل الضغط داخل الأذن وخارجها؛ وبذلك يرجع كل شيء إلى حالته الأصلية، ولعل هذا هو السر في أن الذين يرمون بالمدافع يبقون أفواههم مفتوحة أثناء انطلاق القذيفة وحدوث الصوت المرتفع حيث يتم تأمين اتزان الضغط إلى حد ما بين خارج الأذن وداخلها.

- كذلك تقوم تلك القناة بفوائد أخرى، منها تصريف المخاط والسوائل التي قد تتجمع في الأذن الوسطى إلى البلعوم، فضلا عن أنها تمثل فتحة جيدة لإتقان السمع فيجود الصوت ويصفى بواسطتها ...

فقناة أوستاش تقوم بوقاية وحماية غشاء الطبلة، وتنظيف الأذن الوسطى، وتحسين وتجميل وإتقان جهاز السمع .....

ثالثا: الأذن الداخلية:

- وهي التي يوجد بها الجهاز الخاص باستقبال الأصوات.

- وتركيبها معقد فهي تحتوى على دهاليز وممرات معقدة حتى أن العلماء لم يجدوا لها اسم يطلق عليها إلا كلمة ((التيه))

- كذلك يوجد بها ما يثير دهشة الإنسان وتعجبه، ذلك أن بها جهازا خاصا ذا تركيب معين، فائدته القيام بدور هام جدا في حفظ توازن الإنسان ...

- أما الجهاز الخاص باستقبال كافة أنواع الأصوات فهو يسمى ((عضو كورتي))، حيث يحتوى على أكثر من ثلاثين ألف خلية سمعية وتعتبر كل خلية سمعية محطة كاملة لاستقبال جميع أنواع الاهتزازات الصوتية .... ومن هذا العضو تتصل الخلايا وتتكون الألياف العصبية في منتهى الدقة وتجتمع تشكل العصب السمعي، الذي يصعد إلى المخ لينتقل كل ما حدث في سيولة عصبية إلى المركز السمعي العام في الدماغ ....

ولنا أن نتسائل؟

- أين تقع مراكز وخزائن الذاكرة للمسموعات؟

- كيف تدرك الخلية العصبية الأمر وتفهمه؟

- كيف يحدث تمييز الأصوات العديدة جدا عن بعضها البعض حيث تبلغ حساسية الأذن لسمع الأصوات درجة كبيرة فيمكن للأذن أن تميز ما بين 34 ألف لحن مختلف في. الشدة والتواتر .....

- كيف ... ؟ وكيف ... ؟. لا نجد جواباً

كل الذي توصلوا إليه هو كيفية انتقال الصوت إلى مركزه في الدماغ.

وصدق الله العليم إذ يقول: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}.

أيهما أفضل السمع أم البصر؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير