[اللغة العربية]
ـ[المجيبل]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 01:33 م]ـ
إخوتي الكرام
قرأت هذا الموضوع وأعجبني فنقلته لكم للاطلاع:
ليست اللغة مجرد رموز أو مواصفات فنية، بل هي أسلوب تفكير ونمط بناء وتثقيف للشخصية الإنسانية، وبقدر ما تكون اللغة دقيقة يكون الفكر دقيقاً والرأي صائباً، فالإنسان عندما يفكر لا يستطيع ذلك إلا إذا وجد مخرجاً لكل فكرة بعبارة يقولها أو يكتبها، وما لم تتحول الفكرة إلى لغة فإنها تموت، ومن هنا فإن زيادة الثروة اللغوية يؤدي إلى زيادة الثروة الفكرية، ومن هنا أيضا كان الخلل في اللغة خللاً في التفكير كما قال الفيلسوف زكي نجيب محمود: "إذا دبّ خلل في اللغة دبّ خلل في التفكير" ذلك أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة جدلية أزلية فلا فكر دون لغة ولا لغة دون فكر.
هذا وإن ضعف اللغة أو قوتها معيار تقاس به ثقافة الأمم وحياتها، فالمجتمع الذي تقوى لغته ترقى ثقافته وحياته وفكره. "وكم عز أقوام بعز لغات ".
ولغتنا تواجه اليوم حربا ضروسا على مختلف الجبهات، سرا وجهرا .. ظاهرا وباطنا .. داخلا وخارجا .. وتعضد هذه الحرب تقارير رسمية تصدرها اليونسكو مؤذنة بزوال هذه اللغة وأفول نجمها في هذا القرن الذي سيطيح بنصف لغات الأرض (أي نحو ثلاثة آلاف لغة بينها العربية).
ولا ريب أن راية العربية راية منصورة، وأن هذه التقارير ستعود بخيبة الأمل على من صاغها، لأن المولى جل وعلا قد تكفل بحفظ هذه اللغة، أوليست لغة ذكره الذي قال فيه ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [الحجر: 9].
ولكن هذا النصر الإلهي مرهون بالجهاد في سبيله، وبذل الغالي والنفيس من أجله، إنه مرهون بشروطه التي كتبها ربنا سبحانه بقوله: ? إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ? [محمد: 7].
والعربية شعيرة من شعائر الله جل في علاه، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وهي إلى هذا الرباط المقدس المتين الذي يشد بعض أبنائها إلى بعض، ويصل مشرق هذه الأمة بمغربها، وحاضرها بماضيها ومستقبلها، وهي هوية الأمة .. ووعاء فكرها .. ووسيلة تواصلها .. وأداة المعرفة فيها.
واستهدافها يعطل نمو تفكير الأمة، ويلغي عقلها، ويطمس شخصيتها، ويعبث بثقافتها، ويقطع أوصالها، ويجفف ينابيعها، ويجتث جذورها ويتركها في مهب الريح، ولاسيما أنها لغة العقيدة والقيم والثقافة والحضارة والعلم والتعليم والعبادة.
وليست العربية لغة إقليمية تخص بلداً معيناً أو شعباً مخصصاً، بل هي لغة الأمة كل الأمة، ولست أعني الأمة العربية فحسب بل الأمة الإسلامية أجمع لأنها لغة القرآن الكريم.
ومن هنا كان لزاما على كل عربي صادق في ولائه، بل على كل مسلم ملتزم بإيمانه، أن يرعى هذه اللغة حق الرعاية، وأن يحفظها ويعنى بها حق الحفظ والعناية، يقول الإمام الزبيدي: "ولم تزل الأئمة من الصحابة الراشدين ومن تلاهم من التابعين يحضّون على تعلم العربية وحفظها والرعاية لمعانيها، إذ هي من الدين بالمكان المعلوم، فبها أنزل الله كتابه المهيمن على سائر كتبه، وبها بلّغ رسوله عليه السلام وظائف طاعته وشرائع أمره ونهيه.".
ومن تنكّب عن ذلك ففي عروبته شك، وفي إسلامه نقص، كما يصرح أستاذنا الدكتور مازن المبارك حيث يقول: "وليس مخلصا للإسلام ولا واعيا في خدمة كتاب الله من لم يدعه حبُّه وإخلاصه ووعيه إلى العناية باللغة العربية، إن العربية صوت القرآن وصورته، ولا يطعن فيها أو يفصلها عنه إلا شعوبي".
د. محمد حسان الطيان - شبكة الألوكة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 01:44 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة: المجيبل
مقال جميل ورائع، جزاك الله خيرا عليه، وكتب الله لكِ الأجر والمثوبة، وجعله في موازين حسناتك يوم تلقينه، ونفع بك الأمة الإسلامية.
ودمت ِ موفقة ومسددة
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 02:03 م]ـ
لا أحسب أن الأمر بهذه السهولة
لا ننسى أن اللغة العربية لغة مقدسة (لغة شعائر الدين الإسلامي) وزوالها منوط بزوال الدين وبرأيي أن هذا صعب في الوقت الحضر على أقل تقدير.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 07:52 م]ـ
اللغة كما تفضل كاتب الموضوع ونقلتم لنا أيَّتُها الفاضلة، محفوظة بحفظ الله عز وجّل للقرآن، وفي نفس الوقت على المخلصين لهذه الأمة وهذا الدين العناية بها حقًا، وإلا فكل إهمال للعربية فيه تراجعٌ للثقافة العامة والخاصة لأبناء الإسلام، وفيه تأخرٌ يستمر لمئات السنين، وها هي الآثار تظهر إبان ذهاب الأمة إلى اللغات الأخرى دون الاعتناء بلغتهم الأم، فظنّوا أن عاميتهم في كل قطر هي العربية، فراحوا يتعلمون الإنكليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية ألخ ألخ، على حساب هذه الجميلة كما كان يقال لنا صغارًا (لغتنا الجميلة)، اللغة العربية حقًا تزيد من ثقافة الإنسان بل وتساعده على إخراج المعاني بصورة أدبية أو موجوزة أو حتّى ليس فيها قبح، لا أدري لماذا لا نفعل كما فعل اليبانيون أو الألمانيون بأن تكون اللغة الأم هي السيدة الأولى وهي التي تُعني بالعناية بل ويجرّم من يقدم لغة أخرى عليها، ثمّ بعد هذا لنتعلم أية لغة كما نشاء لكن في المقام الأول إتقان العربية الفصحى، كما أن هناك ملحوظة ويعرفها المترجمون خاصة، أن تعلم اللغة العربية في المقام الأول قبل أي لغة أخرى يُساهم في تعلم أي لغة أخرى بكل يسر وسهولة خاصة اللغات الشرقية أو تلك التي من فصيلة آل سام، جزيتِ خيرًا أختنا الفاضلة على هذا النقل فالدال على الخير كفاعله، المشكلة كبيرة وتحتاج إلى وقفة حقيقة تبدأ من الأسر الصغيرة إذ أن الأمل في مؤسسات الدولة مفقود حاليًا حتى إشعار آخر.
¥