رَبٌّ وَفَألٌ وَيَقين
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 09:38 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، خير من أقلته بيداء وأظلته سماء، المبعوث رحمة للعالمين الهادي الأمين.
http://riverrrs.files.wordpress.com/2008/03/birds.jpg
رَبٌّ وَفَألٌ وَيَقين
كنتُ في حوار مع طيور عالية، عند شروق شمس راضية، أول ما سُئِلتُ عنه هو لماذا؟!،
لماذا لم تأكل؟ لماذا لم تشرب؟ لماذا لم تتزوج؟ لماذا لم تنجب؟ لماذا لم تكوّن مالًا، عقارًا؟،
لماذا لم تُصبح سلطانًا؟ أميرًا، وزيرًا؟ لماذا ........................................ ؟،
بل لماذا أنت هكذا حزينٌ، تشبهنا وقت الغروب إذ إن بيننا وبين الشمس وشروقها مودة
فالليل يزيدنا خوفًا وكآبة، رهبةً ووحشة، إلا أنَّ كل هذا يتبدد بالتسبيح والتهليل لله الأحد
فما ظنك أيها الإنسان بربك وقدرته؟، بل وأين العهد الذي قطعته أمامه قبل؟؟
نحنُ لنا أسبابنا التي تتعلق بكم أهل الأرض ... حين تدمرون كل شيء جميل خلقه المصوّر،
حين تقلقون راحتكم وراحتنا بالحروب، والصراعات العجيبة المنتمية إلى من كان قبلكم من
خلائق ...
لم يحمِّلكم ربكم الغفور الرحيم ذنوبَ غيركم، بل بدَّلَ لكم الأرضَ، وجعلكم أحرارًا وثوَّارا
العظيم سخَّرَ لكم كل شيء، حتى أنكم تظنون- في حين غفلة- أن المُلك لكم لا لهُ، سبحانه وتعالى عمَّا تظنون، ثم تأتون بعد الكارثة والخراب تلجؤون إليه!!! هذا لا بأس به ولكن لم لا يكون هذا من البداية، قبل التصارع والتناحر والتسابق على الأشياء الفانية غير الباقية؟!!!
حاولتُ التكلم، أشارت يمامة صغيرة، يبدو أنها أفقههم وكأنها تقول لي صهٍ، فجلستُ صامتًا
فرشتُ رمل البحر تلحفت ببعضه على أجزائي المتعبة من هموم الدنيا ضحكت يمامتي،
صغيرةٌ هي، أعجبها مشهد تشاجري مع مياه البحر التي تحاول سحب الرمال منّي مرارًا
نظرتُ إليها نظرة متأمل، وكأنها عرفت أنني أقول لها واصلي حديثك دون أن تسخري
حملتني فوق جناحيها ... لا أدري كيف!! ثم أجلستني بين أهلها، سربٌ جميلٌ منظمٌ
لا يتخطى عدده عشرات الأسر، ثم انتزعتْ يدي الدالة على أنني مازلتُ خائفًا من
السقوط أو الهروب أو العودة إلى النظرة السوداوية التي كنتُ عليها قبل الالتقاء بهم،
الآن أنظر للأرض من بعيد فوق بحر وسط طير يُخَيِّطُنِي الهواء يَضُمُّني عسجد الشمس وهي ماذا أقول عن الشمس؟ ... كأنها خلقت لي وحدي، ينادون عليّ ... يظنون أن عقلي قد جن!!!
وما أنا بمُغيّب، بل أنا في كامل قواي، وكامل حكمتي التي رزقتُ من المولى، قرأتْ يمامتي الصغيرة عليّ المزيد من المشاهد السوداء لأبناء آدم، ومن حين لآخر تقرأ عليّ بعضًا من السير العطرة من الصفحات البيضاء لأبناء آدم عليه السلام ...
ثم تكلم الجميع في صوت واحد، أميرُ السرب وأميرته عم الصغيرة أخوها أختها خالتها أبناء عمومتها أبناء الخؤولة،
سنحمِّلُك رسالةً إلى بني جلدتك، لا تفتحها إلا بينهم، لا حرصًا عليك لتطبق أمانة دينك بل لأننا نعلم أنك الآن قد تبرأتَ من كل الذي سنوصي به داخل تلك البردية السماوية إليهم ...
ثُمَّ ألزمتُ نفسي جبرًا بالذي قالوا ونفذته على أكمل وجه، لأفتح في الوقت المناسب
أعظم الرسالات التي من الممكن أن يقرأها ولد آدم، وكأن السماء لا تمطر ذهبًا أو ألماس ولكنها تُمطر ما هو خيرٌ منهما،،، تأملٌ يُفضي إلى يقين ويقين .. يُفضي إلى تأمل، وكلاهما معًا إلى قناعة ورضاء ...
ومن ثمَّ عمل ٍ يرفعنا لا يؤخرنا ومن ثم نبتعد عن تلك المُمارسات التي مورست في عهود سابقة أو في عهودنا، من خذي وعار ودمار وانتشار للفسق والفساد والافتراء والتجبر والظلم و ...
الرسالة يسيرة جدًا فما من داعٍ لتفلسفك يا نورَ الدين، هي كذلك .. وليست كذلك ولكن
دعوكم من نور هذا الذي يشغل بالكم، في السماء ربٌّ بارٌ بعباده لكننا لسنا كذلك، ولا
نصف ذلك ولا حتى ربع ذلك ...
الطير يُسبِّح ويشكر وقد لا يملك عشًّا صغيرًا يؤيه!!!
هل رأيتَ كم نحنُ صغارٌ أمام الصِّغار؟، بل أمام أنفسنا، هل رأيتنا - أهل البشر- في
تصارعنا، وتخلفنا، وهتكنا للأعراض، بل واعتداؤنا- لحد الهوس- على مالا نملك، ومالا
نستحق؟؟؟ قد سيطرت علينا الدونية والشهوانية لدرجة يصعب معها العودة إلى ما كنا
عليه من قبل من البشرية،
وإذا بي، وبك نتمسَّك بالقشور ونترك الأولويات الربَّانية التي في حاجة لتطبيق لأنها تكليفٌ لا توريط!،
كفانا سفسطة وكفوا عن الدوران حول أنفسكم، عندما أتكلم معكم أبشروا .. تفاءلوا .. تيقّنوا أن بالسماء ربًّا يراكُم ويراني ...
اعملوا الصالحات .. ابتعدوا عن المنكرات .. توقفوا عن السباق والصراع داخل حلبة
الثور الذي نشبهه، بل نحن أشرس منه حين نقاتل أو حتى حين نمزح ..
افتحوا .. افتحوا الأبواب والشبابيك المشرعة نحو السماء .. لا تقطعوا الرجاء فهو ربٌّ ربٌّ
رَبٌّ، وأنتم- مهما بلغتم الجبال طولا- عباده.
اعملوا .. تفاءلوا ... لتتيقنوا .. فالحياة قصيرة.
¥