تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من توابع المهزلة!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 04:39 ص]ـ

من توابع مهزلة الانتخابات الحالية:

إعلان جماعة الإخوان المسلمين الانسحاب من الجولة الثانية بعد إقصاء غالب مرشحيهم من الجولة الأولى بطريقة مكشوفة جدا ليس فيها من الحنكة السياسية شيء، فمن أراد إقصاء تيار معارض فإنه لا بد أن يستبقي ولو جزءا ضئيلا منه ذرا للرماد في العيون، ولكنها العجلة التي أصابت أصحاب السلطان في مصر فهم في سباق مع الزمن لترسيخ أصول العلمانية المتطرفة في مصر ولو بالعافية!، كما يقال عندنا في مصر.

وبغض النظر عن مسألة جواز الترشح في مجالس كهذه لا يشك مسلم أو حتى غير مسلم له اطلاع كاف على نظرية الحكم والإمامة في الإسلام، لا يشك في أنها غير شرعية بل هي مما ينازع به الرب، جل وعلا، منصب ربوبية التدبير الشرعي بما أنزل من كلمات الوحي على قلب نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإن كانت المسألة خلافية فقد أجاز بعض أهل العلم المعتبرين الترشح لمصالح معتبرة لا متوهمة ولو لم يكن كما يقول بعض أهل العلم في هذا الترشح إلا إثارة فزع أعداء الديانة وأغلب من يجلس في تلك المجالس نواب للحزب الحاكم الذي يفاخر بعلمانيته ويقدم مشروعه للدولة المدنية التي لا مرجعية شرعية لها بطريقة فجة، لو لم يكن إلا ذلك لكفى!، فضلا عن كون تأييد المرشحين من أصحاب الطرح الإسلامي، ولو مجملا، فالعنوان العام إسلامي وإن حصل الخلط في تفاصيل كثيرة تصل أحيانا إلى حد المداهنة بإعطاء الدنية إرضاء للعلمانيين بل والكفار الأصليين كما يرى أحيانا من قيادات ذات طابع إسلامي تغازل النصارى بتصريحات لا يصدقها أحد بطبيعة الحال فليس النصارى بتلك السذاجة!، فتأييد المرشحين الإسلاميين من عموم المسلمين في مصر، ولو بالتعاطف القلبي، مئنة ظاهرة من تنامي الحس الإيماني في القلوب، بغض النظر عن التفاصيل فعموم المسلمين لا ينظرون إلى الفروق المنهجية بين الجماعات الإسلامية: الحركية أو العلمية أو الدعوية ...... إلخ، فكلهم في نظر جمهور المسلمين: أصحاب مرجعية إسلامية تستثير النخوة في الصدور، فلا يحركها إلا الدين، رغم أنف أبناء الدولة المدنية مجهولة النسب في أرض مصر الإسلامية.

وبغض النظر عما وقعت فيه الجماعة من أخطاء بإسرافها في العمل السياسي بمفهومه المعاصر، وفيه من التنازلات المنهجية ما فيه، فحصل هذا الإسراف على حساب العمل الدعوي والاجتماعي، كما قد صرحت بعض قيادات الجماعة، وإن لم يكن ذلك الخطاب الرسمي، ولهم اجتهادات وحسابات تخصهم وإن لم يوافقوا على كثير منها، فهي أشبه ما تكون بالصفقات السياسية بالمفهوم المعاصر.

بغض النظر عن كل هذا:

فإنه يظهر في الانتخابات الأخيرة في مصر ومن قبلها الأردن: السعي الحثيث إلى اجتثاث التيار الإسلامي الذي يشتغل بالسياسة وغض الطرف عن التيار الذي يعنى بتحرير المسائل العلمية بقدر معين!، مع المراقبة الصارمة فضلا عما يصدر من بعض قيادات هذا التيار من تصريحات تضفي نوع شرعية على هذه الأوضاع التي لا توافق حتى مبادئ الشرعية الدولية!، فكيف بالشرعية الإلهية التي يرد السلطان فيها إلى الرب، جل وعلا، ردا مطلقا، فالوضع الحالي لا يلائم حتى الديمقراطية التي ترد الأمر إلى الشعب، فالأمر الآن لفئة رأسمالية ظهرت في السنوات الأخيرة ظهورا بارزا فشغلت كثيرا من المناصب القيادية وليس لها من أهلية الحكم إلا ما تمتلكه من مال ونفوذ، فالأمر أشبه بإقطاع أوروبا في القرون الوسطى.

ومع هذا السعي تظهر أصوات علمانية متطرفة تحاول إضفاء نوع من الإجماع الشعبي على فشل التيار الإسلامي في الدورة البرلمانية السابقة، وهي مسألة تحتاج إلى بحث دقيق لحساب المكاسب والخسائر، فتحاول هذه الطائفة التي يظهر بعض أفرادها في القنوات ذات الطرح العلماني المكشوف، كقناة العربية، تحاول الترويج لمعادلة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير