تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حتى الرمال تبكي]

ـ[رفيقة الحروف]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 05:18 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في أرض الغربة حيث كنت أتمتع بحياة رغيدة، رغم ألم البعد عن الوطن الذي لم أعرفه ولم تره عيني منذ الصغر؛ إلا أنني أحببت الحياة على تلك الأرض الطيبة؛ أحببت فيها الوجوه المتوضئة بنور الإيمان، والألسن الطاهرة التي تتكلم دون خوف سوى من الرحمن، كنت أستيقظ كل يوم على أشراقة شمسها، وعلى رائحة رمالها ومنظر جبالها الشاهقة
كنت أتأمل والسعادة تُراقص قلبي فكنت أتغاض عن بعض هفواتها وقسوتها أو بالأحرى عن هفوات أبنائها تجاه الغرباء، ولكن ثمة شيء أزعجني وأبكى روحي حزناً عليها!!
قبل أن أرحل عنها كان أبناؤها المخلصين يسعون جاهدين في الوقوف في وجه بعض أفكار أبنائها الذين فعلت بهم الأفكار الغربية فعلها فظنوا أنه من مصلحت وطنهم كي يكون متحضراً أن تتخلى المرأة عن زييها الذي تميزت بها نساء تلك الأرض وأن يتحرر المجتمع من عادته وأن يفك أنغلاقه بالأفكار الجديدة وقد وجدت أفكرهم بعض من ضعاف النفوس فتبنوها.
وحينما رحلت عناها كنت أبتسم أبتسامة يشوبها بعض الحزن المحفوف بالخوف، وصدمت بصخرة الواقع في بلدي لقد كان في أوج تخلفه ليس فكرياً ولكن أخلاقياً .. أخذت أجول بناظري كأني أرى الموت قد سرق أعز أحبابي .. هل هو ذا حال وطني، كنت أنظر إليه وقد تدثر برمال من البؤس .. عشت فيه على مضض والحنين يحدوني في كل حين إلى مسقط رأسي .. عشت على ذكريات الماضي، كانت هي سلوي عندما تحتلك ظلمة الجهل على شمس البصيرة في وطني، فأتذكر أن هناك خلف الجبال أرض تشرق فيها الشمس دون أن يعلوا وجهها السحاب، فكنت أبتسم على أمل أن أرى وطني مثلها وقد أنقشع عنها الضباب الأسود، ولكن هيهات فقد تبدد الأمل عندما كنت أعبر أزقة الشبكة العنكبوتية وقرأت خبر كاد أن يوقف نبضات قلبي فقد ذكرني بأول بيان على أرض مصر وأول دعوة لتحرر المرأة من العفة بل تحرر المجتمع بأسره من الأخلاق لقد كانت أول دعوى من رفاعة الطهطاوي وتتابعت بعدها الدعوت إلى أن وصلت مصر إلى ما هي عليه من بؤس
وقد حظت أرض الجزيرة بمثل تلك الدعوة من أحمد الغامدي وقد نال تصفيق الحضور وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن على أرض ٍ أخرى .... وسيزال المسلسل مستمر إلى أن يوقفه أحد حماة الوطن والدين.

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 05:23 م]ـ
يحدوني في كل حين إلى مسقط رأسي ..

قلم مبدع شديد الشعور بما حولهُ

تذكرت:
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ماالحب الا للحبيب الأول

رفيقة الحروف رفقا بنا

فائق تحيتي

ـ[رفيقة الحروف]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 02:42 م]ـ
عزيزتي هدى .. لم يكن ما سطرته غير اختلجات نفس .. كتبتها كي تلامس مشاعر أصحاب القلوب الرقيقة أمثالك

سلمت مشاعرك النبيلة أختي

لروحك النقاء

ـ[ظلال عربية]ــــــــ[23 - 12 - 2010, 04:27 م]ـ
تقاطرت مشاعري ألمًا وحزنا وأسفا لما قرأت.

مازالت تخدرني واقعة قريبة الحصول، لم أبرأ من نزف جراحها، فوجدت هذا الموضوع فنكأ تلك الجراح، وأعاد ألما أذكره ويذكرني كل صباح.

إني أتأسف لمن لم يعد يستطيع حمل السوء بمفرده، فيبثه في أرجاء مجتمع ألف جوار البيت فأكسبه منعة وتشبثا بالقيم الإسلامية.

اللهم عليك بالفئة الباغية، اللهم شتت شملهم، وفرقّ جمعهم، وأجعل الدائرة عليهم.

رفيقة الحروف، كم آلمني أنك تكتبين ولست من أبناء البلد.
ويطعن البلد من أبنائه!!.
مفارقات عجيبة

ـ[ظلال عربية]ــــــــ[23 - 12 - 2010, 04:51 م]ـ
رفيقة الحروف:

أتوق لقراءة موضوعك مرات، وأطيل تأملا وتأملا به، حقا أنت تمتلكين حسا وقلما رائعين بل مبدعين.

فأتذكر أن هناك خلف الجبال أرض تشرق فيها الشمس دون أن يعلو وجهها السحاب

حتى الرمال تبكي ولا إحساس للبشر.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير