تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأم الصغيرة!! (مشهد عطف ملائكي)]

ـ[حنظلة]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 08:04 م]ـ

أمضيت درساً من دروس الحياة ليلة البارحة في غرفة الملاحظة في المستشفى مستصحباً ابني الصغير! فكنت عرضة للتأمل في الغادين والرائحين، إذ كنت أطولهم مكثاً من الصلاة إلى الصلاة حيث زائرة الليل لا تخلف الموعد!

مضى أول الوقت بأحداثه المعتادة .. يقدم الآباء والإخوة والأمهات يحملون مرضاهم ثم يتلقون مايلزم من العناية ويمضون، يمضون .. من غير أن ينفض الحشد الذي لا يتناقص، ولكنه يشتد احتداماً بحسب الحالة البديلة! بقيت على انسجام مع هذا الروتين حتى جاء طفل انجذبت له أنظار المرافقين .. كانت حاله لي سلوى عن النظرات الساخنة إلى الساعة، فلما انقضى مشهده كان لي في تأمله سلوى جديدة استغرقت معها حتى انهزع من الليل أكثره؛ أما الهزيع الأخير منه فقد وجدتني أفنيه مع قلمي ودفتري أرسم -دون إرادة مني- صورة المشهد الذي أسكت الجميع فلم يبق إلا تأوهات صاحب البطولة -طفل لعله قد ولد في رجب أو قبله بقليل! - ومع تأوهاته تدليه أخته -التي لم يحن أمرها بالصلاة بعد! - ليسلو عن بعض ماهو فيه!

أخذت الممرضة الصبي من أبيه -المشغول ببقية بناته- وبدأت بتجهيز اللازم .. بقيت أخته الكبرى (وماهي بكبرى) تتطلع إلى أخيها عن يمين الممرضة وعن يسارها حيناً! حتى إذا فرغت الممرضة من ألزم اللازم له وهمت بالذهاب لآخر غيره تكرم أحد الحاضرين وحمل البنت إلى جوار أخيها فاحتضنته كاحتضان أم ماكتب لها من العقب غير صبي هو لها السمع والبصر وهي تظنها له السماء والأرض!

سرت الصبية بمجاورة أخيها سروراً خجلاً قد أبانته صفحة الوجنتين إذا كانتا محجر الدم الممتلئ حياءً، أما الذي هو أعجب منه فسرور أخيها بها إذ كيف يعقل الرضيع بنبض الشعور الأخوي بعد أن كان نافراً من تلكم الغريبة!

ما إن احتضنته أخته حتى التقت منهما -أدام الله ألفتهما- نظرتين فيهما من الدفء ما لو أحاط بذي أسمال في زمهرير مفازة جرداء لتمدد .. ! ألقى الصبي بنفسه في حضنها وإنه لأضعف مخلوق، فأحاطته وكأنها أقوى الخلائق بنية وعطفاً!!

ومضى المشهد على هذه الحال يتكرر، وإنه ليعظم مرة تلو الأخرى حتى يستمطر السحاب الثقال من مزن العواطف، ويستنطق اللحون العذاب من ميت القرائح!

أما أنا فلا تسألوني كيف قطع علي هذا المشهد وطأة الانتظار وهذه الساعات الثقال! لقد فقهت كيف أن الله لم يخلق شراً محضاً!! ورأيت من آيات الله عجباً لا ينقصني سوى أن تبقى عبراً حاضرة تأمرني وتنهاني!

حتى حضر الأب وأخذ الصبي وتبعته ابنته فانطلق لساني يلهج لهم بالدعاء، ووجدتني أردد من غير إرادتي: لا حرم الله كل أخ من أخت تكبره!!

«للاطلاع والنقد مع التحية»

ـ[أحاول أن]ــــــــ[04 - 12 - 2010, 08:07 م]ـ

شفى الله ابنكم أستاذ حنظلة، وأقر بصلاحه أعين والديه ..

أحيي فيكم هذا التأمل الأبويّ والأخوي الحاني؛ فقد يعبر الموقف على الكثير لكن عدسات الناس مختلفة ..

وبوركت هذه اللغة الجميلة التي زادت العدسة دقة ..

الفصيح جدير بحضور هذه الأقلام ..

فقط استفسار: لا أعرف مدى شرعية وصف الشيء بالملائكي، فهل تفيدوننا؟

و جزاكم الله خيرا

ـ[حنظلة]ــــــــ[05 - 12 - 2010, 10:02 م]ـ

حياكم الله أختنا الفاضلة، وممتن لثنائكم اللطيف ..

الوصف بالملائكي لا أعلم فيه محظوراً، وقد رأيت بعض المشايخ يستخدمه في وصف الحال المثالية أو نفيها أن تبلغ ذلك.

وهو وصف متّخذ لكل ماهو فاضل عن طبيعة البشر، أو ما يظن به ذلك كقول نسوة المدينة لما رأين يوسف -عليه السلام-.

والله أعلم،،

سرني مروركم كثيراً،،

ـ[فصيح البادية]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 10:11 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

الأخ الكريم/ حنظلة، بارك الله لك.

كلماتك - حقا - مؤثرة جدا، وتعبيراتك قوية الأثر، ومشاعرك فياضة بما تحمل نفسك قوية الإحساس.

ننتظر مساهماتك ومشاركاتك - إن شاء الله -

ـ[حنظلة]ــــــــ[12 - 12 - 2010, 06:54 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

الأخ الكريم فصيح البادية، وفيك بارك الله، وأرجو أن أسهم بما يسركم وفي القريب العاجل.

ـ[أبو مقرن]ــــــــ[12 - 12 - 2010, 11:59 ص]ـ

سكر يا حنظلة!

ـ[أديب طيء]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 12:53 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير