[نخب دماء الشهداء]
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[18 - 12 - 2010, 04:22 م]ـ
http://zombie-popcorn.com/wp-content/uploads/2008/10/Blood_Spatter.jpg
[نخب دماء الشهداء]
http://4.bp.blogspot.com/_igUXwSWZwFU/Sik7zfb3EhI/AAAAAAAABlM/PeS72aMS5gA/s320/wine_glasses.jpg
بسمِ الله، والصلاةُ والسلامُ على رسول اللهِ، خير من أقلتهُ بيداءُ، وأظلتهُ سماء، المبعوثُ رحمة للعالمينَ، الصادقُ الأمين.
قد سطَّرَ التاريخُ في كتبه التي نعرفها والتي لا نعرفها الكثير من المآسي والمحن العاصفة، من بينها ما أطاحت بأقوام ومدنهم ومنها ما أبادت شعبًا عن بكرة أبيه ومنها الحارقة ومنها الناسفة ومنها المُغرقة التي جعلت الأرض أشبه ببحر كبير ذا أمواج عاتية غطَّ مدُّها الجبال ولو أن ما في باطن الأرض يخرج للفضاء لقُلنا أن ماء الطوفان حمل كل شيء وساح في الفضاء والله أعلم.
والمتأملُ في جمع هذه الدلالات ومقارنتها بواقعها وواقع العصور الحديثة يصل بسهولة ويسر إلى الماهية من جرَّاء كل هذا، حيث إن الأمم وشعوبها التي غشَّت في الميزان واستحلت الذكور دون الحسان وهذه التي قتلت الأنبياء وألَّهوا الأقوياء وعبدوا الأثرياء واستضعفوا الفقراء، كانوا يشتركون جميعًا في الظلم والتجبر وضياع العدل والحق بينهم إلا من رحم ربي، ومع هذا فإن اللائمة الحق لم تكن على مترفيهم أو ساداتهم فحسب لأن الطامة الكبرى حين وقعت محت الكبير والصغير فالكبير لاستعلائه والصغير لرضوخه وعدم الاستنجاد بربهم ورب العالمين.
لهذا لم تكن أمة لتبقى أو لتستقر نظرة للعرف السائد بين السواد الأعظم بالنشوذ والعزوف عن الإيمان الكامل بالله
وصور الشرك واتِّباع الهوى ورفض الفطرة السليمة وشريعة الإسلام على مر الأزمان، جعلت هذه الأقوام تفعل ما أنزل الله به من سلطان، ومع انتشار الجهل وقلة المعرفة ينتشر الطاغوت ويصعب كسر شوكته إلا في الساعة التي يقررها الله عز وجل من جانب يُمهلُ ولا يُهمل ومن آخر "لا يُغيروا الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
ومع ولادة فجر جديد وطلوع شمس مختلفة حيث نبي آخر الزمان خير إنسان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم سيدي وسيدكم، إذ قالها الله صريحة ولا تصعب على الألباب"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"،
تغيَّرت الوقائع كليًا وأجل الله عذابه واستمهل البشرية منذ بعثته عليه الصلاة والسلام بل نستطيع قول منذ ولادته في هذه الليلة القمراء حيث سَبِحَ نوره بفضل الله كافة الأرض والسماء، فأجلَّ اللهُ العذاب والتدمير وكل الصور التي ذكرناها أعلى المقال هذا، رغم حدوث كل ما تستحق عليه أمم الأرض الحالية من مضاعفة العذاب لإتيانهم كل أنواع المحرمات والموبقات كما نرى جميعًا الآن.
رسم التاريخ ونقش ما قبل محمد وآله وصحابته "عليهم صلاة الله ورضوانه وسلامه" أسطره بالدم دون الحبر نسبة إلى حجم ونوعية وطهر الدماء التي أهدرت للخاصة من الأنبياء والرسل والعامة من الناس والأتقياء، وآخر واقعة أدمى بها القلب واقشعرت لها الجوارح وعلت الأصوات وكثر النواح وإلى الآن لم يدق ناقوس العفو والسماح بل تزداد الأطراح وتقل الأفراح وتصبح لغة القتل ونخب الدم هي الإفصاح؛
حيث بدت لنا وهي أفظع من حادثة صلب"مزعومة" وهي أبشع من حادثة تنكيل في آل ياسر معلومة،
استئصال آل البيت وعلى رأسهم أحد الحسنين رضي الله عنهم، في واقعة عجيبة تشبه الأساطير الإغريقية حيث يتم مبايعة "آله الخير من أجل نشر العدل والأمان (ولا إله إلا الله) ثم يخرج إله الشر مع أنصاره مخيلًا بسحره وشعوذته لمن بايع الحق ملكًا (والملك لله) أنه صاحب السلطة العليا وأن من سيتبعه سيفوز بالنعيمين الدنيا ومافيها والجنة وحواريها تمامًا كما سيفعل الدجال في آخر الزمان، ليشتت بهذا أهل الحق ويقوي أهل الباطل.
وكأن أمامنا على تلك الصفحات السوداء أشخاصٌ لم يعاشروا الرسول ولم يعاهدوه على الضرَّاء والسرور،
فنزعوا رأس حفيده الذي كان يتأذى لو سمعه يبكي عن جسده وداسوا عليه بالخيل ليجعلوه كفراش مبثوث، من أجل ملك زائف من أجل عرش زائل هكذا كانت أول حادثة توريث في الإسلام، ولو عُدنا قليلًا وتأملنا كثيرًا وعشنا داخل هذه الصفحات نحمل بعض تخيلات منطقية لعلمنا أنه ما أشبه اليوم وواقعنا الإسلامي والعربي بالأمس.
¥