تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بشريات ... في أحلك المواقف]

ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 06:21 م]ـ

**ثقة لا حدود لها**

السلام عليكم ..

عشركم مباركة ..

- - - - - - - - - - -

أن روح هذا الدين العظيم، تدعو إلى التفاؤل باستمرار، وتعززه

وتغرسه، وتربي عليه وتؤكد عليه … ونذكر هاهنا حادثتين:

أولاهما: يوم الخندق، والمسلمون محاصرون بجيوش جرارة،

ومن الخلف كانت خيانات يهود ومكرهم ..

وأصبح المسلمون في وضع صعب وحرج للغاية ..

وبلغت القلوب الحناجر (حسب التعبير القرآني البليغ)

في هذا الجو الخانق، المكهرب، الذي لا تلوح فيه بوادر انفراج للأزمة

في هذا الوقت العصيب .. والإسلام على مرمى سهم، والمسلمون

في عنق الزجاجة .. !!

في هذه الأيام العجاف الثقيلة التي يمر بها الأصحاب ونبيهم الكريم معهم

في هذه الساعات الحرجة جداً …رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

يبشر المسلمين، بكل ثقة ويقين .. !!

يبشرهم بماذا؟ بانفراج هذه الأزمة؟ أم بنصر قريب؟ أم بماذا؟!

بل لقد كان صلى الله عليه وسلم يبشرهم بما هو أبعد من هذا كله ..

كان يبشرهم بفتح الفرس والروم وإسلام أهل اليمن .. !!!

وضحك المنافقون، وسخروا واستهزأوا وتهكموا، وقالوا:

يعدكم بفتح فارس والروم! وأحدكم لا يستطيع أن يخرج لقضاء حاجته .. !!

بل قالوا في تبجح: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا .. !

[كبرت كلمة تخرج من أفواههم] .. !

أما المؤمنون الصادقون فما زادهم هذا إلا إيماناً وتسليما ..

وزادهم ثقة عميقة أن العاقبة ستكون لهم رغم كل المظاهر التي لا تشجع

- - -

أما الحادثة الثانية، فلن أطيل التفصيل فيها:

حادثة الهجرة .. يوم هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم

وأبو بكر رضي الله عنهو لحق بهما سراقة بن مالك يطاردهما،

فكان من أمره ما كان ..

فوعده الرسول الكريم بسواري كسرى .. !

أي بالاستيلاء على كنوز كسرى .. !!

وتعجب سراقة، وهاله الأمر، فقال غير مصدق ولا مستوعب:

كسرى بن هرمز!! _ ما غيره! _ وأحسبه عاد يخبط يداً بيد،

كيف يعده محمد الطريد المهاجر الوحيد بسواري كسرى؟!

كيف يكون ذلك!؟ وهل يعقل أن يقع مثل ذلك؟

شيء ولا في الأحلام بالنسبة لسراقة .. !

ولكنه كان كما أخبر صلوات الله عليه ..

إن علينا أن نتعلم من حوادث السيرة العطرة، حتى نبقي جذوة الأمل

متوهجة باستمرار، ولا نرضى أن تخمد أبداً ..

فأملنا في الله عظيم،وعظيم جداً،، والمبشرات لهذه الأمة كثيرة، وكثيرة جداً .. وعلينا أن نثق .. ومع الثقة علينا أن نستقيم مع الله على الوجه الذي يريد هو،

لا على الوجه الذي تريده أهواؤنا .. !


من النصوص النبوية الشريفة الواضحة التي تبشر هذه الأمة:
إخباره صلى الله عليه وسلم أنه لن يبقى بيت وبر ولا شعر ولا حجر
إلا وسيدخله الإسلام بعز عزيز أعزه الله .. …
وهناك نصوص أخرى كثيرة ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير