تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من: السينودس]

ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 04:08 ص]ـ

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=40977

ويظهر من خلال التقرير أمور من أبرزها:

استغلال حالة الجهل الكبير بأحوال الأقليات الدينية والمذهبية في العالم الإسلامي، كما ردد أسقف تنزانيا وليس ثم من يراجع أو يصحح، فهم دائما مضطهدون لدرجة أنهم لا يستطيعون إظهار هويتهم الدينية في مجتمعات ذات أغلبية إسلامية وكأن المطلوب هو أن يرتد المسلمون عن دينهم إرضاء لأقليات لا تتجاوز 6 % في بعض البلاد أو أن يكفوا عن إظهار شعائر دينهم مجاملة لأولئك فذلك هو عين البر والتسامح!، فهم دوما مستضعفون وإن كانوا فوق الرءوس بتأييد لا يخفى من الحكومات الضعيفة التي يتفاوت ظهور أهل الباطل من مختلف التيارات الدينية والفكرية بتفاوت ضعفها، فكلما كان البنيان الفكري والقوى المادية أضعف كان الخضوع أعظم، كما هي الحال في مصر، فليس لدى القيادة السياسية فيها من حلول فكرية أو اقتصادية للأزمات التي تعصف بكيان المجتمع المصري فليس ثم إلا الحل الأمني الذي يضرب طالبات الجامعة بالشلاليت!، كما في الفضيحة الجديدة التي تداولتها بعض المنتديات بالصوت والصورة، وتلك سمة بارزة في ممالك الجور التي يغيب فيها حكم الشرع، فمنصب النبوة فيها معزول، وصاحب الحق الديني أو الدنيوي فيها مقهور، فلا صلاح لدين أو دنيا، وتلك حال تلائم كل فكر باطل ليتمدد برسم التبشير أو التهديد بما يملكه من أوراق ضغط تمت صناعتها بهدوء وترو على أعين رءوس الكنيسة في الداخل، وأعين قوى الضغط في الخارج، فما تجنيه الكنيسة اليوم هو حصاد عقود من العمل في مقابل عقود من الغفلة والغيبوبة تحت تأثير مخدر الوحدة الوطنية ممتد المفعول.

ويظهر أيضا:

مفهوم التطور الذي أشير إليه في ذيل التقرير، فلا مانع عندهم إلى يوم الناس هذا من عقد جلسات عمل لتطوير العقيدة النصرانية التي لم تفك شفرتها الوراثية التثليثية إلى يوم الناس هذا رغم كل المحاولات العقلية التي ولدت هذا الانقسام السرطاني في الرؤى والتحليلات الكهنوتية لصلب الديانة النصرانية، مع أن ذلك مما يجب بداهة وقوع الإجماع عليه فيستوي فيه الخاص والعام، والعالم والعامي، فأصل الديانة الذي تقوم به الحجة الرسالية لا يكون مقالة كهنوتية غامضة يطرأ عليها التطور إلى قرون تلي رفع صاحب الرسالة التي تلصق بها تلك الجهالة، بل لا زال التطور في التصور العلمي، والشرائع الحكمية، واقعا إلى يوم الناس هذا فرؤى الآباء في تحليل النصوص واستنباط الأحكام هي الدين الذي لا تجوز مخالفته، وإن خالفهم فيها غيرهم من رءوس ملتهم، فكلامهم وكلام الوحي على حد سواء، وذلك أمر لا يخجلون من التصريح به ولا يخجل من التصريح به كل غال في قديس أو راهب أو إمام أو شيخ، فلسان الحال، وكثيرا ما يكون لسان المقال، إثبات العصمة لبشر غير الأنبياء عليهم السلام.

وفكرة تطور الدين قد لاقت رواجا في العالم الغربي لأسباب منها:

أن الدين النصراني نفسه قد وقع له تطور نال أصله التوحيدي فصار شركيا تثليثيا على يد بولس.

وأن الدين النصراني بعد تحريفه قد وقع فيه من المعارضة الفاحشة بين العقل الصريح ومسطور الكتب المبدلة ما أحدث قلقا نفسيا وفكريا للإنسان الأوروبي، فعقله يكتشف علوما تجريبية تنقض عرى إيمانه نقضا!، فيحار بين تقليد الآباء واعتماد نتائج تجارب المعامل ومراكز الأبحاث، لا سيما وقد أعرض عن الرسالة الخاتمة التي كفلت لأصحابها النجاة من هذه اللجة الفكرية فليس فيها نقل صحيح يعارض العقل الصريح، فسكن الأوروبي نفسه الحائرة المضطربة بمقالة التطور، فلا يقتصر التطور على المحسوسات بل يعم المعقولات ولو طال التغيير أصول الدين وثوابته فلم يعد في حياة الأوروبي ثوابت يقف العقل عندها بل كل شيء مطروح للمناقشة ولو كان مما لا يصح عقلا الخوض فيه لعجز العقل عن إدراك حقيقته وإن أدرك معانيه التي جاء التكليف بالإيمان بها، فصار العقل بقياسه المتناهي حكما على الغيب وفيه ما لا يدرك العقل حقيقته فلم يدرك نظيره ليصح القياس، وإنما الأمر غلو محض في تقديس العقل وإقحامه في الإلهيات ومحله الذي خلق لأجله التجريبيات، فذلك رد فعل لغلو آخر من الكنيسة التي حظرت كل وسائل المعرفة العقلية على شعبها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير