تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نعمت التجارة]

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[04 - 11 - 2010, 01:30 ص]ـ

أحمد حسن هو ابن أربع وعشرين سنة لكنني أعرفه منذ أكثر من سبع سنوات

أواه يا رمضان كم جمعت قلوبا وأرواحا لولاك لم تجتمع ... هناك في مسجد في أقصى المدينة كل عام نقيم اعتكاف العشر الأواخر من رمضان

أنا أعرف أكثر الموجودين أما أحمد (مسئول الطلبات والمصروفات) فلم أكن التقيت به من قبل، لكن نفسي سكنت واطمأنت إليه بسرعة فبسمته الهادئة الحانية تجبر القلوب على محبته.

مضى رمضان ورمضان ورمضان وتزداد أواصر الأخوة والمودة بيننا لا أذكر مرة أنني خاصمته أو احتددت عليه أو تنازعنا على أي شيء فدائما يحسم الاختلاف قبل أن يكون بتلك البسمة التي عهدناها

في اعتكاف آخر رمضان كان معنا لكنه قليل الحضور يظهر يوما ويختفي يومين بدأنا نلومه ما لك يا أحمد؟ لست على عادتك؟ هل العمل يشغلك لهذه الدرجة؟ أتضمن أن تدرك رمضانا آخر؟

- اعذروني فأنا مشغول بإعداد أوراق السفر ثم يبتسم.

انقضى رمضان بسرعة وفي نهاية شوال يتصل علي أحد الإخوة أحمد في مستشفى الحميات حرارته مرتفعة لا تهبط.

أيام ويتصل: أحمد في مستشفى أحمد ماهر لأن أطباء المستشفى الأولى لم يعرفوا سبب ارتفاع حرارته يقولون هناك فيروس غريب

ذهبت مع بعض الإخوة إلى هناك لنجده ممددا على سريره أخذ منه المرض مأخذه تكلمنا معه كثيرا عله يقول شيئا فلم نظفر إلا بنظرة واحدة عاد بعدها ليغلق عينيه، لم نملك إلا أن دعونا له بالشفاء وخرجنا

سألنا هل عرفوا سبب المرض فقالوا إنهم ما زالوا يجرون التحاليل ليعرفوا.

أيام ويتصل أحدهم: أحمد في حميات العباسية أصيب بالملاريا.

- الملاريا؟ مصر ليس فيها هذا المرض.

- ألم تعلم أنه سافر أسبوعا إلى بوركينا فسو؟

- ولماذا سافر إلى هذا البلد؟

- يقولون ذهب لتجارة

بعد يومين مات أحمد رحمه الله

لكن تجارته ما زالت ترد إلينا أخبارها من ذلكم البلد الإفريقي الفقير

ذهب أحمد ليتاجر لكنها تجارة مع الله

ذهب أحمد ليحفر بئرا ويوزع مصاحف وصدقات

http://www.facebook.com/video/video.php?v=107498305983226

http://www.facebook.com/video/video.php?v=107976205935436

أقرب الناس إليه لم يكونوا يعرفون شيئا عن هذه التجارة،فقد آثر أن يكتمها عن الخلق ويأبى الله إلا أن ينشرها عنه بعد موته

رحمك الله يا أحمد

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[04 - 11 - 2010, 01:43 ص]ـ

قصة مؤلمة

وسبحان الله كم آلمتني القصة

حتى اغرورقت العين بالدمع ..

في كلّ عصرٍ وزمان يسخّر الله نفوساً نقيّة صافية

تعمل الخير دون مقابل ..

اللهم اختم بالصالحات أعمالنا

وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا رب العالمين

شكراً لك أبا سهيل للتذكير

ورحم الله أحمد وجعله في عداد الشهداء والصالحين ..

ـ[رحمة]ــــــــ[04 - 11 - 2010, 01:38 م]ـ

صدق مشاعرنا عندما يخرج يصل بنفس الصدق لمن يقرأ.

وقع ما قرأت لن أقوله، سأدعو الله له بالمغفرة و أن يجعل كل ما فعل في ميزان حسناته بإذن الله

وإنا لله و إنا إليه راجعون.

تعلمون إخوتي ذكرتني هذه بتلك:

زميلة مقاعد الدراسة في المرحلة المتوسطة حيث اللعب و الضحك و حتى المشاحنات،لكني لا أتذكر لها إحداها، كانت تكاد لا تشعر بوجودها لهدوئها و مررت السنوات أصبحنا في الثانوية،فسمعنا ابتهال مريضة، دعونا لها و عشنا كلنا نمرض، ثم اتصلت على صديقتي:ابتهال ماتت.

لم أشعر إلا و جسمي ينتفض ذهبت أبكي دون كلمة واحدة.

هل ماتت فعلا؟ كيف؟ فجأة؟ مازلنا صغارا!!

و علمت بعدها أنها كانت مصابة بمرض السرطان _عافاكم الله_وذهبت للتعزية و كان احساسا غريبا جدا علينا نعزي في من ظلت معنا سنوات،في صديقتنا التي هي مثلنا بالضبط.

وسمعنا كيف كانت آخر لحظاتها فتمنيت ميتة مثلها و على قدر حزني اعتلت وجهي ابتسامة راضية و دعوت أن يحسن الله خاتمتنا.

رحمها الله و أخينا أحمد و موتى المسلمين أجمعين

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 12:51 ص]ـ

ما شاء الله، ما أعظمها من تجارة!

رحم الله الأستاذ أحمد رحمة واسعة

و أحسن الله إليكم أستاذ أبا سهيل على هذه القصة المؤثرة.

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 01:14 ص]ـ

رحمه الله و رحمنا برحمته التي وسعت كلّ شيء: (

ـ[فتون]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 01:50 ص]ـ

كم هي مؤثرة ...

لم أملك دمعي ...

احتقرت نفسي ...

تذكرت موقفا حصل بالقرب مني ...

صديق أخي لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، توضاء وجلس ينتظر الصلاة -كانت صلاة المغرب أو العشاء- فلم يكتب له

أن يصليها ... لقد توفاه الله ...

هكذا فجاءة ...

ربي أسألك رضاك عني ...

ربي أسألك أن تحسن خاتمتي ...

واغفر اللهم لأحمد ولموتانا وموتى المسلمين أجمعين ...

ـ[نبض الأمل]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 02:28 ص]ـ

رحمه الله ..

هؤلاء هم العظماء حقا .. الذين يسطرون للعالم قاطبة أنهم عظماء .. ويسطر التاريخ جمال بصماتهم في الدنيا .. فهموا الدنيا ولم تغررهم متع الحياة .. جاهدوا وأخلصوا في أعمالهم فكتب الله لها النشر .. وأتعبوا من بعدهم برحيلهم ..

رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته وأعاننا للدعاء لهم بأن يتقبل ما عملوا ...

شكر الله لك أبا سهيل على ما أثرت به عبرتنا وذكرتنا بعظيمنا وجددنا نية السير على خطاهم عسى الله أن يبلغنا ... (جزاك الله خيرا) ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير