نافذة .. تُشرِف عليك ..
ـ[أحاول أن]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 07:57 ص]ـ
نافذة .. تُشْرِفُ عليك ..
(العقل حارس، والطباع محروسة، والنفس عليهما موقفة، فإن كان الحارس أقوى من طباعها، كان ميل النفس معه طبعاً، لأن شأن النفس الميل إلى أقوى الحارسين وأمتن السببين، ومتى كانت القوتان متكافئتين كان الفعل اختياراً ومن حد الغلبة خارجاً)
الجاحظ
هل تعرف نفسك؟
أين أنت؟ وماذا تريد؟ وما احتياجاتك؟ ما الأولويات لديك؟
حقيقة: لا يوجد بيننا من يعرف نفسه كل المعرفة- فضلا عن أن يدَّعي أنه يعرف تماما س أو ص - لأنها أسرار أودعها الخالق العظيم سبحانه في هذه النفس التي أقسم بها وبتسويتها {ونفس وما سوَّاها}
لكن من قرأ في الكتب التي تُعنى بالنفس وأنماط الشخصية يجد إضاءات قد تساهم في زيادة المعرفة ولو قليلا .. وعلى اطلاعي على عدد من أشهر تلك الكتب لم أجد أنفس مما قاله علماؤنا وأدباؤنا الأوائل، خاصة ما قرأته لابن القيم وللجاحظ رحمهما الله.
ولانتشارهذه النافذة رأيت أن أعرضها لعل فيها فائدة ..
نافذة جوهاري وآثارها الاجتماعية
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:SoPPiJcY7QD-EM:http://img301.imageshack.us/img301/9311/46835564.gif&t=1
المربع الأول هناك أمور أعرفها أنا عن نفسي، و يعرفها الآخرون عني
ما نعرفه ويعرفه الآخرون عنك: اسمك، عملك، كلامك، أفكارك العامة، توجهاتك الواضحة
هذا ما يسميه جوهاري: مربع النهار .. أو " السلوك الخارجي للإنسان"
قد لا يكون نهارك الذي نعرفه حقيقيا ..
قد لا تكون هذه توجهاتك فعلا ..
هذا ليس مهما هنا؛ لأن بقية المربعات ستكشف الزيف إذا اقتربنا منها أكثر.
كلما اتسع مربع نهارك كنت أقرب للوضوح وللاتزان ولقلة المخاوف وانفتحت على من تحب ليفهم ماذا تريد، وماذا تحتاج، ماذا تحب وماذا تكره، يعرف متى يأتيك ومتى يغادر قليلا، لأن أفكارك مكتوبة بوضوحك له فيستطيع قراءتها.
أما إن ضاق مربع النهار فسيزيد الغموض وتكثر المخاوف وتتوتر العلاقات فقد يغضبك القريب وهو لا يعلم، قد يجرحك دون أن يعرف أن هذا يؤذيك، قد يقترب وقت تتمنى ابتعاده، وقد يبتعد وأنت في قمة الاحتياج إليه .. ببساطة لأنه لا يعرف من أنت!
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT4Qsw5mfEk1PaKCm7lMvwVEJbQ0aVJCmeMFl3NxR2N7UqO0RfEbg
المربع الثاني هناك أمور لا أعرفها عن نفسي، ولكن الآخرين يعرفونها عني
مواهب الإنسان ومثالبه "منطقة العتمة أو المنطقة العمياء "
من أكبر عيوب المغرور أنه لا يعلم أنه مغرور ..
وحين تناقش البخيل: يقول: من؟! أنا؟! لستُ بخيلا!
وحين تقول لتلميذ أنت حسن التلاوة أو رائع الإلقاء: يقول: أنا؟ لم أتدرب جيدا أو بإمكاني الأفضل ..
هذا هو المربع الثاني: ما يعرفه الناس عنك ولا تعرفه أنت عن نفسك ..
ما يقولونه في غيابك، ويضمرونه حتى وأنت تحدثهم سواء استطاعوا مواجهتك به أو لا ..
ما تجيده وتملكه دون أن تقدره وترعاه وتنميه كما يستحق ..
كلما ضاقت المنطقة العمياء كنت أقرب إلى النجاح وتقدير الذات وأكثر عدلا وواقعية، مربع"العتمة العمياء" يمكن أن يُبصر إذا أطال الإنسان وقوفه بتجرد وحاسب نفسه وراجع مواقفه وحلل سلوكياته بإنصاف.
و كلما اتسع هذا المربع "المنطقة العمياء" في ذاتك كنت أقرب إلى المخدوع بنفسه الذي يرى الناس والأشياء بحجم مختلف عما هم عليه في الحقيقة ..
وفي جانب المميزات فإنها تندثر ويعلوها الصدأ وقد تموت.
" ما أروع أن نساعد أحبابنا على زراعة شبكية لهذه المنطقة فنأخذ بأيديهم وندعم إيجابياتهم التي قد لا يقدرونها أو لا يعرفون طرق رعايتها! وما أنفع هذه الزراعة لإبصار حقائق الذات (ليبصروا هم ولا نرغمهم على الرؤية بشكل جارح) وهذا هو أثر الصديق الحقيقي، الزوج النبيل، الزوجة الصالحة، المعلم الكفء ...
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT25L6rrLwty-sHULeOxYB_p9gR3i5VNknf-NTpSiDFgDqdYHZhttp://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRbU7iQapOXsET0RuTD3l5eVeFstr2skplaKdV2_D-RQ1DVA6AX7rh8WzFkGg
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT25L6rrLwty-sHULeOxYB_p9gR3i5VNknf-NTpSiDFgDqdYHZ المربع الثالث:
ما أعرفه عن نفسي ولا يعرفه الآخرون عني "
قيم الإنسان ومبادئه ... "منطقة القناع"
¥