تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحاسة التي لا تنام ..]

ـ[نبض الأمل]ــــــــ[28 - 10 - 2010, 09:39 م]ـ

خلق الله تعالى العباد ومنحهم رعايته وفضله وأفاض عليهم من رحمته، واستخلفهم في الأرض يزودهم بكل أدوات الخلافة من تركيب خاص وتكوين لائق بذلك وتسخير للطاقات الكونية- ولذلك كان على البشرية جميعها أن تتفكر في آيات اللّه وبدائع خلقه، آثار صنعه، وتدركه بآثار قدرته وتستشعر عظمته برؤية حقيقة إبداعه، ومن ثم يخشاه الناس حقا ويعبدونه حقا بالمعرفة الدقيقة والعلم المباشر؛ حتى لا يركبهم الغرور، ويعرفوا أنهم هم الفقراء إلى اللّه وأن الله هو الغنى الحميد.

ومن بين هذه النعم التي تفضل الله بها على عباده نعمة السمع .... وسنحاول أن نبين بعض أسرارها، ونقف على جزء بسيط من هذه النعمة الغالية لنصل في النهاية إلى أن العلم الحديث ما زال يجهل الكثير عنها، ولم يعرف بعد من أسررها إلا القليل وصدق الله العليم إذ يقول {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} ...

ظاهرة انتقال الصوت:

ينتقل الصوت نتيجة اهتزازات جزيئات المادة… وكلما تكاثفت جزيئات المادة كلما كان الصوت أكثر سرعة، فمثلا نجد أن سرعة انتقالا الصوت في الهواء (340 متر في الثانية)، وهي أقل سرعة عنها في الماء (حيث يصل إلى 1435 متر في الثانية) بينما تزداد السرعة أكثر من ذلك في المعادن بحيث يصبح في الإمكان أن تضع الأذن على شريط القطار وتسمع صوت مجيئه من بعد عدة كيلومترات ... !!.

هل في مقدار الإنسان أن يسمع كل الأصوات التي من حوله؟

إن قوة سمع الإنسان لها طاقة محدودة، فهو يسمع الأصوات التي تتراوح ذبذباتها بين 16 إلى 20 ألف هزة في الثانية الواحدة ... وإذا زاد الصوت عن هذا المقدار فإنه لا يسمع شيئا، ولكن يحدث له شعور مزعج غير واضح قد يصل إلى درجة إيذاء الأذن ....

وهناك حيوانات تكون قوة سمعها أكثر حدة من الإنسان، فمثلا القطط تسمع الأصوات التي تصل ذبذباتها إلى 50 ألف هزة في الثانية ..... بينما نجد أن أعجب الحيوانات في هذا المجال هو الخفاش، وهو حيوان ليلي يعيش في الكهوف، وينشط أثناء الظلام؛ ولذلك فإن الرؤيا عنده لا قيمة لها، فحاسة السمع عنده عالية جدا، حيث يسمع التوترات العالية التي تصل إلى 130 ألف هزة في الثانية، فيقوم الخفاش بإرسال صرخات ما فوق الصوت، ثم تنعكس إليه ثانية فيسمعها بأذنيه الكبيرتين، ويقرر بكل دقة بُعد الأشياء والفريسة تماما. وكذلك يحدد بشكل رائع اتجاهها ..... وقد قلده البشر .... وقلده العلماء ودرسوا هذه الظاهرة، وكانت هي القاعدة الأساسية التي قاما عليها فكرة الرادار في اكتشاف الطائرات ..... فسبحان ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ......

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ….} الأنعام 38.

مصير الأصوات التي نسمعها:

في بساطة شديدة يصل الصوت إلى الأذن الخارجية التي تجمعه، لكي يصل إلى غشاء الطبلة، حيث يحدث اهتزازات على عظيمات السمع الموجودة في الأذن الوسطى التي تقوم بنقله إلى الأذن الداخلية، التي تتولى تفسيره ونقله بشكل سيالة عصبية إلى العصب السمعي ثم إلى المركز السمعي العام في الدماغ أي في الفص الصدغي.

تكوين الأذن:

يقول العلم الحديث: إن الجهاز السمعي يبدأ تخلقه منذ بداية الأسبوع الثاني للجنين، وهو في رحم أمه، ويكون ذلك على هيئة حفرة على جانبي الرأس، ثم تصبح حويصلة ثم تستطيل، ثم تتكون الأذن الداخلية، وبعد ذلك يتكون الدهليز السمعي، ثم تتصل بالعصب السمعي .... وبتقدم وسائل العلم ثبت أنه في إمكان الجنين أن يسمع الأصوات منذ الشهر الرابع، إنه عالم آخر تكفل به العليم الخبير.

وتتركب الأذن من ثلاثة أجزاء:

أولا: الأذن الخارجية: هي صيوان الأذن الذي يؤدي إلى قناة سمعية خارجية، تنتهي بطبلة الأذن، وتقوم الأذن الخارجية بعملية تجميع الأصوات.

- والقناة السمعية الخارجية يبلغ طولها 2.5 سم تقريبا، وتحتوى على الشعر في القسم الأمامي، وتحتوى أيضا على غدد صملاخية تفرز مادة الصملاخ لاصطياد (الغبار) وهي منحنية للأسفل حتى تخفف من وقوع الإصابة الخارجية بعكس ما لو كانت مستقيمة حتى لا يكون الأذى مباشرة على طبلة الأذن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير