[حكايات طريفة من رحلات ابن بطوطة]
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 12:50 ص]ـ
.
يقول ابن بطوطة رحمه الله:
كان ملكا في بلاد ما وراء النهر, يذكر أن هذا الملك وكان اسمه كبك كان تكلم يوماً مع الفقيه الواعظ المذكر بدر الدين الميداني فقال له: أنت تقول: إن الله ذكر كل شيء في كتابه العزيز. قال: نعم. فقال: أين اسمي فيه؟ فقال هو في قوله تعالى " في أي صورةٍ ما شاء ركبك " فأعجبه ذلك. وقال: يخشي، ومعناه بالتركية جيد. فأكرمه إكراماً كثيراً، وزاد في تعظيم المسلمين.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 08:51 م]ـ
.
يقول ابن بطوطة رحمه الله:
خبرت أن السلطان كولم , وهي بلدة في العراق وكان كافرا يعرف " بالتيروري " وكان معظما للمسلمين. وله أحكام شديدة على السراق والدعار.
ركب يوماً إلى خارجها، وكان طريقه فيما بين البساتين، ومعه صهره زوج بنته، وهو من أبناء الملوك، فأخذ حبة واحدة من العنبة سقطت من بعض البساتين. وكان السلطان ينظر إليه فأمر به عند ذلك، فوسط، وقسم نصفين، وصلب نصفه عن يمين الطريق، ونصفه الآخر عن يساره، وقسمت حبة العنبة نصفين، فوضع على كل نصفٍ منه نصف منها، وترك هنالك عبرة للناظرين.
ويقول ابن بطوطة رحمه الله:
مما شاهدت بكولم أن بعض الرماة العراقيين قتل آخر منهم، وفر إلى دار الآوجي وهو رافضي، وكان له مال كثير، وأراد المسلمون دفن المقتول، فمنعهم نواب السلطان من ذلك، وقالوا: لا يدفن حتى تدفعوا لنا قاتله فيقتل به. وتركوه في تابوته على باب الآوجي، حتى أنتن وتغير. فمكنهم الآوجي من القاتل، ورغب منهم أن يعطيهم أمواله، ويتركوه حياً، فأبوا ذلك وقتلوه. وحينئذ دفن المقتول.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 01:10 ص]ـ
.
يقول الرحالة ابن بطوطة رحمه الله:
ذكر لي: أن امرأة أتت القاضي " برهان الدين الموصلي "
وهو خارج من المسجد، ولم تكن تعرفه، فقالت له: يا شيخ، أين يجلس القاضي؟ فقال لها: وما تريدين منه؟ فقالت: إن زوجي ضربني، وله زوجة ثانية، وهو لا يعدل بيننا في القسم وقد دعوته إلى القاضي فأبى وأنا فقيرة ليس عندي ما أعطيه لرجال القاضي حتى يحضرونه بمجلسه، فقال لها: وأين منزل زوجك؟ فقالت: بقرية الملاحين خارج المدينة فقال لها: أنا أذهب معك إليه فقالت: والله ما عندي شيء أعطيك إياه فقال لها: لا آخذ منك شيئاً، ثم قال لها: اذهبي إلى القرية وانتظريني خارجها، فإني على أثرك. فذهبت كما أمرها وانتظرته، فوصل إليها وليس معه أحد، وكانت عادته أن لا يدع أحداً يتبعه فجاءت به إلى منزل زوجها فلما رآه قال: ما هذا الشيخ النحس الذي معك؟ فقال له: نعم والله أنا كذلك، ولكن أرض زوجتك. فلما طال الكلام، جاء الناس فعرفوا القاضي وسلموا عليه وخاف ذلك الرجل وخجل فقال له القاضي: لا عليك أصلح ما بينك وبين زوجتك فأرضاها الرجل من نفسه وأعطاهما القاضي نفقة ذلك اليوم وانصرف.
ـ[أحمد39]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 06:34 م]ـ
مشكور علي النقل أستاذ عز الدين القسام ياليت كل الرحلات:)
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 07:26 م]ـ
متابعون و بشغف أخي الدكتور:)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 08:07 م]ـ
مشكور علي النقل أستاذ عز الدين القسام ياليت كل الرحلات:)
بوركت أستاذ أحمد ..
كل الرحلات في كتاب ابن بطوطة ... أما الحكايات هنا فمنتقاه.
دمت بحفظ الله.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 08:09 م]ـ
متابعون و بشغف أخي الدكتور:)
شكرا لك أخي الدكتور مصطفى صلاح على المرور وحسن المتابعة.
بارك الله فيك وجزيت خيرا.
دمت في حفظ الله ورعايته.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 08:25 م]ـ
.
يقول ابن بطوطة رحمه الله:
شهدت مرة بمسجد عليّ: r في البصرة صلاة الجمعة، فلما قام الخطيب إلى الخطبة وسردها، لحن فيها لحناً كثيراً جلياً، فعجبت من أمره، وذكرت ذلك للقاضي حجة الدين. فقال لي: إن هذا البلد لم يبق به من يعرف شيئاً من علم النحو. وهذه عبرة لمن تفكر فيها. سبحان مغير الأشياء ومقلب الأمور. هذه البصرة التي إلى أهلها انتهت رياسة النحو، وفيها أصله وفرعه، ومن أهلها إمامه الذي لا ينكر سبقه، لا يقيم خطيبها خطبة الجمعة على دؤوبه عليها. ولهذا الجامع سبع صوامع، إحداها الصومعة التي تتحرك بزعمهم، عند ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه. صعدت إليها من أعلى سطح الجامع، ومعي بعض أهل البصرة، فوجدت في ركن من أركانها مقبض خشب مسمراً فيها، كأنه مقبض مملسة البناء. فجعل الرجل الذي كان معي يده في ذلك المقبض، وقال: " بحق رأس أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، تحركي، وهز المقبض، فتحركت الصومعة، فجعلت أنا يدي في المقبض وقلت له، وانا أقول: بحق رأس أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحركي، وهززت المقبض فتحركت الصومعة "
فعجبوا من ذلك. وأهل البصرة على مذهب السنة والجماعة، ولا يخاف من يفعل مثل فعلي عندهم، ولو جرى مثل هذا بمشهد الحسين، أو بالحلة، أو بالبحرين، أو قم، أو قاشان، أو ساوة، أو آوة، أو طوس، لهلك فاعله، لأنهم رافضة غالية. قال ابن جزي: قد عاينت بمدينة برشانة من وادي المنصورة من بلاد الأندلس حاطها الله صومعة تهتز من غير أن يذكر لها أحد من الخلفاء أو سواهم، وفي صومعة الجامع الأعظم بها، وبناؤها ليس بالقديم. وهي كأحسن ما أنت راء من الصوامع، حسن منظر واعتدالاً وارتفاعاً، لا ميل فيها ولا زيغ. صعدت إليها مرة، ومعي جماعة من الناس، فأخذ بعض من كان معي بجوانب جامورها وهزوها فاهتزت، حتى أشرت إليهم أن يكفوا فكفوا عن هزها.
¥