[موقفنا من الحضارة الغربية بين التبعية والاستقلال!!]
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 03:33 م]ـ
يحيربعض الكتاب الفضلاء أن يرى من بعض الخطباء من يحذر من الغزو الفكري الغربي ويدعو إلى أخذ الأهبة والاستعداد في مواجهته وعدم الاغترار بتقلبهم في الأرض حتى لا نهزم شر هزيمة نفسية نفقد على أثرها الهوية = ثم هو بعد خروجه من المسجد يركب السيارة الفارهة الغربية ويستخدم الجوال الغربي وغيرها من الصناعات التي نشأت في بلادهم ..
وللإجابة عن هذا نقول: إن الحضارة الغربية تقوم على جانبين:
الأول: فكري إيديولوجي .. والثاني: علمي تجريبي ..
فالأول ينبغي مقاومته وعدم الخضوع له بما نملك من فكر أصيل وعقائد راسخة صحيحة .. إلا ما وافق منه ديننا فنأخذ به ..
والثاني: لابد من أخذه والاستفادة منه وهو صناعاتهم وابتكاراتهم المفيدة .. وليس بين هذين من تناقض .. كما فهم ذلك طه حسين عفا الله عنه حين قال: لابد من أخذ الحضارة الغربية بخيرها وشرها وحلوها ومرها .. لأنه وجد تناقضا بين أن تأخذ بعضا وتترك بعضا
ولا تناقض بينهما في الحقيقة .. وعندي على ما أقول دليلان:
الأول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يلعن اليهود والنصارى محذرا من ضلالاتهم وشركهم .. لم يمنعه ذلك من أن يكون لباسه ولباس عامة أصحابه من صنع الروم .. كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية .. لأن هذه الصناعات -في رأيي-من الأمور المشتركة بين الناس عموما لايقوم عليها مبدأ الولاء والبراء إلا فيما اختصوا به وكان دليلا على التشبه بهم .. ولهذا لا يُتَعجب حين يستقل المسلم السيارة الأجنبية أو يقتني الآلة الغربية ... مادام مستقلا بشخصيته .. معتزا بهويته ..
الثاني: أن الملكة ايزابيلا التي عرف عنها العداء التام للعرب كانت تعشق حضارتهم في نفس الوقت .. وكانت تتعمد التكلم بالعربية وتلبس العباءات العربية المنسوجة من الحرير وتتكلم لغة الحضارة في ذلك الوقت (وهي العربية) .. ومع هذا لم يمنعها ذلك من أن تقاتل العرب بل وتحض على مقاتلتهم حتى أخرجتهم هي وزوجها الملك من آخر عقر لهم في الأندلس وهي غرناطة ..
فلماذا لم ينتقد الغربيون الملكة إيزابيلا أو يصفونها بالتناقض على أقل تقدير .. ؟؟!!!
ما ذلك -في تصوري-إلا لأنهم يعرفون بل ويدركون التفريق بين الأمور الإنسانية المشتركة وبين الأمور الخاصة المميزة لأفكارهم وإيديولوجياتهم التي تحفظ لهم هويتهم وحضارتهم ..
فكذلك ينبغي لنا -نحن المسلمين- أن نحفظ ديننا وفكرنا وحضارتنا دون الانزواء عن النظر في حضارة غيرنا وأخذ ما يفيدنا منها ..
وأن يكون منهجنا دائما هو (التميز والانفتاح) .. ننفتح على غيرنا بشرط ألا يفقد ذلك تميزنا ..
ونسأل أنفسنا بعد ذلك فنقول: هل إذا دعا بعض الغيورين إلى عدم الانبهار بالحضارة الغربية =وهو يقصد الانبهار الذي يفقد للمسلم الهوية ويجلب له الهزيمة النفسية = نتحير من دعوته ونستغرب من خطبته .. وننسبه إلى التناقض في طرحه وعقليته؟؟!!! الإجابة بالطبع: كلا وألف لا ..
وكتبه بيده الفانية:
أبو فراس
سامي الفقيه الزهراني ..
ـ[لاجئ1]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 04:15 م]ـ
تلك مرحلة انتهت يا أبا فراس
مرحلة الغزو الفكري وتصدير ثقافة القوي للضعيف طويت مع القرن المنصرم
أما اليوم فقد أصبحت ثقافة الغرب جزءا من واقعنا
فقدنا الثقة بأنفسنا وبلينا بحكام وأئمة وخطباء يسوقون لذلك الفكر العفن
وصلنا إلى مرحلة غدت فيها الرذائل مألوفة والفضائل غريبة مستنكرة
من يحمي نفسه من شرها متخلف متحجر
ومن يقاومها إرهابي شرير
هذا حال أمة ابتعدت عن كتاب ربها وسنة نبيها وانبهرت بفراعنة هذا الزمان
فالله المستعان وإليه المشتكى.
التوقيع: لاجئ
ـ[راسخ كشميري]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 04:38 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم، والمشكلة أننا ننبهر بسرعة كوننا لا نعلم تاريخنا العريق، ولم نطلع على ما استفاده الغرب من علم كان أساسه المسلمون، أسأل الله دائما وأبدا أن يعود المسلمون على ما كانوا عليه من تآلف وإخاء وود واتحاد، وأقصد بذلك الحكام بالتحديد ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 04:58 م]ـ
سلمت يمينك، أستاذ سامي.
أخي الأستاذ لاجئ1، لايزال في الأمة خير.
ـ[لاجئ1]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 10:23 م]ـ
¥