تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الرسالة الطالبانية!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 11 - 2010, 04:18 ص]ـ

والرسالة الطالبانية إلى الإدارة الأمريكية فيها من الحقائق الموضوعية التي تباشرها الحركة على أرض الواقع ما لا يعلمه كثير منا، وإن كان مهتما بالشأن الأفغاني.

وفيها إشارات إلى مسائل تشبه إلى حد كبير مسائل وقعت في أرض الرافدين فالاحتلال واحد والعمالة له على نفس النمط تقريبا، فالمنطقة الخضراء في كابول تحاكي نظيرتها في بغداد، أو العكس فذلك من التشبيه المقلوب!، فمنها:

محاولة اختزال حركة جهادية كاملة في مجموعة من المقاتلين الأجانب، فليس في المصرين رجال تقريبا!، والقوات التي تحشد بمئات الآلاف إنما تحارب مجموعات لا تتعدى المئات وكثير منهم أشباح لا تظهر إلا في خيال الإدارة الأمريكية التي أرعبت شعبها لتحمله على نقل المعركة الافتراضية إلى أرض العدو، فذلك مراد تيار المحافظين الجدد ذي الصبغة الدينية الذي سار خطوات حثيثة إبان العصر البائد لفرض طابعه الفكري والعقدي على مناطق النفوذ الإسلامي، فالإسلام هو العدو الرئيس الذي يناطح المشروع الكتابي: اليهودي النصراني المشترك، فسارع أولئك إلى تحقيق نصر مؤقت بفرض نفوذ عسكري على بلدين في نحو سنتين أو أقل، وهو ما أصابهم بسكرة النصر فبدأ الإعداد السريع والصريح لغزو بقية دول العالم الإسلامي لا سيما دول الجوار العراقي، فكان الدور على سوريا، كما قال رئيسها عقيب الغزو الأمريكي للعراق مباشرة، وهو ما يفسر، والله أعلم، دعمها المستتر ولو بتسهيل مرور المقاتلين إلى العراق مع أن كثيرا منهم يحمل أفكارا إسلامية تناقض ما عليه المؤسسة الحاكمة في سوريا وفي كل بلاد العالم العربي تقريبا، ولكن رباط المصلحة قد جمع، فالوحش الأمريكي السكر بنشوة النصر لم يعد يملك القدرة على المصانعة فصرح بأهدافه التي تعني تغيير كثير من الأنظمة الحاكمة في المنطقة بقوة السلاح العسكري أو الفكري، مع أن كثيرا منها ليس إسلامي النزعة، ولكنه قديم مستهلك فلا بد من ضخ دماء جديدة يكون أصحابها أشد ولاء لأمريكا ذات الصبغة الدينية، فمزيد من العلمانية المتطرفة في العالم الإسلامي على مستوى مراكز صنع القرار، كما هي الحال عندنا في مصر، وإن كان الأمر مختلفا على مستوى الأفراد فالإقبال على التدين أمر ظاهر رغم اشتداد الحرب على كل مظاهره وتلك سنة الرب، جل وعلا، القاضية بظهور دينه ولو كره الكافرون سواء أكانوا أصليين كنصارى مصر الذين يتميزون غيظا من دك الإسلام لحصونهم البشرية بعد دكه لحصونهم الفكرية من لدن دخل الإسلام مصر فأعداد المهتدين من إخواننا المسلمين الجدد تبشر، ولله الحمد والمنة، بانقراض دين المثلثة عباد الصلبان والباباوات، عما قريب، فالدين ظاهر ولو كره الكفار سواء أكانوا كفارا أصليين أم كانوا مرتدين قد استغلوا حالة الضعف العام للعالم الإسلامي والضغط الكبير على حكوماته فصار الجهر بما يعتمل في صدورهم أيسر من ذي قبل فلا ينشطون إلا إذا ضعف الجسد الإسلامي، والضعف الآن أظهر من ذي قبل، رغم ما تقدم من إقبال الأفراد على التدين، فلا زال الإشكال قائما لا سيما بعد تردي أحوال كثير من الدول الإسلامية بما فيها الدول البترولية الغنية، فمقابل هذا التطرف العلماني في الشرق يظهر التطرف الديني في معسكر العدو: من نصارى أمريكا الإنجيليين، ونصارى أوروبا الكاثوليك، ونصارى المشرق بكافة طوائفهم لا سيما الأرثوذكس، الذين أغراهم التقدم الأمريكي الحثيث في أول الأمر فحققوا مكاسب ما كانوا يحلمون بها من قبيل ما تتعرض له أخواتنا الآن في معتقلاتهم الكنسية فقد صار الأمر علانية بعد أن كان يقع سرا في نطاق ضيق لا سيما مع الحماية الأمنية الرسمية التي نسخت في السنين الأخيرة فارتفع من قاموس المؤسسة الأمنية حكم حماية المسلمات الجدد ولو برسم المواطنة العلماني، واستعجلوا مشروع التقسيم تأسيا بالنموذج السوداني، فالدور كان على مصر بعد سوريا، وهو، أيضا، والله أعلم، ما جعل بعض المحللين السياسيين ممن عاينوا الوضع في العراق، والعهدة على الراوي، يشير إلى نوع تعاون خفي بين مصر والمقاومة العراقية على ما بينهما من التباين الفكري الكامل الذي يصل إلى حد العداء السافر، ولكن رباط المصلحة أيضا قد يكون الجامع بينهما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير