تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لمن أراد الحصول على الجنسية الدنماركية!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 11 - 2010, 04:25 ص]ـ

http://www.islammemo.cc/akhbar/Africa-we-Europe/2010/11/17/111282.html

فهذه قيمة يدافع عنها أصحابها، فقد بذلوا في سبيلها ما بذلوا، فمع خستها فإنها مما استوجب ثورات دموية على تسلط الكنيسة على الشعب باسم الدين المحرف الذي يدعو إلى الزهد ورءوسه قد انغمسوا في شهوات جسدية خسيسة صارت مضرب المثل في التهتك في آداب النصرانية، وشهوات نفسانية أعمى أصحابَها الجاهُ والتسلط على البشر برسم الاستعباد والسخرة طمعا في نيل الخلاص بدخول ملكوت السماء، وهو ما بغض الدين إلى النفوس: فصار قرين الذل والسخرة فضلا عن مناقضته لبدائه العقول بفرض مقالات لا تثبتها عقول الأطفال فضلا عن عقول البالغين.

فصار لهذه الأمة مقررات فكرية تجعل سباحة النساء عاريات على شواطئ الدنمارك فضيلة ينافح عنها بل وتصير محنة يبتلى بها من أراد دخول جنان الحرية في الدنمارك!، فهذا مبلغهم من العلم وتلك فضائلهم التي تنقض ناموس النبوة بل والفطرة السوية، وهم معذورون بعين القدر فتلك حال كل من أعرض عن النبوة المحفوظة ففسد قلبه فلا عجب أن يفسد تصور من يستمد معلومه من غير مشكاة النبوة، ولا عجب بعد ذلك أن تفسد إرادته فيصير همه الأكبر وشغله الشاغل صيانة جناب العري!، وهل بعد الكفر ذنب فالتعري أيسر منه بكثير!، وقد صار أحد القيم الإنسانية التي تستحق الصبر عليها برسم: (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ)، فاصبروا على ما حققتموه من إقصاء للدين عن الحياة، ولو كان دينا باطلا له، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، أثر في حفظ القيم الأخلاقية التي أجمع العقلاء على حسنها، فصيرته العلمانية قيدا مانعا من الحرية التي بشرت بها، حرية: الشذوذ في امتحان هولندا، والعري في امتحان الدنمارك، ومنع من لا يصافح النساء من الحصول على الجنسية الفرنسية، والقسم على احترام قيم الشذوذ في قسم الولاء لنيل الجنسية الألمانية في إحدى مقاطعاتها، وتعذيب المجاهدين العرب في حرب البلقان بإجبار الكروات لهم على مشاهدة الأفلام الإباحية تحت تهديد السلاح، فلعهم كانوا يحاولون استصلاح أخلاقهم الرجعية ليصيروا أهلا لنيل الجنسية الكرواتية!، ولكل طريقته في امتحان الوافدين!.

وذلك، كما تقدم، من شؤم الإعراض عن النبوة، تصديقا وامتثالا، فهي معدن الفظرة السوية التي تجعل الستر والحشمة دليل كمال للعقل الذي يترفع عن وصف العري فهو سمة الحيوان الذي لا عقل له فأبى أولئك إلا التجرد من العقل قبل التجرد من الملابس، فمسلكهم هذا عدائي للآدمية وما امتاز به أفرادها من غريزة العقل قبل أن يكون عدائيا للإسلام وأهله، ولكنهم قوم قد انحطت دركتهم عن دركة البهائم فهي أرشد منهم مسلكا، فـ: (لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)، فمنها المسبح برسم: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)، بل منها ما يستحي من إتيان أنثاه علانية كما يقع من بعض ذكور تلك الأمم المنتكسة. وقد وصل التخاذل بدول من العالم الإسلامي لا سيما التي تملك شواطئ متميزة!، وصل إلى حد استضافة أولئلك لممارسة فجورهم طمعا في العملة الصعبة!، وحين أقرت فرنسا قانون منع النقاب في الأماكن العامة ولو للسائحات من دول إسلامية، وقد وقع بعدها حوادث اعتداء صريح بنزع النقاب من على وجوه بعضهن، حين أقرته فرنسا بحجة من جنس حجة الدنمارك فهو خطر على الثقافة الفرنسية وهي رائدة الحريات المطلقة فمنها انطلقت شرارة العلمانية الأولى، حين وقع ذلك، طالب بعض المسلمين ولو حمية بإلزام نسائهم بالنقاب أو حتى الاحتشام! حال دخولهم الدول العربية، من باب: المعاملة بالمثل، ولم تحظ هذه الفكرة بطبيعة الحال بالقبول في دوائر صنع القرار في دول ولاؤها الأول للمصالح المادية التي ضاقت دائرتها فلم تعد للمصالح القومية بل لمصالح أنظمة بل وأفراد بعينهم، فسياسات أمم بأكملها ترسم بناء على ما يوافق أهوائهم وأذواقهم ومصالحهم، فهم يشكلون طبقة تحكم بنفوذها ومالها لا بكفاءتها الشرعية أو حتى الدنيوية، وذلك عين توسيد الأمر إلى غير أهله الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجعله من علامات الساعة فـ: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).

وليت لنا حمية الدنماركيين في الدفاع عن قيمهم!.

وانتكاسة الفطرة الأخلاقية فرع على انتكاسة الفطرة الإيمانية التوحيدية، فقل أن يفسد الدين ولا يفسد الخُلُق، ولو كان صاحبه يزعم التدين، فكيف إن كان يعيش في مجتمعات تفاخر بما حققته من انحلال؟!.

وإلى الله المشتكى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير