تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من قمة الناتو الأخيرة]

ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 04:30 ص]ـ

http://www.islammemo.cc/akhbar/Asia-we-Australia/2010/11/22/111633.html

في اجتماع حلف شمال الأطلنطي طرحت المسألة الأفغانية على نحو يتجمل أصحابه لمحو آثار هزيمة وشيكة إن شاء الله، عز وجل، فطرحت خطة الانسحاب أو الفرار، إن شئت الدقة ابتداء من العام القادم إلى 2014، مع المسارعة بتدريب الجيش الأفغاني الهزيل ليتولى المهام القتالية بالنيابة عنهم، وهو جيش لا يستطيع الصمود أمام ضربات المقاومة، فقوات الناتو، وهي أكفأ منه وأحدث تسليحا، تتوجع من ضربات المقاومة التي تتميز بالدقة والغموض في نفس الوقت، فلا تعلم أعيان المقاومين، وذلك رسم حرب العصابات التي تتطلب نفسا طويلا، والمصابرة بين الفريقين امتدت تسع سنوات أو يزيد، والرب، جل وعلا، هو العليم متى تنتهي هذه المصابرة، ولا يشك مؤمن في صيرورة العاقبة للمتقين، بشرط أن يكونوا على رسم التقوى، فبقدر التقوى يكون الظهور على العدو، ومن أخطاء الحركات الإسلامية المعاصرة أيا كانت توجهاتها: جهادية أو سياسية أو علمية أو دعوية، من أخطائها: العجلة، وعدم تحرير النية والغاية ابتداء فيقع من الكدر ما يضيع فرحة الانتصار بل قد يذهب النصر بأكمله فينقلب نقمة لحظوظ نفس خفية تنصرف الهمم إلى تحصيلها دون أن يشعر أصحابها، فإذا هي معقد الولاء والبراء فله الرضا والسخط في الحقيقة، وللدين في الظاهر دون أن يدري صاحبه حقيقة الفخ الذي نصب له، وقد تكرر هذا الأمر في مواضع كثيرة، فكانت التجربة الأفغانية الفريدة في جهاد السوفييت، نصرا عظيما فرط أصحابه في معظم مكاسبه لتعدد الأهواء والمشارب، فنصر كثير من أهل الأهواء بل وظهرت لهم كرامات، نصروا على السوفييت فهم على أقل تقدير أقرب إلى الطريقة الشرعية المثلى من الكفار الأصليين، فينصرون عليهم بما معهم من إيمان، كما ذكر ذلك بعض المحققين من أهل العلم، مع وجود فئة مؤمنة خلصت نواياها، من الأفغان ومن غيرهم، بغض النظر عن التنظيمات الحركية التي ظهرت أسماؤها إلى الوجود بعد انتهاء الحرب، وكانت كأي تنظيمات بشرية، لا ترجوا عصمة فأصابت في أمور وأخطأت في أخرى، وكذلك الشأن في التجربة العراقية فقد ضيع حظ النفس قدرا عظيما من مكاسب جهاد الدفع المبارك في تلك الأرض، وقد كان على وشك تحقيق انتصار كبير، عطلته الصراعات البينية ولا تكون إلا عن حظ نفس، ومثل ذلك قد ظهرت آثاره أيضا، في حركات إسلامية دعوية وعلمية وحركية، فمحاولة احتكار الحق الخالص دون إبقاء أي قدر للمخالف أو حتى الموافق الذي يختلف معك في قدر يزيد أو ينقص، تلك المحاولة لا تكون إلا فرعا على حظ نفس غالب، وفد وصل الأمر أخيرا إلى حد الوشاية والوقيعة!، والغريب أن بعضا يتعبد الرب جل وعلا بذلك فيراه من تمام النصح لله ولرسوله ولأئمة المؤمنين وعامتهم؟!، مع التحفظ على إطلاق القول بأن الحق لا يوجد عند جماعة بعينها من الجماعات المعاصرة، فذلك صحيح بمقتضى انتفاء العصمة بعد قبض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالحق بعده مبثوث في أصحابه، رضي الله عنهم، فلا يخرج عن مجموعهم، وإن لم تثبت العصمة لجميعهم بل ولا لأحدهم، فليس ثم عصمة إلا بنبوة، وليس ثم نبوة بعد النبوة الخاتمة، وهذا الأمر مستمر حتى زماننا فالحق مبثوث بين مجتهدي الأمة وعلمائها فليس حكرا على أحدهم مهما عظم شأنه: علما وعملا، فذلك وجه صحيح، وأما محاولة استعمال هذا الإطلاق في تسويغ أي خلاف، والتهوين من شأنه، ولو كان في الأصول، والدعوة إلى غض الطرف عن أخطاء الآخرين استبقاء لمودتهم!، فذلك وجه باطل، ولو حسنت نية صاحبه فذلك الظن بكل من يعمل نصرة للديانة إلا من ظهر من قوله أو فعله ما يقطع بأنه صاحب هوى أو طالب لرياسة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير