تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سياسة تصفية العقول والعلوم]

ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 04:37 ص]ـ

http://www.islammemo.cc/hadath-el-saa/wath.../13/113099.html

http://www.islammemo.cc/hadath-el-saa/wath.../09/112912.html

وهي سياسة مطردة:

بعد اقتحام المغول الأوائل بغداد أجبر هولاكو الخليفة المستعصم على كتابة قائمة بأسماء العلماء والأثرياء، أو رجال الأعمال كما يطلق عليهم في زماننا، فبيدهم عصب الحياة، فتجاراتهم هي مستند المجتمع الاقتصادي، وتم ذبح العلماء، وتعذيب التجار ليدلوا على أموالهم التي اصطفاها هولاكو فتم تدمير البنية التحتية لأي أمة: العلم والمال:

بالعلم والمال يبني الناس مُلكهم ******* لم يُبنَ مُلك على جهل وإقلال

فضلا عما فعلوه بمكتبة بغداد، وهو راجع كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين إلى إحساس المغول بأنهم أقزام أمام علوم الإسلام، وإن ظهروا على أهل الإسلام، فلا زالوا أمة تعيش طفولة حضارية، كما يقول ذلك الفاضل، بل إنهم همج لم تصل حضارتهم أبدا إلى مرحلة البلوغ إلا بعد اعتناقهم الإسلام، على ما كان منهم من انحرافات علمية وعملية، ولكن إسلامهم أمر ثابت ومتواتر في الجملة، وبه ارتقوا من درك الحيوانية والهمجية الذي كانوا فيه إلى درجة البشر، وذلك فعل الإسلام بأعدائه في مقابل فعلهم بأهله إذا تمكنوا منهم فليس ثم إلا سيف الاستئصال، ومع ذلك يلمز سيف الإسلام: سيف العدل والرحمة، بأنه سيف جور وقسوة، وهو الذي كان سببا في تهذيب أديان وطبائع أمم كثيرة دخلت فيه أفواجا أو جاورته كما كانت الحال في الأندلس، فإنها كانت سببا في تثقيف العقل الأوروبي الذي كان نبلاؤه فضلا عن عوامه يفتخرون بأنه أميون لا يقرأون ولا يكتبون، والتاريخ لنا، والحاضر لهم، بما نقلوه عنا من أصول العلوم التجريبية، فاقتضت السنة الكونية أن يظهروا لهجرانهم الدين الكنسي المبدل وأخذهم بأسباب المدنية من العلوم التجريبية، وأن نتأخر لهجراننا حكم الدين الصحيح وطرائق العلم التجريبي، والسنة الكونية لا تنحاز لأمة ولو كانت وارثة النبوة.

وفي قرطبة: حرق 80 ألف كتاب في يوم واحد.

وفي غرناطة: فعل خمنيس الكاردينال الكاثوليكي الشهير بحقده الدفين على دين المسلمين، فعل ما قد علم بكتب بيوتات غرناطة الزاهرة، والأعداد قد اختلف فيها المؤرخون من المتقدمين والمتأخرين، وأقل تقدير بعشرات الألوف!.

وفي طرابلس الشرق: حرق الصليبيون 3 ملايين كتاب بعد اقتحامها.

ومن الاحتلال المعاصر: ما فعله الإيطاليون الكاثوليك الفاشيست بأهل الكفرة بعد احتلالها، فقتل العلماء كالعادة، وعبث القوم بالمكتبة السنوسية، وكانت مكتبة علمية عظيمة، فاستعملها أرباب الحضارة والمدنية التي تناطح الحضارة الإسلامية بل تفوقها! كما يقول السفيه بيرلسكوني، استعملوها في إيقاد النيران لطهي الطعام!، ونقل ما تبقى منها في أربعين شاحنة وعلى ظهور أعداد كبيرة من الجمال، وتمت كالعادة سرقة أعداد كبيرة منها، ونقلت إلى إيطاليا، كما فعل المحتل في العصر الحديث، فقد سرق المحتلون وعكف المستشرقون على الجهد الفكري المسروق، ونسبه كثير منهم إلى أنفسهم، فكانوا، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، أذكى من أسلافهم الذين كانوا أكثر همجية فلم تطق نفوسهم رؤية التميز العلمي للمسلمين، فلم يكن ثم سبيل لإطفاء نيران ذلك الحقد الدفين إلا بإيقادها في علوم الإسلام فكانت الجناية العظيمة على النوع الإنساني بأكمله، لا المسلمين وحدهم، فتلك ثمرة عقول خير أمة أخرجت للناس، فخيرها الديني والدنيوي يعم سائر البشر، والتاريخ خير شاهد على ذلك فإن المسلمين لم يبخلوا بعلومهم على أحد، فبذلوا الدين لمن طلبه، بل جيشوا الجيوش لإزالة كل عائق يحول بين الأمم وبين الدين التوحيدي الخاتم، وبذلوا علوم الدنيا لمن خالفهم وجامعات قرطبة خير شاهد على ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير