تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله، قرر نيلسون أن يتقبل الواقع، ولم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى على الرغم أنه يزداد كل يوم قوة وكبر حجمًا، لكنه قرر ذلك وبهذا استطاع المالك الثري أن يروض الفيل نليسون تمامًا.

وفي إحدى الليالي عندما كان نيلسون نائمًا ذهب المالك مع عماله وقاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة لكرة صغيرة مصنوعة من الخشب، مما كان من الممكن أن تكون فرصة لنيلسون لتخليص نفسه، ولكن الذي حدث هو العكس تمامًا.

فقد تبرمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل وتسبب له الآلام والجراح، وكان مالك حديقة الحيوانات يعلم تمامًا أن الفيل نيلسون قوي للغاية، ولكنه كان قد تبرمج بعدم قدرته وعدم استخدامه قوته الذاتية.

وفي يوم زار فتى صغير مع والدته وسأل المالك:

هل يمكنك يا سيدي أن تشرح لي كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول تخليص نفسه من الكرة الخشبية؟

فرد الرجل: بالطبع أنت تعلم يا بني أن الفيل نيلسون قوي جدًا، ويستطيع تخليص نفسه في أي وقت، وأنا أيضًا أعرف هذا، ولكن والمهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك ولا يعرف مدى قدرته الذاتية

ما المستفاد من هذا المثل؟

معظم الناس تبرمج منذ الصغر على أن يتصرفوا بطريقة معينة ويعتقدوا اعتقادات معينة، ويشعروا بأحاسيس سلبية معينة، واستمروا في حياتهم بنفس التصرفات تمامًا مثل الفيل نيلسون وأصبحوا سجناء في برمجتهم السلبية، واعتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على ما يستحقون في الحياة.

فنجد نسب الطلاق تزداد في الارتفاع والشركات تغلق أبوابها والأصدقاء يتخاصمون وترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والقرحة والصراع المزيف والأزمات القلبية ...

كل هذا سببه عدم تغيير الذات، عدم الارتقاء بالذات.

حتمي ولا بد:

إن التغيير أمر حتمي ولا بد منه، فالحياة كلها تتغير والظروف والأحوال تتغير حتى نحن نتغير من الداخل، فمع إشراقة شمس يوم جديد يزداد عمرك يومًا، وبالتالي تزداد خبراتك وثقافاتك ويزداد عقلك نضجًا وفهمًا، ولكن المهم أن توجه عملية التغيير كي تعمل من أجل مصلحتك أكثر من أن تنشط للعمل ضدك.

إن الفيل نيلسون كمثال، تغير هو نفسه فازداد حجمًا وازداد قوة، وتغيرت الظروف من حوله فتبدلت الكرة الحديدية الكبيرة إلى كرة خشبية صغيرة، ومع ذلك لم يستغل هو هذا التغيير ولم يوجهه، ولم يغير من نفسه التي قد أصابها اليأس ففاتته الفرصة التي أتته كي يعيش حياة أفضل.

مغزى القصة!

إن الله تعالى قد دلنا على الطريق إلى الارتقاء بأنفسنا وتغيير حياتنا إلى الأفضل فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].

ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا على الكيفية التي نغير بها أنفسنا، فقال صلى الله عليه وسلم: 'ومن يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله'.

وقال صلى الله عليه وسلم: 'إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ومن يتحرى الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه'.

فكل واحد فينا من الممكن بل من السهل أن يتغير للأفضل، ولكلما ازداد فهمك لنفسك وعقلك أكثر كلما سهل عليك التغير أكثر وهذا ما تحرص عليه هذه الحلقات أن تمنحك أدوات التغيير لنفسك ولعقلك، ولكن من المهم أن تتذكر دائمًا أن التغيير يحدث بصفة مستمرة، وأنك إن لم تستطيع توجه دفة التغير للأفضل فستتغير للأسوأ قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر:37].

فهو إما صعود أو هبوط؛ إما تقدم أو تأخر، إما علو أو نزول.

المصدر

قصة وجدتها عبر الشبكة ووضعتُ لها صورة من جوجل محاكاة كذلك للدكتور اسماعيل " جزاه الله خيرا " وأختي الحبيبة أحاول أن المبدعة وفقها الله.

ـ[المشاور]ــــــــ[19 - 11 - 2010, 11:31 ص]ـ

السلام عليكم

انا عضو جديد على المنتدى .. واعجبتني هذه النافذة .. واقدم شكري وعرفاني للاخت زهرة متفائلة على هذه الفوائد

علما انني استاذنها في انني استخدمها في دروسي في المساجد لانها قيمة جدا .. مع كل اعتزازي بجميع الاعضاء والمشرفين والزوار .. وتقبلوا تحياتي

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 11 - 2010, 12:48 م]ـ

السلام عليكم

أنا عضو جديد على المنتدى .. وأعجبتني هذه النافذة .. وأقدم شكري وعرفاني للأخت زهرة متفائلة على هذه الفوائد

علما أنني أستأذنها في أنني استخدمها في دروسي في المساجد لأنها قيمة جدا .. مع كل اعتزازي بجميع الأعضاء والمشرفين والزوار .. وتقبلوا تحياتي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: المشاور

جزاك الله خيرا على ما تفضلتم به ـ في الحقيقة ـ لكم أن تنقلوا بلا حرج، لا يحتاج هذا الأمر إلى إذن، يفرحنا بل يسعدنا أن يستفاد مما نلقي هنا وأن يلقى له صدًى، بارك الله فيكم وفيما تنشرون من الخير ونفع بكم الأمة الإسلامية، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، وثقل الله به موازين أعمالكم، وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه / اللهم آمين، نسأل الله القبول.

جزى الله ـ في الحقيقة ـ كتّاب هذه الأسطر والقصص خير الجزاء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير