وفي حرب البوسنة: كان النصارى الأرثوذكس يحتفظون بقوائم للعلماء والدعاة بل وأئمة المساجد، فكانوا أول غرض نالته سهامهم ذبحا وتعذيبا، كما قد علم، ومن بعدهم جاء الساسة والمفكرون وأساتذة الجامعات، فهم عماد الأمة الفكري، بل وشملت التصفية: أصحاب الحرف والصناعات فهم عماد الإنتاج في أي أمة، فكان المراد، أيضا، تدمير البنية التحتية البشرية للأمة البوسنوية المسلمة.
وفي العراق شملت التصفية: العلماء وأئمة المساجد وطلبة العلم وأساتذة الجامعات الذين فروا إلى دول الجوار وإلى أوروبا وأصحاب المهن المتميزة كالأطباء والمهندسين وأصحاب الخبرات العسكرية كالطيارين الذين شملتهم التصفية المذكورة.
وخطط أهل الباطل لا تختلف وإن تنوعت الآلات وتفاوتت في وحشيتها تبعا لهمجية الأمة الغالبة ومقدار ما كمن في قلبها من حقد وغل على الأمة المغلوبة، وتأمل ذلك في مقابل مسلك الأمة المسلمة في فتوحاتها ومدى ما يبذل لأهل البلاد المفتوحة من أمان في الدين والدم والعرض وتقريب لأصحاب الكفاءات العلمية فالحكمة ضالة المؤمن، والتاريخ خير شاهد على ذلك أيضا.
ومن أبرز ملامح المخطط التخريبي لعقول المسلمين كما يرصد بعض الفضلاء المعاصرين: الحيلولة بينهم وبين مصادر العلم الديني أو التجريبي، ومحاولة السيطرة عليهم ثقافيا، بالغزو الفكري، كما هي الحال في زماننا، فعبث بالمناهج الدراسية تحت سمع وبصر الساسة الذين يباركون الجهد العلمي المتميز للجان الغربية التي تخطط لإفساد أديان الناشئة، وتمييع الثوابت الشرعية والأخلاقية، وتحجيم القدرات العلمية التجريبية، كما تحجم سائر قدرات الدول الإسلامية: المادية والمعنوية، فللتسليح حد معين، وللاقتصاد حد مثله يصل أحيانا إلى التجويع أو شراء الولاء برغيف الخبز!، وللعلم حد ثالث، ومن نبغ فإما أن يشترى وإما أن يصفى! كما حصل لعلماء العراق.
ومما يثير الدهشة: مدى الدقة في رصد أنشطة المجتمع المسلم من داخله حتى وصل الأمر إلى إعداد قوائم بأسماء العلماء وأئمة المساجد ..... إلخ وهو ما يدل على مدى تغلغل الأجهزة الاستخبارية في عمق المجتمعات الإسلامية ومن صوره:
ما ذكره موقع مفكرة الإسلام من اهتمام أمريكا بمتابعة النشاط الديني في مساجد مصر عن طريق عملاء يتظاهرون بالإسلام ويجيدون اللغة العربية وذلك ما يمكنهم من رصد الأمر على أرض الواقع وكذلك الشأن في حادثة مماثلة في الجزائر تم القبض فيها على رجل يتظاهر باعتناق الإسلام، وهو إسباني إن لم تخني الذاكرة، كان يتجول في مساجد الجزائر لرصد النشاط الديني فيها، أيضا، وليس ذلك تعزيزا لنظرية المؤامرة، وإنما هو رصد لصورة من صور النشاط الاستخباري في بلادنا، فلهم عملاء فيها سواء أكانوا منهم أم خونة منا أو من الأقليات الدينية أو المذهبية، كما ظهر في الآونة الأخيرة من مراسلات بين أفراد من الكونجرس وبعص النصاري عندنا في مصر حول الاضطهاد الديني كشفها بعض الفضلاء عندنا في برنامج تليفزيوني شهير على فضائية الجزيرة، وذلك النشاط مما ينبغي التنبه له والتحذير منه لا سيما في حق من يتولى مناصب حساسة أو يعمل في هيئات ومؤسسات سيادية سواء أكانت دينية أم دنيوية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 06:21 ص]ـ
دائماً مواضيعك تحوي الكثير من الفائدة أخي العزيز
اهتمام أمريكا بمتابعة النشاط الديني في مساجد مصر عن طريق عملاء يتظاهرون بالإسلام ويجيدون اللغة العربية وذلك ما يمكنهم من رصد الأمر على أرض الواقع وكذلك الشأن في حادثة مماثلة في الجزائر تم القبض فيها على رجل يتظاهر باعتناق الإسلام، وهو إسباني إن لم تخني الذاكرة، كان يتجول في مساجد الجزائر لرصد النشاط الديني فيه
الأمر لايحتاج يا أخي كل هذه المشقة وهذا الجهد والخسارة في المال والرجال في تجنيد عملاء من الخارج
فجنيهات معدودة كفيلة بتجنيد عشرات العملاء من الداخل يقومون بالواجب وأكثر