تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

53 أحدهما لو كانت حرف جر لقيل حتى ماء بالجر والرواية بالرفع على الابتداء والخبر والعدول إلى العمل في محل الجملة نوع من التعليق وهو غير مناسب لأن حروف الجر لا تعلق بفتح اللام عن العمل بدخولها على الجمل وإنما تدخل على المفردات أو ما في تأويلها والثاني إن حتى هذه ليست حرف جر لوجوب كسر همزة إن بعدها في نحو قولك مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه بكسر إن ولو كانت حرف جر لفتحت الهمزة وفاء بالقاعدة وهي أنه إذا دخل الحرف الجار على أن فتحت همزتها نحو قوله تعالى ذلك بأن الله هو الحق فلما لم تفتح الهمزة علمنا أنها ليست جارة وفي كل من هذين الدليلين نظر أما الأول فلأنهما لا يسميان ذلك تعليقا وإنما يقولان الجملة بعد حتى في محل جر على معنى أن تلك الجملة في تأويل مفرد مجرور بها لا على معنى أن تلك الجملة باقية على جمليتها غير مؤولة بالمفرد لا يقال حقيقة التعليق أن يمنع من العمل لفظا لمجيء

54 ما له صدر الكلام وهو مفقود هنا لأنا نقول ذاك في أفعال القلوب وأما تعلق حروف الجر فبأن تدخل على غير مفرد أو ما في تأويله أو تدخل على مفرد ولا تعمل فيه شيئا وأما الثاني فلأن مدعاهما في أنها عاملة في المحل لا في اللفظ ولذلك لم تفتح همزة إن بعدها والجملة الثانية مما لا محل له الواقعة صلة لاسم موصول نحو قام أبوه من قولك جاء الذي قام أبوه فجملة قام أبوه لا محل لها لأنها صلة الموصول والموصول له محل بحسب ما يقتضيه العامل بدليل ظهور الإعراب في نفس الموصول نحو لننزعن من كل شيعة أيهم أشد في قراءة النصب ونحو ربنا أرنا اللذين أضلانا

55 وذهب أبو البقاء إلى أن المحل للموصول وصلته معا كما أن المحل للموصول الحرفي مع صلته وفرق الأول بأن الاسم يستقبل بالعامل والحرف لا يستقبل أو الواقعة صلة لحرف يؤول مع صلته بمصدر نحو عجبت مما قمت أي من قيامك فما موصول حرفي على الأصح وقمت صلته والموصول وصلته في موضع جر بمن وأما الصلة وهي قمت وحدها فلا محل لها من الإعراب لأنها صلة موصول وكذا الموصول الحرفي وحده لا محل له لانتفاء الإعراب في الحرف الجملة الثالثة المعترضة بين شيئين متلازمين وهي إما للتسديد بالسين المهملة أي التقوية أو التبيين وهو الإيضاح ولا يعترض بها إلا بين الأجزاء المنفصل بعضها من بعض المقتضي كل منهما الآخر فتقع بين الفعل وفاعله كقوله وقد أدركتني والحوادث جمة أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل

56 أو مفعوله كقوله وبدلت والدهر ذو تبدل هيفا دبورا بالصبا والشمأل وبين المبتدأ والخبر كقوله وفيهن والأيام يعثرن بالفتى نوادب لا يمللنه ونوائح أو ما هما اصله كقوله إن سليمى والله يكلؤها ضنت بشيء ما كان يرزؤها وبين الشرط وجوابه نحو قوله تعالى فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار وبين الموصول وصلته كقوله ذاك الذي وأبيك يعرف مالكا والحق يدفع ترهات الباطل

57 وبين أجزاء الصلة نحو جاء الذي جوده والكرم زين مبذول وبين المجرور وجاره اسما كان نحو هذا غلام والله زيد أو حرفا نحو اشتريته بوالله الف درهم وبين الحرف وتوكيده نحو ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت

58 وبين قد والفعل نحو أخالد قد والله أوطأت عشوة وبين الحرف ومنفيه نحو فلا وأبي دهماء زالت عزيزة وبين القسم وجوابه والموصوف وصفته ويجمعهما فلا أقسم بمواقع النجوم الآية وإنه لقسم لو تعلمون عظيم وفي هذه الآية

59 اعتراض في ضمن اعتراض وذلك لأن قوله تعالى إنه لقرآن كريم جواب القسم وهو قوله تعالى فلا أقسم بمواقع النجوم وما بينهما أي بين لا أقسم وجوابه والذي بينهما هو وإنه لقسم لو تعلمون عظيم اعتراض لا محل له من الإعراب وفي أثناء هذا الاعتراض الذي هو وإنه لقسم لو تعلمون عظيم اعتراض آخر وهو قوله تعالى لو تعلمون فإنه معترض بين الموصوف وصفته وهما قسم عظيم على طريق اللف والنشر على الترتيب فالاعتراض في هذه الآية بجملة واحدة في ضمنها جملة ويجوز الاعتراض بأكثر من جملة خلافا لأبي علي الفارسي في منعه من ذلك ومن الاعتراض بأكثر من جملة قوله تعالى قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم فالجملة الاسمية هي والله أعلم بما وضعت بإسكان التاء والفعلية هي وليس الذكر كالأنثى معترضتان بين الجملتين المصدرتين بأني وليس منه أي من الاعتراض بأكثر من جملة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير