تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

85 حيث كونها منكورة مجهولة أو بمعنى فعل فالزماني نحو زيد مبكر يوم الجمعة والمكاني نحو زيد جالس أمام الخطيب فالظرفان متعلقان باسم الفاعل لما فيه من معنى الفعل ومثال وقوعه أي الظرف المكاني صفة بعد النكرة المحضة مررت بطائر فوق غصن ففوق غصن صفة لطائر ومثال وقوعه حالا بعد المعرفة المحضة رأيت الهلال بين السحاب فبين السحاب حال من الهلال ومثال وقوعه محتملا لهما أي للوصفية والحالية بعد غير المحض يعجبني الثمر بالمثلثة فوق الأغصان ورأيت ثمرة بالمثلثة يانعة فوق غصن ففوق في المثالين يحتمل الوصفية والحالية أما الأول فلأنه وقع بعد المعرف بأل الجنسية وهو قريب من النكرة فإن راعيت معناه جعلت الظرف صفة له وإن راعيت لفظه جعلته حالا منه أما الثاني فلأنه وقع بعد النكرة الموصوفة ب يانعة والمنكر الموصوف قريب من المعرفة فإن لم تكتف بالصفة جعلت الظرف صفة ثانية وإن اكتفيت بها جعلته حالا من النكرة الموصوفة

86 ومثال وقوعه خبرا نحو والركب أسفل منكم في قراءة السبعة نافع ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي بنصب أسفل فأسفل ظرف مكان خبر عن الركب ومثال وقوعه صلة ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته فمن بفتح الميم اسم موصول وعنده صلتها ومثال رفعه الفاعل الظاهر زيد عنده مال فمال فاعل عنده لأنه اعتمد على مخبر عنه هذا هو الراجح ويجوز تقديرهما أي الظرف والمرفوع بعده مبتدأ مؤخرا وخبرا مقدما والجملة خبر زيد والرابط بينهما الهاء من عنده

87 وكذا الحكم إذا وقع بعد نفي او استفهام نحو أعندك زيد وما عندك زيد فيأتي في زيد وجهان ويأتي في نحو عندك زيد المذهبان المتقدمان فيما إذا لم يعتمد الظرف على شيء ووقع بعده مرفوع فمذهب البصريين إلا الأخفش وجوب رفعه على الابتداء والظرف خبر مقدم ومذهب الكوفيين والأخفش جواز رفعه على الفاعلية لأنهم لا يشترطون الاعتماد

89 الباب الثالث في تفسير كلمات كثيرة يحتاج إليها المعرب

91 النوع الأول ما جاء على وجه واحد لا غير وهو أربعة أحدها قط بفتح القاف وتشديد الطاء وضمها في اللغة الفصحى فيهن وهي اللغة الأولى والثانية فتح القاف وتشديد الطاء مكسورة على أصل التقاء الساكنين والثالثة إتباع القاف للطاء في الضم والرابعة تخفيف الطاء مع الضم والخامسة تخفيف الطاء مع السكون وهي في اللغات الخمس ظرف لاستغراق ما مضى من الزمان ملازم للنفي تقول هذا الشيء ما فعلته قط أي لم يصدر مني فعله في جميع أزمنة الماضي واشتقاقها من القط وهو القطع فمعنى ما فعلته قط ما فعلته فيما انقطع من عمري لانقطاع الماضي عن الحال والاستقبال فلا تستعمل إلا في الماضي وقول العامة لا أفعله قط لحن أي خطأ لأنهم استعملوها في

92 المستقبل وذلك مخالف للوضع والاشتقاق وسماه لحنا لما فيه من تغيير المعنى يقال للمخطيء لاحن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب الثاني عوض بفتح أوله وإهماله وسكون ثانيه وتثليث آخره واعجامه وهو ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان غالبا ويسمى الزمان عوضا لأنه كلما ذهبت مدة عوضتها مدة أخرى أو لأنه أي الزمان يعوض ما سلب في زعمهم الفاسد واعتقادهم الباطل وهو ملازم للنفي تقول أنت هذا الشيء لا أفعله عوض أي لا يصدر مني فعله في جميع أزمنة المستقبل وهو مبني فإن أضفته أعربته ونصبته على الظرفية فقلت لا أفعله عوض العائضين كما تقول دهر الداهرين ومن غير الغالب ما ذكره ابن مالك في التسهيل من أن عوض قد يرد للماضي فيكون بمعنى قط وأنشد عليه قوله

93 فلم أر عاما عوض أكثر هالكا وكذلك أي ومثل عوض في استغراق المستقبل أبدا تقول فيها ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان إلا أنها لا تختص بالنفي ولا تبنى كقوله تعالى خالدين فيها أبدا الثالث مما جاء على وجه واحد أجل بسكون اللام وفتح الهمزة والجيم ويقال فيها بجل بالموحدة وهو حرف موضوع لتصديق الخبر مثبتا كان الخبر أو منفيا يقال في الإثبات جاء زيد وفي النفي ما جاء زيد فتقول في جواب كل منهما تصديقا للمخبر اجل أي صدقت هذا قول الزمخشري وابن مالك وجماعة وقال المصنف في المغنى أنها ك نعم فتكون حرف تصديق بعد الخبر ووعد بعد الطلب وإعلام بعد الاستفهام فتقع بعد نحو قام زيد وما قام زيد واضرب زيدا وأقائم زيد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير