تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهي طريقة الخواص العارفين بالله المراد أن صهيبا رضي الله عنه من هذا القسم أي من

130 قسم الخواص وهو أن سبب خوفه من الله تعالى وتعظيمه وأنه لو قدر أي فرض خلوه عن الخوف لم تقع منه معصية فكيف والخوف مع ذلك حاصل له وهذه المسألة كالمستثناة من حكم لو وهو أنها إذا دخلت على مثبت صيرته منفيا وإذا دخلت على منفي صيرته مثبتا وكذا حكم جوابها ومن هنا أي من أجل أنه لا يلزم من امتناع المقدم امتناع التالي في نحو لو لم يخف الله لم يعصه تبين فساد قول المعربين أن لو حرف امتناع للجواب لامتناع الشرط والصواب أنها لا تعرض لها إلى امتناع الجواب أصلا ولا إلى ثبوته وأنما لها تعرض لامتناع الشرط فقط فإن لم يكن للجواب سبب سوى ذلك الشرط لا غير بحيث لا يخلفه غيره لزم من انتفائه أي الشرط انتفاؤه أي الجواب نحو لو كانت الشمس طالعة لكان النهار موجودا فيلزم من انتفاء الشرط وهو طلوع الشمس انتفاء الجواب وهو وجود النهار وإن خلف الشرط غيره بأن كان له أي للجواب سبب آخر غير الشرط لم يلزم من انتفائه أي الشرط انتفاء الجواب ولا ثبوته لأنها لا تعرض إلى امتناع الجواب ولا إلى ثبوتة نحو لو كانت الشمس طالعة كان الضوء موجودا فأنه لا يلزم من انتفاء طلوع الشمس انتفاء وجود الضوء ولا ثبوته ومنه قول عمر رضي الله عنه نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه وتقدم توجيهه الأمر الثاني مما دلت عليه لو في المثال المذكور وهو ولو شئنا لرفعناه بها إن ثبوت المشيئة من الله تعالى مستلزم لثبوت الرفع ضرورة لأن المشيئة سبب للرفع والرفع سبب عنها وثبوت السبب مستلزم لثبوت المسبب

131 وهذان المعنيان المعبر عنهما بالأمرين قد تضمنتهما أي شملتهما العبارة المذكورة وهي قوله حرف يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه دون عبارة المعربين وهي قولهم حرف امتناع لامتناع فإنها لا تتضمنها الوجه الثاني من أوجه لو أن تكون حرف شرط في المستقبل مرادفا لأن الشرطية إلا أنها أي لو لا تجزم على المشهور كقوله تعالى وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فلو هنا شرطية بمنزلة إن أي إن تركوا أي شارفوا وقاربوا أن يتركوا وإنما احتاج إلى التفسير الثاني لأن الخطاب للأوصياء أو لمن يحضر الموصي حالة الايصاء وإنما يتوجه الخطاب إليهم قبل الترك لأنهم بعده أموات قاله المصنف في المغني ونحو قول الشاعر وهو توبة صاحب ليلى الأخيلية

132 مستلزم لثبوت المسبب ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ومن دون رمسينا من الأرض سبسب أي وإن تلتقي واثبات الياء دليل على أن لو غير جازمة وزعم قوم أن الجزم بها مطردة وخصه ابن الشجري بالشعر الوجه الثالث من أوجه لو أن تكون حرفا مصدريا أي مؤولا مع صلته بمصدر مرادفا لأن المصدرية إلا أنها أي لو لا تنصب كما تنصب أن وأكثر وقوعها بعد ود ودوا لو تدهن فيدهنون أي ودوا الإدهان وبعد يود نحو يود أحدهم لو يعمر أي التعمير ومن القليل قول قتيلة للنبي ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق أي منك

133 ووقوع لو مصدرية قال به الفراء والفارسي والتبريزي وأبو البقاء وابن مالك من النحويين وأكثرهم لا يثبت هذا القسم وهو وقوع لو مصدرية حذرا من الاشتراك وتخرج الآية الثانية ونحوها على حذف مفعول الفعل الذي قبلها وهو يود وحذف الجواب بعدها أي يود أحدهم التعمير لو يعمر ألف سنة لسره ذلك ولا يخفي ما في هذا التقدير من كثرة الحذف الوجه الرابع من أوجه لو أن تكون حرفا للتمني بمنزلة ليت إلا أنها لا تنصب ولا ترفع نحو فلو أن لنا كرة فنكون فلو للتمني أي فليت لنا كرة قيل ولهذا أي تكون لو للتمني نصب فنكون في جوابها كما انتصبت فأفوز في جواب ليت بأن مضمرة بعد الفاء وجوبا في قوله تعالى يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما هكذا استدلوا ولا دليل لهم في هذا الاستدلال لجواز أن يكون النصب في فنكون بأن مضمرة جوازا بعد الفاء وأن الفعل في تأويل مصدر معطوف على كرة مثله في قوله وهو الشخص المسمى ميسون أم يزيد بن معاوية وكانت بدوية ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير