تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

139 وقال ابن عصفور إذا أجيب القسم بماض معنى مثبت لا منفي متصرف لا جامد فإن كان المعنى قريبا من الحال جئت قبل الفعل الماضي باللام وقد جميعا منحو تالله لقد قام زيد وفي التنزيل تالله لقد آثرك الله علينا وإن كان المعنى بعيدا من الحال جئت قبل الفعل الماضي باللام فقط كقوله وهو امرؤ القيس حلفت لها بالله حلفة فاجر لناموا فما إن من حديث ولا صال قال المصنف في المغنى والظاهر في الآية والبيت عكس ما قال إذ المراد في الآية لقد فضلك الله علينا بالصبر وذلك محكوم له به في الأزل وهو متصف به مذ عقل والمراد في البيت أنهم ناموا قبل مجيئه انتهى

140 وزعم جار الله الزمخشري في كشافه عندما تكلم على قوله لقد أرسلنا نوحا في تفسير سورة الأعراف أن قد الواقعة مع لام القسم تكون بمعنى التوقع وهو الانتظار لأن السامع يتوقع الخبر وينتظره عند سماع المقسم به هذا معنى كلام الزمخشري ولفظه فإن قلت فما بالهم لا يكادون ينطقون بهذه اللام إلا مع قد وقل عنهم نحو قوله حلفت بالله البيت قلت الجملة القسمية لا تساق إلا توكيدا للجملة المقسم عليها التي هي جوابها فكانت فطنة لمعنى التوقع الذي هو معنى قد عند استماع المخاطب كلمة القسم انتهى ولا ينافي ذلك كونها للتقريب قال في التسهيل وتدخل على فعل ماض متوقع لا يشبه الحرف لتقريبه من الحال انتهى واحترز بقوله لا يشبه الحرف من الفعل الجامد نحو نعم وبئس وافعل التعجب فلا تدخل عليها قد لأنها سلبت الدلالة على المضي الوجه السادس من أوجه قد التقليل بالقاف وهو ضربان الأول تقليل وقوع الفعل نحو قولهم في المثل قد يصدق الكذوب وقد يجود البخيل فوقوع الصدق من الكذوب والجود من البخيل قليل

141 والثاني تقليل متعلقه أي متعلق الفعل نحو قوله تعالى قد يعلم ما أنتم عليه فمتعلق الفعل العلم بما هم عليه أي أن ما هم منطوون عليه من الأحوال والمتعلقات هو أقل معلوماته وزعم بعضهم أنها أي قد في ذلك أي في قوله تعالى قد يعلم ما أنتم عليه للتحقيق لا للتقليل كما تقدم في قوله وقد تدخل على المضارع نحو قوله تعالى قد يعلم ما أنتم عليه وزعم هذا البعض أيضا أن التقليل في المثالين وهما قد يصدق الكذوب وقد يجود البخيل لم يستفد من لفظ قد بل من نفس قولك البخيل يجود ومن قولك الكذوب يصدق فإنه أي الشأن إن لم يحمل على أن صدور ذلك أي الجود من البخيل والصدق من الكذوب قليل على جهة الندور كان متناقضا لأن البخيل والكذوب صيغة مبالغة تقتضي كثرة البخل والكذب فلو كان كل من يجود ويصدق بدون قد يقتضي كثرة الجود والصدق لزم تدافع الكثيرين لأن آخر الكلام وهو البخيل والكذوب يدفع أوله وهو يجود ويصدق

142 الوجه السابع من أوجه قد التكثير قاله سيبويه في قوله وهو الهذلي قد أترك القرن مصفرا أنامله كأن أثوابه مجت بفرصاد والقرن بكسر القاف الكفء في الشجاعة والأنامل جمع أنمله وهي رأس الأصبع ومجت بالبناء للمفعول أي رميت يقال مج الرجل من فيه إذا رمى به والفرصاد بكسر التاء التوت الأحمر وقاله الزمخشري أي قال إنها ترد للتكثير في قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء والكثرة هنا في متعلق الفعل لا في نفسه وإلا لزم تكثير الرؤية وهي قديمة وتكثير القديم باطل عند أهل السنة

143 النوع السابع ما يأتي من الكلمات على ثمانية أوجه وهو الواو وذلك أي الانحصار في الثمانية أن لنا واوين يرتفع ما بعدهما من الاسم والفعل المضارع وهما واو الاستئناف وهي الواقعة في ابتداء كلام آخر غير الأخير نحو قوله تعالى لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء برفع نقر فالواو الداخلة عليه واو الاستئناف فإنها لو كانت للعطف على نبين لا تنصب الفعل الداخلة عليه وهو نقر كما نصب في قراءة أبي زرعة وعاصم في رواية المفضل والواو الثانية واو الحال وهي الداخلة على الجملة الحالية اسمية كانت أو فعلية وتسمى واو الابتداء أيضا نحو قولك جاء زيد والشمس طالعة ونحو دخل زيد وقد غربت الشمس وسيبويه يقدرها بإذ لأنها تدخل على الجملتين بخلاف إذا لاختصاصها بالجملة الفعلية على الأصح

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير