تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

149 عند الله خير والثالث شرطية زمانية وغير زمانية فالأولى نحو قوله تعالى فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم أي استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم والثانية نحو قوله تعالى وما تفعلوا من خير يعلمه الله والرابع استفهامية نحو قوله تعالى وما تلك بيمينك يا موسى ويجب في الاستفهامية حذف ألفها إذا كانت مجرورة نحو قوله تعالى عم يتساءلون فناظرة بم يرجع المرسلون الأصل عن ما وبما فحذفت الألف فرقا بين الاستفهامية والخبرية وسمع إثباتها على الأصل نثرا وشعرا فالنثر كقراءة عيسى وعكرمة عما يتساءلون بإثبات الألف والشعر كقول حسان رضي الله عنه على ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في دمان

150 فالدمان كالرماد وزنا ومعنى إلا أن حذف الألف هو الأجود وإثباتها لا يكاد يوجد ولهذا أي ولأجل أن ما الاستفهامية تحذف ألفها إذا جرت رد الكسائي على المفسرين قولهم في قوله تعالى بما غفر لي ربي إنها استفهامية وجه الرد أن نفي اللازم يستلزم نفي الملزوم وكون ما الاستفهامية مدخول حرف الجر ملزوم لحذف الألف وحذف الألف لازم فإذا ثبتت الألف فقد انتفى اللازم وإذا انتفى اللازم وهو حذف الألف انتفى الملزوم وهو كون ما استفهامية وإذا انتفى كون ما استفهامية ثبت نقيضه وهو كونها غير استفهامية وجوابه يؤخذ مما تقدم قال في الكشاف ويحتمل أن تكون ما استفهامية أعني بأي شيء غفر لي ربي فطرح الألف أجود وإن كان إثباتها جائزا يقال قد علمت بما صنعت هذا وبم صنعت انتهى وعلى وجوب حذف الألف إنما جاز إثبات الألف في لماذا فعلت لأن ألفها صارت حشوا بالتركيب مع ذا وصيرورتها كالكلمة الواحدة فأشبهت ما الاستفهامية في حال تركيبها مع ذا الموصولة في وقوع ألفها حشوا لصيرورة الموصول مع صلته كالشيء الواحد والخامس نكرة تامة غير محتاجة إلى صفة وذلك واقع في ثلاثة مواضع في كل منها خلاف يذكر أحدها الواقعة في باب نعم

151 وبئس إذا وقع بعدها اسم أو فعل فالأول نحو قوله فنعما هي والثاني كقولك نعم ما صنعت فما في المثالين نكرة تامة منصوبة المحل على التمييز للضمير المستتر في نعم المرفوع على الفاعلية والمخصوص بالمدح في المثال الأول مذكور أي نعم شيئا هي وفي المثال الثاني محذوف والفعل والفاعل صفته أي نعم شيئا شيء صنعته والخلاف في الأول ثلاثة أقوال وفي الثاني عشرة أقوال أتركها خوف الإطالة والموضع الثاني من المواضع الثلاثة قولهم إذا أرادوا المبالغة في الإكثار من فعل إني مما أن أفعل فخبر إن محذوف ومن متعلقة به وما نكرة تامة بمعنى أمر وأن وصلتها في موضع جر بدل من ما أي إني مخلوق من أمر ذلك الأمر هو فعلي كذا وكذا وزعم السيرافي وابن خروف وتبعهما ابن مالك ونقله عن سيبويه أن ما معرفة تامة بمعنى الأمر وأن وصلتها مبتدأ والظرف خبره والجملة خبر إن أي إني من الأمر فعلى كذا وكذا والأول أظهر وذلك لأنه على سبيل المبالغة مثل وخلق الإنسان من عجل جعل الإنسان لمبالغته في العجلة كأنه مخلوق منها ويؤيده أن بعده فلا

152 تستعجلون وقيل العجل الطين بلغة حمير ورصده المصنف في شرح بانت سعاد بأن ذلك لم يثبت عند علماء اللغة والموضع الثالث وهو آخرها التعجب نحو ما أحسن زيدا فما نكرة تامة مبتدأ وما بعدها خبرها أي شيء حسن زيدا وهذا القول هو قول سيبويه وجوز الأخفش أن تكون موصولة وأن تكون نكرة ناقصة وما بعدها صلة أو صفة والخبر محذوف وجوبا مقدر بعظيم ونحوه وذهب الفراء وابن درستويه إلى أنها استفهامية وما بعدها الخبر والسادس نكرة موصوفة بعدها كقولهم أي العرب مررت بما معجب لك أي شيء معجب لك ومنه أي ومن وقوع ما نكرة موصوفة في قول قال به الأخفش والزجاج والزمخشري نعم ما صنعت فما نكرة ناقصة فاعل نعم وما بعدها صفتها أي نعم شيء صنعته ومنه ايضا ما أحسن زيدا عند الأخفش في أحد احتماليه أي شيء موصوف بأنه حسن زيدا عظيم فحذف الخبر كما تقدم عنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير