تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المشترك فيقول التاء أو الضمير فاعل وأما ما صار بالحذف على حرف واحد فلا بأس بذلك

169 فتقول في م مبتدأ حذف خبره لأنه بعض أيمن وفي ق من نحو قولك ق نفسك فعل أمر لأنه من الوقاية فإن كان موضوعا على حرفين نطق به فتقول من اسم استفهام وما أشبه بذلك ولا يحسن أن ينطق عن الكلمة بحروف هجائها ولا يقال الميم والنون اسم استفهام ولذلك كان قولهم أل في أداة التعريف أقيس من قولهم الألف واللام وينبغي أن يجتنب المعرب أن يقول في حرف من كتاب الله تعالى إنه زائد تعظيما له واحتراما لأنه يسبق إلى الأذهان ان الزائد هو الذي لا معنى له أصلا وكلامه سبحانه منزه عن ذلك لأن ما من حرف فيه إلا وله معنى صحيح ومن فهم خلاف ذلك فقد وهم وقد وقع هذا الوهم بفتح الهاء مصدر وهم بكسرها إذا غلط الإمام فخر الدين الرازي خطيب الري قال الكافيجي فإن قلت من اين علم المصنف أن هذا الوهم وقع للإمام فخر الدين الرازي قلت من أمرين الأول أنه نقل إجماع الأشاعرة على عدم وقوع المهمل في كلام الله تعالى وهو عين الإجماع على عدم وقوع الزائد فيه إذ الزائد بهذا المعنى هو عين المهمل فلو لم يقع له هذا الوهم لما احتاج إلى التعرض لهذا الإجماع والثاني أنه حمل ما في قوله تعالى فبما رحمة على أنها

170 استفهامية بمعنى التعجب كقوله تعالى ما لي لا أرى الهدهد فأشار المصنف إلى الأول بقوله فقال الفخر الرازي المحققون من المتكلمين وهم الأشاعرة على أن المهمل لا يقع في كلام الله تعالى لترفعه عن ذلك واشار إلى الثاني بقوله فأما ما في قوله تعالى فبما رحمة فيمكن أن تكون استفهامية للتعجب والتقدير فبأي رحمة يعني زائدة انتهى كلام الفخر الرازي والظاهر أن هذا الوهم لا يقع لواحد من العلماء فضلا عن أن يقع لمثل الإمام الرازي وإنما أنكر إطلاق القول بالزائد إجلالا لكلام الله تعالى وللملازمة لباب الأدب كما هو اللائق بحاله وأما حمل ما في قوله فبما رحمة يمكن أن تكون استفهامية بمعنى التعجب على سبيل الجواز والإمكان الذي قاله المعربون وعبارة بعضهم قيل ما زائدة للتوكيد وقيل نكرة وقيل موصوفة برحمة وقيل غير موصوفة ورحمة بدل منها فهو بمعزل عن الدلالة على وقوع الوهم منه بمراحل انتهى كلام الكافيجي ولما فرغ المصنف من نقل كلام الإمام الرازي وتوجيهه وأراد إبطاله وبيان تعريف الزائد قال والزائد عند النحويين هو الذي لم يؤت به إلا لمجرد التقوية والتوكيد لا إن الزائد عندهم هو المهمل كما توهمه الإمام

171 الرازي وأنت قد علمت أن الإمام الرازي بريء من ذلك والتوجيه المذكور للإمام الرازي في الآية باطل لأمرين أحدهما أن ما الاستفهامية إذا خفضت وجب حذف ألفها فرقا بين الاستفهام والخبر نحو عم يتساءلون وما في الآية ثابتة الألف ولو كانت استفهامية لحذفت ألفها لدخول حرف الخفض عليها وأجيب بأن حذف ألف ما الاستفهامية إذا دخل الخافض اكثري لا دائمي فيجوز إثباتها للتنبيه على إبقاء الشيء على أصله وعورض بأن إثبات الألف لغة شاذة لا يحسن تخريج التنزيل عليها والأمر الثاني أن خفض رحمة حينئذ أي حين إذ قال إن ما الاستفهامية يشكل على القواعد لأنه أي خفض رحمة لا يكون بالإضافة إذ ليس في أسماء الاستفهام ما يضاف إلا أي عند النحاة الجميع وكم عند أبي إسحق الزجاج ولا يكون خفضها بالإبدال من ما وذلك لا يجوز لأن المبدل من اسم الاستفهام لا بد أن يقترن بهمزة الاستفهام إشعارا بتعلق معنى الاستفهام بالبدل قصدا واختصت الهمزة بذلك لأنها أصل الباب ووضعها على حرف واحد نحو كيف أنت اصحيح أم سقيم ورحمة لم تقترن بهمزة الاستفهام فلا تكون بدلا من ما ولا يكون خفضها على أن تكون رحمة صفة ل ما لأن ما لا توصف إذا كانت شرطية أو استفهامية وكل ما لا يوصف لا يكون له صفة فوجب ألا يكون صفة لما ولا يكون خفضها

172 على أن تكون رحمة بيانا أي عطف بيان على ما لأن ما لا توصف وكل ما لا يوصف لا يعطف عليه عطف بيان كالمضمرات عند الأكثرين وللإمام الرازي أن يقول لما كانت ما على صورة الحرف نقل الإعراب منها إلى ما بعدها فجرت بالحرف على حد مررت بالضارب على القول باسمية ال وهو الأصح وكثير من النحاة المتقدمين يسمون الزائد صلة لكونه يتوصل به إلى نيل غرض صحيح كتحسين الكلام وتزيينه وبعضهم يسميه مؤكدا لأنه يعطي الكلام معنى التأكيد والتقوية وبعضهم يسميه لغوا لا لغاية أي عدم اعتباره في حصول الفائدة به لكن اجتناب هذه العبارة الأخيرة في التنزيل واجب لأنه يتبادر إلى الأذهان من اللغو الباطل وكلام الله تعالى منزه عن ذلك وفي هذا القدر الذي ذكره المصنف كفاية لمن تأمله فإن التأمل أصل في إدراك الأمور كلها فلذلك نص على التأمل في ختم الكتاب كما فعل في افتتاحه حيث قال تقتضي بمتأملها جادة الصواب والله الموفق والهادي إلى سبيل الخيرات بمنه وكرمه سأل الله التوفيق والهداية إلى طريق الخير بمنه وكرمه كما فعل في أول الكتاب حيث قال ومن الله استمد التوفيق والهداية إلى اقوم طريق بمنه وكرمه فختم كتابه بما ابتدأ به

173 والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين قال مؤلفه خالد بن عبد الله الأزهري فرغت من تسويد هذه النسخة ثالث شوال سنة ثمان وتسعين وثمانمائة شوال سنة ه جعله الله خالصا موجبا للفوز لديه ونفع به كما نفع بأصله إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير