الله تعالي , وإبداعه في خلقه , وقدرته علي إفناء الخلق وإعادته من جديد , ومن ثم فلا يجوز تفسيرها في ضوء من معطيات العلوم الحديثة وذلك بدعوي انطلاق الكتابات العلمية من منطلقات مادية , منكرة لكل ماهو فوق المدرك المحسوس.
أما الموسعون فيرون أن القرأن الكريم يشتمل علي جميع العلوم والمعارف , ولابد لحسن فهم ذلك من تفسيره علي ضوء ماتجمع لدي الإنسان من رصيد علمي خاصة في مجال العلوم البحتة والتطبيقية , ومن ثمن فقد قاموا بتبويب آيات الكونيات في كتاب الله وتصنيفها حسب التصانيف المعروفة في مختلف مجالات تلك ; العلوم , وقد تميز ذلك بشيء من التكلف الذي أدي الي رفض المنهج والوقوف في وجهه.
أما المعتدلون فيرون أنه مع التسليم بأن الاشارات الكونية في القرآن الكريم قد وردت في معرض التذكير بقدرة الله , وبديع صنعه , فانها تبقي بيانا من الله , خالق الكون ومبدع الوجود , ومن ثم فهي كلها حق مطلق. ولا غرابة إذن من إنسجامها مع قوانين الله وسننه في الكون , ومع معطيات العلوم الحديثة عن حقائق هذا الكون , كذلك فأنهم يرون أنه مع التسليم بأن تلك الاشارات لم ترد في القرأن الكريم بهدف التبليغ بالحقيقة العلمية , لأن الحكمة الإلهية قد اقتضت ترك ذلك لاجتهاد الإنسان علي مر الزمن , إلا أنها تتميز بالدقة المتناهية في التعبير , والثبات في الدلالة , والشمول في المعني بحيث يدرك فيه كل جيل مايتناسب ومستوياتهم الفكرية , وماوصلوا إليه من علوم عن الكون ومافيه , ثم ان تلك الدلالات تتميز كلها بالسبق الي الحقيقة الكونية قبل ان تدرك الكشوف العلمية شيئا منها بقرون طويلة , وهذا في حد ذاته يمثل الإعجاز العلمي للقرأن الكريم الذي هو أحد أوجه الإعجاز العديدة في كتاب الله , ولكنه يبقي من أنسبها لعصر التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه لتثبيت إيمان المؤمنين , ودعوة الجاحدين من مختلف صور المشركين والكافرين والضالين , في زمن تحول فيه العالم الي قرية كبيرة , مايحدث في أحد أركانها يتردد صداه في بقية أرجائها , ولا يأمن أهل الحق أن يصيبهم ماأصاب الأمم الضالة من عقاب , أو أن يجرفهم تيار الحضارة المادية فيذيبهم في بوتقتها فيخسرون بذلك الدنيا والآخرة , وطوق النجاة في الجالتين الاعتزاز بالاسلام العظيم , والتمسك بالقرأن الكريم الذي يتجلي إعجازه العلمي في عصر العلم الذي نعيشه.