تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[نردين]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 01:26 م]ـ

جعلها الله في موازين حسناتك

ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 10 - 2006, 02:33 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

جزاك الله خيرا على دعائك الطيب، وجعله في موازين حسناتك.

وأعتذر عن الانقطاع خلال الفترة الماضية لظروف خاصة.

وعودة للمنظومة:

إذ شرع الناظم، رحمه الله، في بيان الإدغام فقال:

والثان: إدغام بستة أتت ******* في (يرملون) عندهم قد ثبتت

وبداية مع تعريف الإدغام:

فهو لغة: الإدخال، يقال أدغمت اللجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه، وأدغمت الميت في اللحد إذا جعلته فيه.

واصطلاحا: التقاء حرف ساكن (وهو النون الساكنة أو التنوين) بمتحرك (وهو أحد حروف الإدغام)، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عنه ارتفاعة واحدة.

والعلاقة بين التعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي، واضحة، فصورة المسألة: إدغام أو إدخال حرف في حرف، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا، لأن الساكن إذا أدغم في متحرك، آل اللفظ إلى النطق بحرف مشدد، فالحرف المشدد، في لغة العرب، هو عبارة عن حرفين أولهما ساكن، وثانيهما متحرك، فالدال في لفظ دابة، على سبيل المثال، هي دالان، أولاهما ساكنة، والثانية متحركة، فكأن أصل الكلمة: (ددابة)، بدالين ساكنة ومتحركة، كما تقدم، والله أعلم.

ومن تعاريفه الموجزة: النطق بالحرفين كالثاني مشددا، وهذا تعريف جيد، مع وجازته، لأن حقيقة الإدغام تؤول إلى ذلك، فإدغام النون الساكنة في الياء، على سبيل المثال، كما في قوله تعالى: (من يقول)، يؤول عند النطق إلى النطق بياء مشددة، فجسم الحرف الساكن، قد أدغم في جسم الحرف المتحرك، فزالت حركة اللسان به، فلم نعد نحتاج لحركتين: حركة اللسان بالحرف الساكن، ثم حركته بالحرف المتحرك، وإنما يكفينا في هذه الحالة حركة واحدة ينتج عنها النطق بالحرف الثاني مشددا، فالأمر هنا خلاف الإظهار، هناك إبقاء كامل لجسم الحرف الساكن، (النون الساكنة أو التنوين)، وهنا زوال كامل لجسم الحرف، بإدغامه في تاليه المتحرك، وإن بقي أثر الحرف، في حالة الإدغام بغنة، كما سيأتي إن شاء الله.

وحروف الإدغام ستة يجمعها (يرملون)، من الرمل، وهو الإسراع في المشي، وهو سنة من سنن طواف القدوم، فقط، دون أي طواف آخر، كالإفاضة والوداع، ويكون في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، ويسن للرجال دون النساء لئلا ينكشف شيء من أجسادهن، بسببه، والله أعلم.

ثم قسم الناظم، رحمه الله، حروف الإدغام إلى قسمين أولهما:

لكنها قسمان قسم يدغما ******* فيه بغنة (بينمو) علما

فالقسم الأول: هو حروف الإدغام بغنة، ويجمعها لفظ: (ينمو).

وسبق تعريف الغنة بأنها: (صوت لذيذ مركب في جسم النون والتنوين)، ولا عمل للسان فيه، لأن مخرجه الخيشوم.

والغنة، كما سبق، صفة ملازمة للنون والتنوين والميم إذا سكنت، وأقواها غنة النون، ويلحق بها بطبيعة الحال، غنة التنوين، لأن التنوين في حقيقة لفظه، نون ساكنة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

ومعنى الإدغام بغنة: أننا سوف ندغم النون الساكنة أو التنوين في حروف الإدغام بغنة، ولكن هذا الإدغام لن يكتمل، لأن جسم النون سوف يزول بلا إشكال، ولكن صفتها، وهي الغنة، لن تزول، فكأن جسم الحرف زائل وأثره باق، وهذا الأثر الباقي هو المانع من اكتمال الإدغام، وعليه اصطلح العلماء على تسمية هذا الإدغام بـ: (الإدغام الناقص)، وعلله الشيخ الضباع، رحمه الله، بقوله: (لأن دخول الغنة نقصه عن كمال التشديد)، فالحرف المشدد الناتج من عملية الإدغام لن يكون كامل التشديد، بل سيضعف تشديده ببقاء الغنة، والله أعلم.

ومسوغ الإدغام في حالة النون: التماثل، التقاء متماثلين، (أي نون مع نون، أو ميم مع ميم أو لام مع لام .......... )، فكأن هذا الإدغام يؤول في النهاية إلى إدغام، سيأتي بيانه إن شاء الله، يسمى: (إدغام المثلين، وبالتحديد الصغير في هذه الحالة لتسكين الأول وتحريك الثاني)، وعلى هذا فهو غير مختص بالنون الساكنة فقط، وإنما يشمل أي حرفين متماثلين، والله أعلم.

ومنه:

قوله تعالى: (من نور).

وقوله تعالى: (يومئذ ناعمة).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير