تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 01:22 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

عذرا، أيها الكرام، على الانقطاع خلال الفترة الماضية، وعودة إلى المنظومة

إذ شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أحكام المد الجائز، فبدأ بـ "المد المنفصل":

وجائز مد وقصر إن فصل ******* كل بكلمة وهذا "المنفصل"

فالمد المنفصل، كالمتصل، يشترط فيه وقوع الهمز بعد حرف المد، ولكن في المنفصل يلزم أن يكون حرف المد في آخر كلمة، والهمز في أول الكلمة التالية، أي أنه لا يقع إلا من كلمتين منفصلتين، خلاف المتصل الذي يقع من كلمة واحدة كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

ومن أمثلته:

قوله تعالى: (بما أنزل)، فحرف المد، الألف، وقع في آخر كلمة "بما"، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أنزل".

قوله تعالى: (قوا أنفسكم)، فحرف المد، الواو، وقع في آخر كلمة "قوا"، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أنفسكم".

قوله تعالى: (في أمها)، فحرف المد، الياء، وقع في آخر كلمة "في"، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أمها".

وكما هو الحال في المتصل، فإن القراء متفاوتون في المنفصل على قدر مراتبهم في التحقيق والترتيل والتوسط والحدر أيضا.

فأطولهم مدا: "ورش" و"حمزة"، رحمهما الله، وقدر بثلاث ألفات، فهما أطول الناس مدا في بابي المتصل والمنفصل، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، والله أعلم.

ثم عاصم، رحمه الله، بألفين وألفين ونصف.

ثم ابن عامر الشامي والكسائي، رحمهما الله، بألفين.

ثم ابن كثير والسوسي، رحمهما الله، بألف فقط، وهذا أقل ما ورد في هذا النوع، والله أعلم.

يقول الشيخ الضباع رحمه الله:

وهذه الرتبة الأخيرة، "أي رتبة ابن كثير والسوسي رحمهما الله"، عارية عن المد الفرعي، وهي الخامسة الزائدة على المتصل.

فهي لا مد فرعي فيها أصلا، وإنما يقتصر فيها على المد الطبيعي.

ويواصل الشيخ، رحمه الله، فيقول:

والحاصل: أن المد المنفصل والمتصل اتفقا في الزيادة، وتفاوتا في النقص، فلا يجوز فيهما الزيادة على ست حركات، ولا يجوز نقص المتصل عن ثلاث حركات ولا المنفصل عن حركتين.

ثم إن المد المنفصل لا يجري حكمه المتقدم من اعتبار المراتب إلا في الوصل، فلو وقف القارئ على حرف المد عاد إلى أصله وسقط المد الزائد لعدم موجبه.

بتصرف يسير من "منحة ذي الجلال" ص98_99.

بمعنى أنه إذا وقف القارئ، على سبيل المثال، على: (بما)، في قوله تعالى: (بما أنزل)، وكان ممن يمد المنفصل، فإنه لا يمد، لأن هذا المد لا يثبت إلا في حالة الوصل فقط، وبطبيعة الحال، هذا الوقف غير متصور في المد المتصل، لأنه يقع في كلمة واحدة، ولا يتصور أن يقف القارئ على جزء كلمة إلا لعارض طارئ لا يصح إطلاق الوقف عليه أصلا، فهو خلاف الوقف الاضطراري على آخر كلمة لقصر النفس أو ما شابه ذلك، والله أعلم.

ثم شرع الناظم، رحمه الله، في الكلام على المد العارض بالسكون، فقال:

ومثل ذا إن عرض السكون ******* وقفا كـ "تعلمون"، "نستعين"

ويندرج في المد العارض للسكون، مد اللين العارض للسكون، لاشتراكهما في السكون وقفا لا وصلا، فهو يقع في حالة إذا ما كان حرف المد أو حرف اللين، هو الحرف قبل الأخير في الكلمة، وتبعهما حرف متحرك، فلما وقف القارئ على الحرف المتحرك سكن، فنجم عن ذلك التقاء ساكنين، أحدهما أصلي وهو: سكون حرف المد، (الذي يكون دائما ساكنا موافقا لجنس حركة الحرف الذي يسبقه)، أو حرف اللين، (الذي يكون ساكنا ما قبله مفتوح)، والآخر عارض وهو: سكون الحرف الأخير في الكلمة، وهو أصلا متحرك، إلا أن القارئ لما وقف عليه سكنه، والتقاء الساكنين سواء كان أحدهما أصلي والآخر عارض كما في هذه الصورة، أو كان كلاهما أصلي كما في المد اللازم، أمر مستقبح في لغة العرب، فيجتنب بالمد، وعليه يمد القارئ هنا: المد العارض للسكون، أو مد اللين العارض للسكون، ويكون مقدار المد: 2 أو 4 أو 6 حركات، ومن ذلك:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير