تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكذا قوله تعالى: (إيمانا): حيث تقدم الهمز على ياء المد، وأصل الكلمة: (إأمانا)، بهمزة مكسورة يليها همزة ساكنة، فناسب أن تقلب الهمزة الثانية إلى ياء مد ساكنة، فأصبح اللفظ: "إيمانا".

وقوله تعالى: (أوتي): حيث تقدم الهمز على واو المد، وأصل الكلمة: أأتي، بهمزة مضمومة يليها همزة ساكنة، فناسب أن تقلب الهمزة الثانية إلى واو مد ساكنة، فأصبح اللفظ: "أوتي".

ومقدار هذا المد، عند غير ورش رحمه الله، حركتان، فهو كالمد الطبيعي، والله أعلم.

ملاحظة:

قد يجتمع مد البدل مع مد آخر في نفس الموضع، وعليه يقال بأنه: إذا اجتمع سببان للمد قدم أقواهما، فعلى سبيل المثال:

يقدم المد المنفصل على مد البدل في قوله تعالى: (رءا أيديهم)، فـ "ألف المد" في "رءا"، مسبوقة بهمزة، وهذا هو سبب مد البدل، ومتبوعة بهمزة "أيديهم"، التي وقعت في الكلمة التالية، وهذا هو سبب المد المنفصل، فيقدم المنفصل على البدل لأنه أقوى منه، والله أعلم.

وكذا في قوله تعالى: (وجاءوا أباهم)، فـ " واو المد" في "جاءوا"، مسبوقة بهمزة، وهذا هو سبب مد البدل، ومتبوعة بهمزة "أباهم"، التي وقعت في الكلمة التالية، وهذا هو سبب المد المنفصل، فيقدم المنفصل على البدل لأنه أقوى منه، والله أعلم.

ويقدم المد المتصل على مد البدل في قوله تعالى: (ورئاء الناس)، فـ " ألف المد" في "رئاء"، مسبوقة بهمزة، وهذا هو سبب مد البدل، ومتبوعة بهمزة وقعت في نفس الكلمة، وهذا هو سبب المد المتصل، فيقدم المتصل على البدل لأنه أقوى منه، والله أعلم.

ويقدم المد اللازم على مد البدل في قوله تعالى: (ءآمين)، فـ " ألف المد" في "ءآمين"، مسبوقة بهمزة، وهذا هو سبب مد البدل، ومتبوعة بسكون أصلي، هو سكون أولى ميمي الميم المشددة الواقعة بعد حرف المد، وهذا هو سبب المد اللازم، فيقدم اللازم على البدل لأنه أقوى منه.

بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص105_106.

ثم شرع الناظم، رحمه الله، في الكلام على المد اللازم، وهو أقوى المد، وأعلاها مقدارا، فقال:

ولازم إن السكون أصلا ******* وصلا ووقفا بعد مد طولا

فالمد اللازم، كما يظهر من البيت السابق، شرطه: أن يأتي بعد حرف المد السكون، وهو السبب الثاني من أسباب المد، فخرج بذلك المد المتصل والمنفصل لأن حرف المد فيهما يأتي بعده السبب الأول من أسباب المد وهو الهمز، ولكن هذا السكون مقيد بكونه "أصليا"، أي أنه من نفس بنية الكلمة لا عارض عليها بسبب الوقف، فخرج بهذا القيد المد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون لأن السكون التالي لحرف المد فيهما سكون عارض نتيجة الوقف كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وهو ما أكده الناظم، رحمه الله، بقوله: وصلا ووقفا، ليشير إلى أن السكون هنا من نفس بنية الكلمة لا كسكون المد العارض الذي يثبت وقفا لا وصلا، والله أعلم.

وهو أقوى أنواع المد، كما تقدم، وحكمه: الوجوب، ومقداره: 6 حركات، ومن ذلك:

قوله تعالى: (الصاخة)، فألف المد متبوعة بخاء مشددة، والخاء المشددة في حقيقتها: خاء ساكنة متبوعة بخاء متحركة، فتحصل لدينا: ألف مد ساكنة متبوعة بخاء ساكنة سكونا أصليا، والتقاء ساكنين أمر مستقبح، كما تقدم، فيجتنب في هذه الصورة بالمد، وبما أن السكون التالي لحرف المد هنا أصلي، وقفا ووصلا، فالمد حتم لازم في جميع الحالات، والله أعلم.

وقوله تعالى: (الطامة)، وما قيل في الآية السابقة يقال في هذه الآية، إلا أن الحرف المشدد التالي لألف المد هنا هو الميم المشددة، فنتج لدينا، تبعا للتفصيل السابق، ألف مد ساكنة متبوعة بميم ساكنة سكونا أصليا، وعليه لزم المد.

وقوله تعالى: (الضالين)، وقد اجتمع فيه نوعان من المد سببهما السكون:

فالأول: هو المد اللازم، الذي سببه مجيء اللام المشددة بعد ألف المد الساكنة، فنتج لدينا: ألف مد ساكنة متبوعة بلام ساكنة سكونا أصليا، وهذا هو سبب المد اللازم، فيمد القارئ وجوبا 6 حركات.

والثاني: مد عارض للسكون، عند الوقوف على آخر الكلمة، فينتج لدينا ياء مد ساكنة متبوعة بسكون غير أصلي، وهذا قيد مهم جدا يتبين به الفرق بين النوعين، كما تقدم، وهذه صورة المد العارض، ولكن لما كان سببه هنا غير أصلي، أي أنه ليس من نفس بنية الكلمة، كما هو الحال في اللازم، جاز فيه المد والتوسط والقصر، 2 أو 4 أو 6 حركات، على التفصيل السابق في المد العارض، والله أعلم.

وقوله تعالى: (أتحاجوني)، وقد وقع فيه المد اللازم في موضعين:

الموضع الأول: ألف المد الساكنة المتبوعة بالجيم المشددة، فينتج لدينا ألف مد ساكنة متبوعة بجيم ساكنة، على التفصيل السابق.

والموضع الثاني: واو المد الساكنة المتبوعة بالنون المشددة، فينتج لدينا واو مد ساكنة متبوعة بنون ساكنة، على التفصيل السابق.

ويضيف الشيخ الضباع، رحمه الله، قيدا مهما لالتقاء الساكنين في هذا النوع، فيقول:

ويشترط أن يكون الساكن متصلا بحرف المد في كلمته، كما مثلنا، فإن انفصل عنه تعين حذف المد لفظا نحو:

قوله تعالى: (وقالوا اتخذ)، فواو المد الساكنة في "قالوا" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "اتخذ"، لذا يكون المد هنا مدا طبيعيا مقداره حركتان.

وقوله تعالى: (والمقيمي الصلاة)، فياء المد الساكنة في "المقيمي" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "الصلاة"، لذا يكون المد هنا، أيضا، مدا طبيعيا مقداره حركتان.

وقوله تعالى: (إذا السماء)، فألف المد الساكنة في "إذا" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "السماء"، لذا يكون المد هنا، أيضا، مدا طبيعيا مقداره حركتان.

بتصرف من منحة الجليل ص107_108.

والله أعلى وأعلم

يتبع إن شاء الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير