تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 03:26 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

عذرا أيها الكرام على هذا التأخير الذي أفقد الموضوع تتابعه.

وعودة إلى المنظومة:

إذ شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أقسام هذا المد فقال:

أقسام لازم لديهم أربعة ******* وتلك كلمي وحرفي معه

كلاهما "مخفف مثقل" ******* فهذه "أربعة" تفصل

فتبين لنا من البيتين السابقين أن أقسام المد اللازم تؤول إلى 4 أقسام:

المد اللازم الكلمي، ويتفرع عنه نوعان: كلمي مخفف وكلمي مثقل.

والمد اللازم الحرفي: ويتفرع عنه نوعان: حرفي مخفف وحرفي مثقل.

ثم شرع، رحمه الله، في بيان المد الكلمي، بصفة عامة دون التطرق لأنواعه، فقال:

فإن بكلمة سكون اجتمع ******* مع حرف مد فهو كلمي وقع

فشرطه، كما تبين من الأمثلة السابقة، أن يجتمع سكون أصلي مع حرف المد، في كلمة واحدة، ولذا سمي بالكلمي، نحو:

قوله تعالى: (دابة)، فلفظ: "دابة" كلمة تتكون من أكثر من حرف من حروف المعجم، وقد وقعت فيها باء مشددة بعد ألف المد الساكنة، فنتج لدينا اجتماع ساكنين أصليين: ألف المد والباء الأولى من بائي الباء المشددة، فلزم المد، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع.

وثناه ببيان المد الحرفي، بصفة عامة أيضا دون التطرق لأنواعه، فقال:

أو في ثلاثي الحروف وجدا ******* والمد وسطه فحرفي بدا

فهو يقع في الحروف المقطعة الموجودة في أول السور بشرط: أن يكون هجاء الحرف على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد، كما في:

قوله تعالى: (ن)، فهجاء حرف (ن): نون، وهو كما يظهر يتكون من 3 أحرف، أوسطها حرف مد وهو "الواو"، وهو حرف ساكن جاء بعده نون ساكنة سكونا أصليا، باعتبار أن الحروف المقطعة تقرأ منفصلة حرفا حرفا، ولازم ذلك الوقوف على كل حرف، فيتولد سكون في آخر هجائه، كما هو الحال في النون التالية لواو المد في هذا المثال، وعليه تتحقق صورة المد اللازم: اجتماع ساكنين أصليين، أولهما حرف مد، فيمده القارئ 6 حركات، كما تقدم، والله أعلم.

ومنه قوله تعالى: (ص)، فهجاء حرف (ص): صاد، فهو أيضا ثلاثي، وسطه ألف مد ساكنة متبوعة بدال ساكنة سكونا أصليا، على التفصيل السابق، وعليه تتحقق صورة المد اللازم، فيمده القارئ 6 حركات، والله أعلم.

بتصرف من منحة ذي الجلال ص110_111.

ومن الإجمال إلى التفصيل حيث يقول الناظم رحمه الله:

كلاهما مثقل إن أدغما ******* مخفف كل إذا لم يدغما

فاللازم الكلمي، كما تقدم، ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: الكلمي المخفف:

وصورته أن يأتي في الكلمة بعد حرف المد، حرف غير مشدد، بشرط أن يكون ساكنا، وقد ورد في موضعين في سورة يونس في:

قوله تعالى: (ءآلآن)، فألف المد الساكنة متبوعة بلام ساكنة غير مشددة، فيمد القارئ 6 حركات، لاجتناب التقاء الساكنين، كما تقدم، دون تشديد، لأن الحرف التالي لحرف المد غير مشدد، فلا يتكلف القارئ تشديدا لا سبب له، وفي الآية دلالة على ما تقدم في مسألة: إعمال أقوى السببين، فقد اجتمع في هذه الكلمة سببان للمد:

أحدهما: المد اللازم، وسبق تفصيله.

والآخر: مد البدل حيث تقدمت همزة الاستفهام، سبب المد، على حرف المد، الألف الساكنة، ومقداره حركتان.

وبطبيعة الحال يعمل هنا بأقوى السببين وهو المد اللازم، فهو أقوى أنواع المد على الإطلاق، والله أعلم.

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (محياي)، عند من سكن الياء سكونا أصليا، لا عارضا، فاجتمع ساكنان أصليان: ألف المد والياء الساكنة غير المشددة، فيكون المد: مدا لازما مخففا، مقداره: 6 حركات، وأما من وقف اضطرارا فإنه يمد أيضا 6 حركات أو 2 أو 4، لأن سبب المد في هذه الحالة، وهو السكون، غير أصلي، فسكونه لأجل الوقف، كما تقدم في المد العارض للسكون، والله أعلم.

وأما القسم الثاني: فهو الكلمي المثقل:

وصورته أن يأتي بعد حرف المد، حرف مشدد، وهو كما سبق مكون من حرفين مدغمين أولهما ساكن وثانيهما متحرك، فالتقى ساكنان أصليان، كما في المد الكلمي المخفف، فيمد القارئ، أيضا، 6 حركات، ولكنه يراعي التشديد في الحرف التالي لحرف المد، وهذا هو الفرق بين النوعين: المثقل والمخفف، فمن ذلك:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير