قوله تعالى: (الحآقة)، فألف المد الساكنة متبوعة بقاف مشددة.
وقوله تعالى: (الصآخة)، فألف المد الساكنة متبوعة بخاء مشددة، وسبقت الإشارة إلى هذه الأمثلة تفصيلا، والله أعلم.
وأما الحرفي، فهو لا يقع إلا في أوائل السور، في الحروف المقطعة، وهو ينقسم أيضا إلى قسمين:
القسم الأول: الحرفي المخفف، وصورته أن يأتي حرف مد هجاءه 3 أحرف أوسطها حرف مد، ولا يأتي بعده ما يوجب إدغامه فيه، لئلا يتولد من هذا الإدغام حرف مشدد ينقل الصورة من المد الحرفي المخفف إلى المد الحرفي المثقل، كما سيأتي إن شاء الله، فمن ذلك:
قوله تعالى: (ص * والقرآن ذي الذكر)، فـ "ص" هجاءه: صاد، بتسكين الدال، فتحققت صورة المد اللازم: حرف مد متبوع بسكون أصلي، ولم يأت بعد الدال في: صاد ما يوجب إدغامها فيه، فالقارئ إن وقف عليها فلا شيء بعدها أصلا، وإن وصل فلا إدغام للدال في الواو في "والقرآن"، وعليه فلا حرف مشدد هنا يعقب حرف المد، بل يعقبه حرف ساكن
مخفف، وهذه هي صورة المد اللازم الحرفي المخفف.
وقوله تعالى: (ق * والقرآن المجيد)، فـ "ق" هجاءه: قاف، بتسكين الفاء، فتحققت صورة المد اللازم: حرف مد متبوع بسكون أصلي، ولم يأت بعد الفاء في: قاف ما يوجب إدغامها فيه، فالقارئ إن وقف عليها فلا شيء بعدها أصلا، وإن وصل فلا إدغام للفاء في الواو في "والقرآن"، وعليه فلا حرف مشدد هنا يعقب حرف المد، بل يعقبه حرف ساكن مخفف، وهذه هي صورة المد اللازم الحرفي، كما تقدم، والله أعلم.
وقوله تعالى: (ن * والقلم وما يسطرون)، عند من يقف على "ن"، ولا يصلها بما بعدها، لأنه إن وصلها انقلبت الصورة إلى مد لازم حرفي مثقل، كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله، فإن وقف على "نون"، تحققت صورة المد اللازم الحرفي المخفف: واو مد ساكنة في "نون" بعدها نون ساكنة سكونا أصليا، فيمد القارئ 6 حركات دون تشديد.
وقوله تعالى: (يس * والقرآن الحكيم)، عند من يقف على "يس"، ولا يصلها بما بعدها، لأنه إن وصلها انقلبت الصورة إلى مد لازم حرفي مثقل، كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله، فإن وقف على "يس"، تحققت صورة المد اللازم الحرفي المخفف: ياء مد ساكنة في "سين" بعدها نون ساكنة سكونا أصليا، فيمد القارئ 6 حركات دون تشديد.
وأما القسم الثاني فهو: الحرفي المثقل، وصورته أن يأتي بعد حرف هجاءه 3 أحرف أوسطها حرف مد كاللام فهجائها: (لام)، أن يأتي بعده لفظ أول حرف في هجائه يدغم في آخر حرف من هجاء الحرف الأول، كالميم فإن هجائها: (ميم)، فيدغم القارئ ميم آخر لفظ: لام في ميم أول لفظ: ميم، وهو إدغام مثلين صغير كما تقدم، فيتولد من هذا الإدغام ميم مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، لأن حرف المد، وهو الألف الساكنة في: لام، يكون في هذه الصورة متبوعا بميم مشددة، نتجت من الإدغام السابق، فمن ذلك:
قوله تعالى: (الم)، فاللام تمد مدا لازما حرفيا مثقلا على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (طسم)، فالسين هجاؤها: (سين)، والميم بعدها هجاؤها: (ميم)، فيدغم القارئ النون الساكنة في آخر: سين في الميم في أول: ميم، كما سبق في أحكام النون الساكنة، فيتولد من ذلك ميم مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، بوقوع حرف مشدد بعد حرف المد، الياء الساكنة في "سين"، على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (يس * والقرآن الحكيم)، عند من يصل "يس" بـ "والقرآن الحكيم"، فلفظ: سين، متبوع بواو، فيكون الحكم عند الوصل: إدغام النون الساكنة في الواو كما تقدم في أحكام النون الساكنة، فيتولد من ذلك واو مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، بوقوع حرف مشدد بعد حرف المد، الياء الساكنة في "سين"، على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (ن * والقلم وما يسطرون)، عند من يصل "ن" بـ "والقلم وما يسطرون"، كالمثال السابق تماما.
بتصرف من منحة ذي الجلال ص112_113.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 12 - 2006, 04:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عودة طيبة
وبارك الله فيك
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 12:55 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير أيها الكرام.
تقبل الله منا ومنكم.
¥