تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 11:49 م]ـ

بسم الله

السلام عليكم

عذرا على هذا التوقف الطويل وهذه آخر مداخلة في هذه السلسلة إن شاء الله.

فتلخيص الأنواع السابقة:

أولا: المد الأصلي: وهو المد الطبيعي: وهو المد اللازم لاجتلاب النطق بالحرف، ومقداره، كما تقدم، حركتان، كما في قوله تعالى: (قال)، فألف المد لم يأت بعدها أحد سببي المد الفرعي: الهمز أو السكون.

ثانيا: المد الفرعي: وهو المد الذي أتى فيه بعد حرف المد أحد سببي المد الفرعي: الهمز أو السكون، وترتيبه تنازليا من حيث القوة:

أولا: المد اللازم: وهو أقوى الأنواع، وسببه، كما تقدم، السكون الأصلي وقفا ووصلا الذي يأتي بعد حرف المد في كلمة واحدة، كقوله تعالى: (الحاقة)، ومقداره: 6 حركات.

ثانيا: المد المتصل: وسببه، كما تقدم، مجيء الهمز بعد حرف المد في كلمة واحدة، كقوله تعالى: (السماء)، ومقداره 4 أو 5 حركات (إذا تطرف الهمز ووقف القارئ عليه، كالوقوف على الهمز في "السماء" وقد يقال في حالة الوقوف على الهمز في قوله تعالى: (السماء)، أن حرف المد ساكن، والسكون طارئ على الهمز بعده فوقع التقاء الساكنين في مد واجب المد، وهذه هي صورة المد العارض للسكون، وهو، كما سبق يمد: 2 أو 4 أو 6 حركات، فلقائل أن يقول: فلنمده بمقدار حركتين، وهذا بطبيعة الحال غير جائز هنا لأنه ليس عارضا للسكون مطلقا، فالحرف الساكن هنا هو الهمز، وهو سبب أصيل للمد، لا أي حرف ساكن آخر، فيلزم هنا مراعاة سبب المد الأصلي الهمز، فلا يمكن إهماله بأي حال من الأحوال، ولو كان ساكنا، ولقائل أن يقول: فلنمده بمقدار 4 حركات، وهذا أيضا غير دقيق، لأن المد المتصل يمد في حالة الوصل بمقدار 4 حركات، فلم يحصل التمايز بين الصورتين، فبقي لدينا احتمال واحد وهو مده بمقدار 6 حركات وهو الاحتمال الأخير وهو الصحيح هنا لأنه به يحصل التمايز بين صورة وصل الكلام أو الوقف على الهمز، وفي نفس الوقت يراعي القارئ فيه سبب المد الأصلي الواجب، والله أعلم.

ثالثا: المد العارض للسكون: وسببه، كما تقدم، سكون غير لازم أتى بعد حرف المد في كلمة واحدة، كما في قوله تعالى: (وإياك نستعين)، بالوقوف على النون، ومقداره: 2 أو 4 أو 6 حركات.

رابعا: المد المنفصل: وسببه، كما تقدم، مجيء الهمز بعد حرف المد في كلمتين بحيث يكون حرف المد آخر كلمة والهمز في أول الكلمة التالية، كما في قوله تعالى: (بما أنزل)، ومقداره: 2 أو 4 أو 5 حركات، وسبب تأخر هذا المد في الرتبة: أن حرف المد وسببه قد انفصلا بحيث أتى حرف المد في كلمة وسبب المد في كلمة أخرى، بخلاف الأنواع السابقة التي اجتمع فيها حرف المد مع سببه في كلمة واحدة، ولو وقف القارئ على الكلمة الأولى "التي تنتهي بحرف المد"، كـ: (بما) في هذه الآية، لسقط المد وتحول إلى مد طبيعي.

خامسا: مد البدل: وسببه كما تقدم، تقدم الهمز على حرف المد، كما في قوله تعالى: (ءامنوا)، ومقداره حركتان، وهو أضعف أنواع المد، لمخالفته الصورة الأصلية للمد الفرعي: وهي تقدم حرف المد على سببه لا العكس كما هو حاصل هنا، والله أعلم.

وبهذا الترتيب قال الناظم:

أقوى المدود لازم فما اتصل ******* فعارض فذو انفصال فبدل.

وفائدة الترتيب السابق تظهر في أمرين:

أولا: عند اجتماع نوعين من المد في آية واحدة:

فإذا جاء مد منفصل بعد مد متصل في آية واحدة، على سبيل المثال، فمد القارئ المتصل: 4 حركات، فإنه لا يصح أن يمد المنفصل بعده بمقدار 5 حركات، وإن كان هذا جائزا في الأصل، لأن المنفصل يمد: 2 أو 4 أو 5 حركات، كما تقدم، لأن هذا يوهم السامع أن المنفصل أقوى من المتصل، لأن الأول مد بمقدار: 5 حركات والثاني بمقدار 4 حركات، وهذا أمر غير صحيح، بطبيعة الحال، وعليه يمد المنفصل في هذه الحالة بمقدار: 2 أو 4 حركات.

والعكس بالعكس، فإذا جاء المتصل بعد المنفصل، ومد القارئ المنفصل: 5 حركات، فإن القارئ يمد المتصل أيضا: 5 حركات، على الأقل ولا يمده: 4 حركات، وإن كان هذا جائزا في الأصل، لئلا يظن السامع أن المتصل أضعف من المنفصل حيث مد الأول 4 حركات والثاني 5 حركات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير