تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثانيا: عند اجتماع سببين للمد في كلمة واحدة، فيقدم سبب المد الأقوى، وسبقت الإشارة إلى ذلك، كما في قوله تعالى: (ءآمين): حيث اجتمع سبب مد البدل "بتقدم الهمز على حرف المد"، وسبب المد اللازم "بمجيء سكون أصلي بعد حرف المد"، فيقدم الثاني على الأول لأنه أقوى.

وكما في قوله تعالى: (وجاءوا أباهم)، حيث اجتمع سببان للمد: سبب المد المنفصل "بمجيء الهمز بعد واو المد في كلمتين"، وسبب مد البدل "بتقدم الهمز على واو المد"، فيقدم المنفصل لأنه أقوى، والله أعلم.

وبقيت بعض أنواع المد التي يذكرها علماء التجويد في كتبهم ومن أبرزها:

مد هاء الصلة، وهو ينقسم إلى نوعين:

مد هاء الصلة الصغرى: وفيه تأتي هاء ضمير الغائب بين متحركين، ليس الثاني منهما، أي الذي يأتي بعدها، همزا، ومقداره: حركتان، كما في:

قوله تعالى: (به قبل)، فهاء ضمير الغائب وقعت بين باء وقاف متحركتين، والثاني بطبيعة الحال ليس همزا.

وقد وقعت بعض الحالات الاستثنائية التي تحققت فيها صورة مد الصلة الصغرى، ومع ذلك لا يمده القارئ، كما في:

قوله تعالى: (يرضه لكم)، فهاء الضمير وقعت بين ضاد ولام متحركتين، ومع ذلك لم يحصل مد الصلة الصغرى في هذه الآية، فوقع السبب وتخلف المسبب، ولا يسأل في هذا الموضع عن سبب تخلف المد رغم تحقق صورته مراعاة لسنة القراءة، فهي الضابط الأول في هذا الأمر، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

وقوله تعالى: (أرجه وأخاه)، فهاء الضمير وقعت بين جيم وواو متحركتين، ومع ذلك لم يحصل مد الصلة الصغرى.

والنوع الثاني هو: مد هاء الصلة الكبرى: وفيه تأتي هاء الضمير بين متحركين ثانيهما، أي الحرف الذي يأتي بعد الهاء: همز، ومقداره: 2 أو 4 أو 6 حركات، كما في:

قوله تعالى: (مقداره ألف)، فهاء الضمير وقعت بين راء وهمزة متحركتين، والهمزة هي التي وقعت بعد الهاء.

وكمد هاء الصلة الصغرى، وقعت بعض الحالات الاستثنائية، التي تحقق فيها السبب وتخلف المسبب مراعاة لسنة القراءة، كما في:

قوله تعالى: (فألقه إليهم)، فهاء الضمير وقعت بين قاف وهمزة متحركتين، والهمزة هي الواقعة بعد الهاء، ومع ذلك لا يمد القارئ لعدم مجيء الرواية بالمد.

وأما في قوله تعالى: (افتراه بل): فيظهر أن الهاء وقعت بين ساكن وهو "ألف المد" ومتحرك وهو "الباء" فلم تتحقق صورة مد الصلة الصغرى فلا يمد القارئ، وقد يشتبه الأمر على القارئ إذا اعتبر حركة الحرف السابق لحرف المد، وهو بطبيعة الحال متحرك بحيث يلائم حرف المد، فيعتبرها حركة سابقة، وحركة الحرف التالي للهاء حركة لاحقة، وعليه يقال بأن صورة مد الصلة الصغرى قد تحققت فيمده القارئ، وهذا أمر غير صحيح لأن الحركة السابقة، كما تقدم، ليست حركة حرف المد، فهو ساكن دوما، ولكنها حركة الحرف السابق له.

ورغم ذلك وقعت صورة استثنائية وهي:

قوله تعالى: (فيه مهانا)، فالهاء وقعت بين حرف مد ساكن سابق "ياء المد" وميم متحركة لاحقة، ومع ذلك وردت الرواية بالمد، فوقع المسبب رغم تخلف السبب، وربما كان السبب في ذلك أن في المد هنا زيادة تنبه السامع لتمكن العذاب من الكافر، والله أعلم.

ومن أنواعه أيضا:

مد العوض: وفيه يقف القارئ على تنوين مفتوح، وهو عند التحقيق أحد فروع المد الطبيعي، كما في قوله تعالى: (وجنات ألفافا)، فإذا وقف القارئ على "ألفافا"، فإنه يمد حركتين عوضا عن التنوين.

ومد التمكين: للفصل بين واوين أو ياءين، وهو أيضا، عند التحقيق، أحد فروع المد الطبيعي، كما في قوله تعالى: (آمنوا وعملوا)، فيمد القارئ حركتين للفصل بين: واو المد في "آمنوا" والواو المتحركة في "وعملوا".

ومد الفرق: وهو عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من همزة الوصل في قوله تعالى: (الآن) وسميت بذلك لأنها تفرق بين الاستفهام والخبر، فهي بالمد استفهامية، وبالقصر خبرية، ومقدار هذا المد: 6 حركات، فهو عند التحقيق: مد لازم كلمي مخفف، لأن ألف المد متبوعة بلام ساكنة في كلمة واحدة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

والله أعلى وأعلم.

تم بحمد الله.

ملاحظة:

المعلومات التي ذكرت في هذه المداخلات مستفادة من:

كلام الشيخ علي محمد الضباع، رحمه الله، في "منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال"، وكلام أحد المشايخ الكرام، عندنا في مصر، ويدعى الدكتور: عبد الله، ولا أعرف بقية اسمه للأسف الشديد، من محاضرات ألقاها في أحد المراكز الإسلامية عندنا في القاهرة شرح فيها المتن كاملا، فجزاه الله عني وعن إخواني خيرا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير