تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

6 - تسميتهم بأسماء حسنة: فالذي يجدر بالوالدين أن يسموا أولادهم أسماء إسلامية عربية حسنة، وأن يحذروا من تسميتهم بالأسماء الممنوعة، أو الأسماء المكروهة، أو المشعرة بالقبح، فالأسماء تستمر مع الأبناء طيلة العمر، وتؤثر بهم، وبأخلاقهم.

قال ابن القيم- رحمه الله-: "فقل أن ترى اسماً قبيحاً إلا وهو على مسمى قبيح كما قيل:

وقل أن أبصرت عيناك ذا لقب ... إلا ومعناه لو فكرت في لقبه

والله- سبحانه- بحكمته في قضائه وقدره يلهم النفوس أن تضع الأسماء على حسب مسمياتها؛ لتناسب حكمته- تعالى- بين اللفظ ومعناه كما تناسبت بين الأسباب ومسبباتها.

قال أبو الفتح ابن جني: ولقد مر بي دهر وأنا أسمع الاسم لا أدري معناه، فآخذ معناه من لفظه، ثم أكتشفه، فإذا هو ذلك بعينه، أو قريب منه.

فذكرت ذلك لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- فقال: وأنا يقع لي كثيرا".

وقال ابن القيم- رحمه الله-: "وبالجملة فالأخلاق والأعمال، والأفعال القبيحة- تستدعي أسماء تناسبها، وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها، وكما أن ذلك ثابت في أسماء الأوصاف فهو كذلك في أسماء الأعلام، وما سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً وأحمد إلا لكثرة خصال الحمد فيه؛ ولهذا كان لواء الحمد بيده، وأمته الحمادون، وهو أعظم الخلق حمدا لربه- تعالى- لهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء فقال: "حسنوا أسماءكم "؟ فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من اسمه، وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه، وترك ما يضاده؛ ولهذا ترى أكثر السفل أسماؤهم تناسبهم، وأكثر العلية أسماؤهم تناسبهم، وبالله التوفيق".

قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد- حفظه الله-: "فعلى المسلمين عامة، وعلى أهل هذه الجزيرة العربية خاصة- العناية في تسمية مواليدهم بما لا ينابذ الشريعة بوجه، ولا يخرج عن سنن لغة العرب؛ حتى إذا أتى إلى بلادهم الوافد، أو خرج منها القاطن- فلا يسمع الآخرون إلا: عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وأحمد، وعائشة، وفاطمة، وهكذا من الأسماء الشرعية في قائمة يطول ذكرها زخرت بها كتب السير والتراجم.

أما تلك الأسماء الأعجمية المولدة لأمم الكفر المرفوضة لغة وشرعا، والتي قد بلغ الحال من شدة الشغف بها التكني بأسماء الإناث منها، وهذه معصية المجاهرة مضافة إلى معصية التسمية بها- فاللهم لا شماتة.

ومنها: إنديرا، جاكلين، ديانا، سوزان- ومعناها الإبرة، أو المحرقة- فالي، فكتوريا، كلوريا، لارا، لندا، مايا، منوليا، هايدي، يارا.

وتلك الأسماء الأعجمية فارسية أو تركية، أو بربرية: مرفت، جودت، حقي، فوزي، شيرهان، شيرين، نيفين.

وتلك التافهة الهمل: زوزو، فيفي، ميمي.

وتلك الأسماء الغرامية الرخوة المتخاذلة: أحلام، أريج، تغريد، غادة، فاتن، هيام".

وما أجمل قول البيحاني في منظومته:

سم الذي جئت به محمدا ... أو طاهرا أو مصطفى أو أحمدا

نعم وإن شئت فعبد الله ... لكي يعيش تحت لطف الله

والبنت سميها بأم هاني ... لا باسم فيروز ولا اسمهان

7 - تكنيتهم بكنى طيبة في الصغر: كأن يكنى الولد بأبي عبد الله، أو أبي أحمد أو غير ذلك؛ حتى لا تسبق إليهم الألقاب السيئة، فتستمر معهم طيلة العمر؛ فقد كان السلف الصالح يكنون أولادهم وهم صغار، فتبقى معهم هذه الكنى حتى فراق الدنيا، وكتب التراجم والسير زاخرة بذلك.

8 - غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد: فمما يجب- بل هو أوجب شيء على الوالدين- أن يحرصوا كل الحرص، على هذا الأمر، وأن يعاهدوه بالسقي والرعاية، كأن يعلم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله- عز وجل- وأن ما بنا من نعمة فمنه وحده، ويعلمهم- أيضا- أن الله في السماء، وأنه سميع بصير، ليس كمثله شيء، إلى غير ذلك من أمور العقيدة، وهكذا يوجههم إذا كبروا إلى قراءة كتب العقيدة المناسبة لهم.

9 - غرس القيم الحميدة والخلال الكريمة في نفوسهم: يحرص الوالد على تربيتهم على التقوى، والحلم، والصدق، والأمانة، والعفة، والصبر، والبر، والصلة، والجهاد، والعلم؛ حتى يشبوا متعشقين للبطولة، محبين لمعالي الأمور، ومكارم الأخلاق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير