تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومما يحسن بالوالدين في هذا الصدد أن يقوموا على شؤون الأولاد إذا أصيبوا بعاهات مزمنة، أو إذا ولدوا وهم معاقون، أو مصابون ببعض التشوهات الخلقية، أو ما شاكل ذلك؛ فحري بالوالدين أن يقوموا على رعاية الأولاد، وأن يحسنوا تربيتهم، وأن يشعروهم بمكانتهم، كما يحسن بالوالدين أن يحتسبوا الأجر عند الله، وأن يحذروا كل الحذر من التسخط والاعتراض على قضاء الله.

بل عليهم أن يحمدوا الله على ما آتاهم، وأن يتحروا الخيرة فيما قضاه الله، فربما كانت الخيرة خفية، وربما أن الله يرحم الأسرة جميعها، ويدر عليها الأرزاق، ويدفع عنها صنوف البلايا بسبب هؤلاء المساكين.

64 - عدم استعجال النتائج في التربية: فعلى الوالد إذا بذل مستطاعه لولده، وبين له وحذره ونصح له واستنفذ كل طاقته- ألا يستعجل النتائج، بل عليه أن يصبر، ويصابر، ويستمر في دعائه لولده وحرصه عليه؛ فلربما استجاب الولد بعد حين، وادكر بعد أمة.

65 - الحذر من اليأس: فإذا ما رأى الوالد من أولاده إعراضا أو نفورا أو تماديا- فعليه ألا ييأس من صلاحهم واستقامتهم؛ فاليأس من روح الله ليس من صفات المؤمنين، بل عليه أن ينتظر الفرج من الله- عز وجل- فلعل نفحة من نفحات الرحيم الكريم ترد الولد إلى رشده، وتقصره عن غيه.

66 - اليقين بأن التربية الصالحة لا تذهب سدى: فلو لم يأب الإنسان من نصحه لأولاده وحرصه على هدايتهم وصلاحهم- إلا أن يكون أعذر إلى الله بذلك.

فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال؛ فإما أن يستقيم الأولاد في الحال، وإما أن يفكروا في ذلك، وإما أن يقصروا بسببه عن التمادي في الباطل، أو أن يعذر الإنسان إلى الله- كما مر-.

بل كثيراً ما يصلح الأولاد بعد وفاة والدهم الذي رباهم على الفضائل؛ حيث لم يدكروا إلا بعد أمة.

67 - إعانة الأولاد على البر: فبر الوالدين وإن كان واجبا على الأبناء- إلا أنه يجدر بالآباء أن يعينوا أبناءهم على البر، وأن يشجعوهم، وألا يقفوا حجر عثرة أمامهم.

68 - حفظ الجميل للأبناء: فمما يحسن بالوالدين أن يحفظوا الجميل للأبناء، وأن يشكروهم عليه، ويذكروهم به؛ حتى ينبعث الأولاد للبر والإحسان، ويستمروا عليه.

69 - التغاضي عن بعض الحقوق: فيحسن بالوالدين أن يتغاضوا عن بعض حقوقهم، وألا يطالبوا أولادهم بكل شيء، بل يحسن بهم أن يوفروا لهم ما يعدهم للكمال، والعلم، وسائر الفضائل خصوصاً إذا كان الوالد في نشاطه، والأولاد في حال إقبال على العلم، والقرآن، وسائر الفضائل، وهم في مقتبل أعمارهم. فإذا أخذ الوالدان بهذه السيرة كان الأولاد على مقربة من الكمال، والفضل، والعلم، والصلاح.

ولا ريب أن الوالد في هذه الحالة سيجني تلك الثمار في حياته وبعد مماته.

70 - استشارة من لديه خبرة بالتربية: من العلماء، والدعاة، والمعلمين، والمربين، ممن لديهم خبرة في التربية، وسبر لأحوال الشباب، وتفهم لأوضاعهم، وما يحيط بهم، وما يدور في أذهانهم، فحبذا استشارتهم، والاستنارة برأيهم في هذا الصدد، فهذا الأمر يعين على تربية الأولاد.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 06:20 م]ـ

71 - قراءة الكتب المفيدة في التربية: فهي مما يعين على تربية الأولاد؛ لأنها ناتجة عن تجربة، وممارسة، وخبرة، وعصارة فكر، ونتاج تمحيص وبحث.

ومن تلك التي يجدر بالمسلم اقتناؤها والإفادة منها ما يلي:

أ- العيال لابن أبي الدنيا.

ب- تحفة المودود في أحكام المولود لابن القيم.

ج- المسؤولية في الإسلام د. عبد الله قادري.

د- أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع د. عبد الله قادري.

ح- تذكير العباد بحقوق الأولاد للشيخ عبد الله الجار الله.

ط- الأولاد وتربيتهم في الإسلام لمحمد المقبل.

ك- نظرات في الأسرة المسلمة للدكتور محمد بن لطفي الصباغ.

ي- تربية الأولاد في الإسلام للشيخ عبد الله ناصح علوان.

72 - استحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة: فهذا مما يعين الوالد على الصبر والتحمل، فإذا صلح الأولاد كانوا قرة عين له في الدنيا، وسببا لإيصال الأجر له بعد موته، ولو لم يأته من ذلك إلا أن يكفى شرهم، ويسلم من تبعتهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير