للإسلام والمسلمين بإذن الله تعالى على أيديهم العزة والكرامة التي نبكيها.
فما مفهوم الجمال والزينه عند المرأة المسلمة؟
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 01:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- (إن الله تعالى يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله) متفق عليه،صحيح الجامع - 1901 مختصر مسلم 1930.
أثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة الغيرة لله تعالى، ونحن نثبتها كما جاءت، وكما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا تكييف ولا تمثيل، ولا تأويل باطل، فهو سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
يغار الله تبارك اسمه على عباده أن ينتهكوا محارمه وقد بين لهم حدوده، ويغار سبحانه على عباده أن يكونوا عبيدا للمخلوقين، بأن يجعلوا له شركاء وهو خالقهم.
وما ارتقى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أشرف المقامات، إلا باكتمال عبوديتهم لله تعالى وحده. وتوقفهم عند حدوده سبحانه، وغيرتهم على دينه ونبذهم لما سواه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان عليهم أجمعين، من أشد الناس غيرة على دينهم وأعراضهم.
روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه: - (إن دخل أحدكم على أهله ووجد ما يريبه، أشهد أربعا، فقام سعد بن معاذ متأثرا، فقال:- يا رسول الله: أأدخل على أهلي فأجد ما يريبني أنتظر حتى أُشهد أربعا؟!، لا والذي بعثك بالحق!، إن رأيت ما يريبني في أهلي لأطيحن بالرأس عن الجسد، ولأضربن بالسيف غير مصفَح، وليفعل الله بي ما يشاء، فقال صلى الله عليه وسلم، أتعجبون من غيرة سعد!! والله لأنا أغير منه والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرًم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..... ) متفق عليه.
الغيرة، ما الغيرة؟ إنها:- هي شعور فطري في النفس الإنسانية، ُخلق، وعاطفة تنشأ من الحب الشديد للتملك، والأنانية، تبدو جلية عندما يشك العبد أو يخاف أن يؤخذ منه أو يتحوَل عنه من يحبه ويرغب فيه، أو أن ينافسه أحد عليه.
الغيرة: - 1 - غيرة من الشيء:- حب الإستئثار به، وخوف وكراهة أن يزاحمه أحد عليه، أويشاركه فيه، كغيرة من محبة، وغيرة من تفوق، بمنصب أو مال أو جمال.
فترى الطفل يبكي، يغار إذا رأى أمه تحمل طفلا غيره، ويغار أحد الأبناء لإهتمام الأب أوالأم بأخ آخر له، وتغار الأم على ابنها إذا تزوج وابتعد عنها قليلا، وتغار الأخت، والأخ، وتغار الزوجة، والزوج، وأبناء الزوج، وزوج الأم، وزوجة الأب، والأقارب، والجيران، والباعة في الأسواق، والأقران،
2:- غيرة على الشيء:- وهي شدة الحرص على المحبوب أن يفوز به الغير دونه، أو يشاركه في الفوز به،
أو أن يسيء إليه. كالغيرة على الدين، والأعراض، والأوطان، والحرمات أن تنتهك أو يعبث بها العابثون.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: - (من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يكره، فأما الذي يحب، فالغيرة في الريبة، وأما ما يكره فالغيرة في غير ريبة) صحيح الجامع 5905.
كيف نفرق بين غيرة [الأنانية وحب التملك] وهي الغيرة العادية الموجودة بالفطرة، وغيرة [مايحبه الله تبارك وتعالى ويكرهه]- أي الغيرة في الريبة، والغيرة في غير ريبة -؟.
إن غيرة الفطرة إذا هذبت بالإيمان، والتقوى، وطاعة الله تبارك وتعالى دون تعد لحدود الله وشرعه، كانت ـــ[غيرة محمودة]ـــ يحبها الله تعالى ويرضى عنها، كغيرة المؤمن من شهوات نفسه على نفسه، وعلى قلبه، ومن إعراضه عن الحق على إقباله، ومن الصفات السيئة على الصفات الحسنة لديه.
وكذلك غيرة المؤمن من غيره لربه: بأن يغضب لحدود الله، لمحارم الله إذا انتهكت، ولحقوقه سبحانه إذا تهاون بها غيره، إنها ـــ الغيرة المحمودة ـــ التي يحبها الله تبارك وتعالى ويرضاها.
¥