تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن تركت الغيرة ولم تهذًب وتصقل بالتربية الإيمانية، ترعرعت بأصحابها أمراض القلوب، كالكبر، والشح، والبخل، والغش، والغل، والغيبة، والنميمة، والتحسس، والتجسس، والحقد، والحسد، والشك، وسوء الظن، والظلم، والعقوق، واستبدلت أحكام الله تبارك وتعالى وشرائعه بالعصبية والأهواء، والتقليد الأعمى، كما هو واقع المسلمين في أيامنا!!.

انقسمت الأمة شيعا، وأحزابا -[ويقولون غيرة]- أزهقت الأرواح، وقطعت الأرحام، وانتهكت الحرمات، وانتشرت الفواحش ... فأين الغيرة؟؟.

إنها ـــ غيرة بغير حق ـــ غيرة أنانية، وسوء خلق، وسوء اتباع .. إنها ــ[غيرة مذمومة]ــ يكرهها الله سبحانه.

ذلك ما لم تكن ـــ[غيرة مرضية]ـــ تحتاج إلى علاج عند الأطباء، إلى جانب العلاج الإيماني.

1:- كالغيرة العصابية: - إن للعوامل البيئية، كالحروب، والفقر، والكساد الإقتصادي، كذلك التربية غير الإيمانية أثر هام في هذه الغيرة المرضية المذمومة، فالبعد عن الرحمن، وكثرة الفسوق والعصيان، وعدم

القناعة، وعدم الرضى بالقضاء والقدر، من الأسباب الرئيسية في الغيرة المرضية، والأمراض النفسية

والإضطرابات الشخصية، وذلك بسبب الفراغ الروحي، والجزع، واليأس، والقنوط، والخوف على المستقبل. وصدق صلى الله عليه وسلم إذ قال: - (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن اصابته سراء شكر وكان خيرا له، وإن اصابته ضراء صبر فكان خيرا له) (رواه حم، م، عن صهيب رضي الله عنه) الصحيحة 146 ــ مختصر مسلم 2092.

2: - والغيرة الذهانية:- يظهر على المريض شك بعد ضعف، أو إحباط بعد تكرار فشل، ومثله ما يظهر على بعض الأزواج " الوهم المرضي الضلالي " وهو ما يسمى " بمرض ذهان الغيرة " أو "مرض عطيل ".

إذ أن عطيل قتل زوجته بعد عدة محاولات جنسية فشل فيها معها، فتخيل أنها تخونه، ولا تظهر على المريض أعراض عقلية أخرى. نسأل الله العافية والسلامة. ونحمد الله على نعمة الإسلام.

3: - ويصاب بالغيرة المرضية، مرضى التهابات الدماغ وأورامه، وعتًة الشيخوخة، والزهايمر، وبعض حالات التسمم بالرصاص، والإكتئاب الدوري، والأمراض العصابية والعقلية التي تشمل " الفصام الإختلالي "، وتحدث غالبا في سن متأخرة.

4: - كذلك يصاب بها مدمني الكحول، ومن يتعاطى الحشيش، والمنشطات، يشعر أحدهم بالغيرة حين يثمل فقط، وقد يتطور هذا الشعور ليصيرعادة تشتد بسرعة وتزداد، حتى تصبح غيرة مرضية، وقد تؤدي إلى العنف أو إلى ما لا تحمد عقباه. .

إن الغيرة غريزة بشرية، قد تكون عند النساء والرجال على حد سواء، وقيل أنها في النساء أشد، فلا ينبغي إطلاق العنان لها ــ[إفراطا وتفريطا] بل يجب أن توزن بميزان الشارع الحكيم، وأن يراعي العبد فيها الأدب مع الله تبارك وتعالى، فلا يحل حراما، ولا يحرم حلالا، ولا يتعدى حدودا.

إن الغيرة إن وجدت بشكل لايطاق، كانت [غيرة مذمومة] لا يطيب معها عيش ولا يهدأ بال.

يغار أصحابها غيرة عمياء ــ وأحيانا حقدا وحسدا ــ فيعينونَ على فراق أزواج، وعقوق آباء، وقطع أرحام، وحرمان ميراث، وشهادة زور.

ومنهم من يذهبون إلى العرافين والدجالين، ليرضون حاجة في أنفسهم، أو غلاً في صدورهم. لا يهمهم إن خسروا الدنيا والآخرة، بسبب غيرتهم.

قال الله تعالى:- (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم ِشنآن قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) المائدة ــ 8.

ملامح شخصية الغيور ـــ غيرة مذمومة ـــ: -

1: - إحساس داخلي بالنقص، وضعف القدرة والكفاءة.

2: - تضارب بين الطموحات، والقدرة على إنجازاتها.

3: - حساسية مفرطة، يصحبها قلق، وسوء ظن، وشك.

4: - اتباع الهوى، والتقليل من شأن الآخرين، واتهامهم بعدم الفهم والتقدير، بسبب الأنانية.

5: - المبالغة في الإعجاب بالنفس وتقييمها بعيدا عن حقيقتها.

6: - إلقاء اللوم على الآخرين عند الفشل والإحباط، فإن لم يستطع، أحال الأمر للمس، والسحر، والحسد.

7: - سرعة الغضب، وعدم تمالك النفس، والعجلة، وعدم الأناة والتثبت.

وقد قتلت أخت، بسبب قذف عرض تبيَن فيما بعد أنها منه بريئة!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير