قال شيخنا الألباني رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه: (ومن عجائب الورع البارد أن بعضهم يأذن لإبنته بالخروج إلى الشارع سافرة بغير حجاب شرعي، ثمَ يأبى أن يراها الخاطب في دارها وبين أهلها بثياب الشارع! وفي مقابل هؤلاء بعض الآباء المستهترين الذين لايغارون على بناتهم – تقليدا منهم لأسيادهم - الأوروبيين – فيسمحون للمصور أن يصوَرهن وهن سافرات سفورا غير مشروع، والمصوَر رجل أجنبي عنهم، وقد يكون كافرا، ثم يقدَمن صورهن إلى بعض الشبان، بزعم أنهم يريدون خطبتهن، ثم ينتهي الأمر على غير خطبة، وتظل صور بناتهم معهم ليتغزلوا بها، وليطفئوا حرارة الشباب بالنظر إليها ألا فتعسا للآباء الذين لايغارون، وإنا لله وإنا إليه راجعون) انتهى كلامه. السلسلة الصحيحة 99. المجلد الأول صفحة 208 - 209.
لقد ذم رسول الله صلى الله عليه وسلم الديوث الذي تبلَدت أحاسيسه، يرى الخبث في أهل بيته فيقرَه ولا يغار عليهم، وتوعًده الوعيد الشديد بقوله صلى الله عليه وسلم:-
(ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا، الديوث، والرجلة من النساء ومدمن الخمر) صحيح رواه الطبراني في الكبير عن عمار بن ياسر رضي الله. عنه. صحيح الجامع 3062.
وفي رواية:- (ثلاثة لايدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء) صحيح رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عمر رضي عنهما. صحيح الجامع 3063.
[احترام غيرة الآخرين]
إنه لخلق جميل علمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم، ألا وهو احترام مشاعر الآخرين باحترام غيرتهم، ومنه احترام رسول الله صلى الله عليه وسلم لغيرة الصحابة رضي الله عنهم، ولنا فيهم أسوة حسنة.
قال صلى الله عليه وسلم: - (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفا من أمامي، فقلت: من هذا ياجبريل؟ قال هذا بلال، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك فقال عمر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! أو عليك أغار) حم،خ، وقد اخرجه مسلم من وجه آخر مختصرا. الصحيحة 1405.
وكذلك احترام أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها، لغيرة زوجها الزبير رضي الله عنه، فقد قالت: (جئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني، ثمَ قال: إخ إخ، ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته، وكان أغير الناس، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَي قد استحييت فمضى) متفق عليه.
إنه الحياء ... شعبة من الإيمان، إنه الحياء .... لا يأت إلا بخير، ذكرت غيرة زوجها رضي الله عنه، فحفظته في الغيب والشهادة. رضي الله عنها وأرضاها.
اللهم ثبت الإيمان في قلوبنا، وفقهنا في ديننا، وردنا إليك ردا جميلا.
بقلم وتقديم:
أم عبدالله نجلاء الصالح.
من محاضرات الملتقى الأسري الأول
ـ[وعد]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 02:43 م]ـ
اللهم ثبت الإيمان في قلوبنا، وفقهنا في ديننا، وردنا إليك ردا جميلا.
بقلم وتقديم:
أم عبدالله نجلاء الصالح.
من محاضرات الملتقى الأسري الأول [/ quote]
اللهم آمين جزاك الله خيرا وجعلها الله فى ميزان حسناتك حين تلقاه